الأحد، 10 أبريل 2016

الترس

الترس

تغيرت معالم الحياة فلم تعد الأرض تُنبت ولم تعد الأشجار تُثمر والسبب في ذلك هو أن الماكينة التي كانت تروي الأرض تعطلت والكل مشغول بهذا العطل مهموم بإصلاحه
 ولكن كيف ؟!
لابد من تحديد العيب أولا
فهل العيب في الوصلات الكهربائية  
أم في مجموعة التروس
أم في لوحة التشغيل
أم في نظام التشغيل نفسه
أم في زر التشغيل
ومع أن الاحتمال وارد بأن يكون العطب قد أصاب أكثر من جزء في تلك الآلة
إلا أن الجميع استبعد ذلك
اقتنع مجموعة من الناس بأن العيب في زر التشغيل وعملوا علي ذلك وقاموا بتجربة فأحدثت الماكينة صوت زمجرة فهلل الناس وفرحوا وظنوا أن العيب فعلا كان في زر التشغيل
فالمجموعة التي كانت تعمل علي التروس تركت العمل عليها وقالت لدينا زر تشغيل أفضل
وأما من كان يعمل علي لوحة التشغيل فلقد ترك الأمر والتفت لأرضه حاول أن يحرثها في انتظار عمل ماكينة الري ، ومنهم من انشغل بأمور أخري
وهكذا ومع كل المحاولات المستميتة لإصلاح الآلة عبر زر التشغيل مع عدم الالتفات لباقي الاحتمالات
طرأ احتمال جديد وهو انقطاع التيار الكهربائي مصدر الطاقة
كيف نصلح ماكينة الري ؟
أو ماذا نعمل ؟
موضوع للمناقشة 

لهذا خُلقت

لهذا خُلقت

لماذا خُلقت ؟
سؤال إن لم تعرف إجابته علي وجه الدقة لا العموم ضاعت حياتك سدي 
مازلت أذكر كلام الشيخ في المسجد  حول هذا السؤال وهو إنما خُلقنا للعبادة 
واستدلاله بالآية الكريمة :
" وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"
ثم هو يصور العبادة بالصلاة والصيام والزكاة وغيرها 
وكأنه حصر مفهوم العبادة في علاقة العبد بربه 
ولكن!!!!!
 كثيرا ما كانت تزلزلني تلك الآية:
 " إني جاعل في الأرض خليفة "
هل الخلافة هي الصلاة والصيام والحج والعمرة ؟!
أم أن الخلافة مفهومها أعم وكذلك العبادة نفسها
نعم كنا نسمع تعريف العبادة بأنها الاسم الجامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال
 ولكن كلما نظرت إلي الحياة ورأيت مكاننا الحالي وما كنا  يجب أن نكون عليه تراودني الشكوك حول تفسيرنا لكثير من القضايا 
منها لماذا خُلقت؟ ومعني الخلافة !

ثمان ساعات نوم ومثلهم عمل شاق في دروب الحياة 
هل لهذا خُلقت؟

ثلثي الحياة يضيع بين النوم والعمل 
فإن لم يكونا من العبادة ومن ضمن مقتضيات الخلافة فما معني ذلك ؟

وفي وسط الحيرة والشكوك تغرد في سمائي هذه الآية :
" كل قد علم صلاته وتسبيحه"
إذن لكل مخلوق صلاة وتسبيح  ولا يشترط أن يكون تسبيح الكائنات وصلاتها كصلاة الإنسان وتسبيحه 
وكذلك سعي الإنسان في الأرض إعمارا وإستخراجا لمقدراتها والاستعانة بها علي الحياة
هي من عبادته أو من خلافته في الأرض 

ولكن لماذا خُلقت أنا فلان ابن فلان ؟
هذا سؤال تفصيلي يجب أن يجيب عليه كل إنسان 
فلكل نفس منفوسة مهمة وغاية من أجلها خُلقت علي الخصوص والتعيين وعليها تحاسب 
فرجل وسع الله عليه في العقل والجسم خُلق لغاية غير التي خُلق لها رجل وسع الله عليه في المال ، ورجل أتاه الله العلم والحكمة هو مخلوق لغاية غير التي خُلق لها من لم يؤت علما ولا حكمة
فابحث في داخل نفسك عن نعم الله عليك علي الخصوص والتعيين 
وانظر في واقعك وحياتك واصلح واقعك بما أوتيت فلهذا خُلقت 

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية