الأربعاء، 15 ديسمبر 2010

فن القراءة الإبداعية 11

فن القراءة الإبداعية 11


تعليق لأحد الأفاضل زوار المدونة يقول:


كيف نطبق هذا الكلام على الكتابات العلمية , وهل نستطيع أن نستلهم روح الكاتب العالم من كتاباته العلمية , وكيف نكسر الحاجز بين هذه الكتابات وأبناءنا في المدارس حتى والجامعات , أقول ذلك وقد لاحظت أن المراجع الأجنبية في مجالات العلوم المختلفة , يتعمد الكاتب فيها أن يضفي جوا من البهجة والنكتة في كتاباته, مستعينا في ذلك ببعض الرسومات التوضيحية خفيفة الظل وأيضا موضحة لما قد يستتر وراء النص .فكيف نجمع بين العلم وحسن العرض في كتاباتنا العلمية . وهل هو خطأ المترجمين أم الكتاب الأصليين . حيث يذهب المترجم بروح المؤلف . أرى أن هذه مشكلة تستحق الدراسة , وهي موجودة أيضا في ترجمات الأعمال الأدبية , من روايات وقصص ومسرحيات وأشعار.


وهي مجموعة من الأسئلة يمكن تلخيصها في التالي :


1- كيف نبطق هذا الكلام علي الكتابات العلمية؟
2- وكيف نكسر الحاجز بين هذه الكتابات وأبناءنا في المدارس حتى والجامعات؟
3- كيف نجمع بين العلم وحسن العرض في كتاباتنا العلمية ؟
4- وهل هو خطأ المترجمين أم الكتاب الأصليين ؟

أربع أسئلة مهمة وضعها جزاه الله خيرا أمام أعيننا


أما عن السؤال الأول :


فلقد مثلت فيما مثلت به أثناء حديثي عن ابن تيمية ، وما كتابات ابن تيمية إلا كتابات علمية إلا أن يقصد السائل علمية بمعني علوم تكنولوجية وتطبيقية


وأقول نعم يمكن تطبيق هذا الكلام علي كل العلوم بما فيها الفيزياء والرياضيات والكيمياء والبيولوجي وكل شئ ، فلم يعد الآن عالم الفيزياء هو الرجل الذي يرطم بكلمات جافة ومعادلات صماء صعبة وكأنه يلقي تعوذيات سحرية
 فكثير من العلماء المعاصرين والسابقين أيضا كسروا الحدود بين العلم والأدب وصاغوا العلوم ببساطة وبروعة وجلال
يمكننا قراءة عشرات الكتب العلمية التي كتبها الدكتور أحمد مستجير أو ترجمها وكذلك الكتب التي ترجمها مصطفي إبراهيم فهمي وغيرهم كثير

سؤال أحب أن أطرحه يوضح حقيقة المشكلة
من هو العالم ؟
هناك مشكلة حقيقية وهي كثرة المتحدثين في العلم وحاملين للشهادات العلمية المرموقة مع قصورهم في الوصول إلي روح العلوم وبالتالي فإن حديث هؤلاء تكثر فيه المصطلحات العلمية وغير العلمية وتقل فيه التشبيهات والاستعارات


يعجبني دكتور محمد رءوف حامد استاذ علم الأدوية وهو يتحدث في كتابه الرائع عن إدارة المعرفة والابداع المجتمعي أن استشهد بكلام لنزار قباني ، وفي الواقع قصة الاستشهاد والتمثيل بين أكابر العلماء بما هو مشهور ومعروف ومتداول من نصوص شعرية أو وقائع أو مشاهد من أفلام تاريخية أو روايات أو .....
دليل تمكن العالم من علمه وأستاذيته فيه ،
وعن طريق تلك الاقتباسات وهذه الاستعارات نتبين ثقافة العالم وروحه


من الأمور الطريفة أن تعلم أن الدكتور مصطفي مشرفة له كتاب قصص قصيرة اسمه هذيان ودكتور حسين مؤنس وهو مؤرخ له مسرحية اسمها الطريق الابيض وترجم رواية ثم غاب القمر لجون شتاينبك
وهناك كتاب عن الوارثة ترجمة الدكتور أحمد مستجير وهو مجرد رسومات كاركاتورية وتعليقات بسيطة توضح علم الوراثة
فالعالم الأديب والأديب العالم ، أصبحت ضرورة ، ضرورة يفرضها العلم نفسه علي العالم حتي يستطيع نقله وتوصيله إلي الأذهان

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية