الثلاثاء، 28 أبريل 2009

" وأعلم من الله مالا تعلمون "

و اعلم من الله ما لا تعلمون "

جاءوا يقولون أن ابنك سرق وماشهدنا إلا بما علمنا ، بعدما قالوا عن يوسف أكله الذئب عندها قال يعقوب عليه السلام " قال إنما أشكوا بثي وحزني إلي الله وأعلم من الله مالا تعلمون "

كلما مررت بهذه الاية وأنا أقرأ في كتاب الله مسترشداً إياه طالبا منه الهداية ، باحثا فيه عن السبيل الذي ينير لي الطريق في وقت ساد فيه الضباب وغمرتنا الشبه واختلطت الأمور وحارت الأفئدة والعقول
كلما مررت بها غمرني الاطمئنان الخفي وبرد من اليقين عميق وسادني الفرح بعدما يقعشر منها بدني وتسيل منها علي الخد دموع

"واعلم من الله مالا تعلمون " هل هذا خاص بيعقوب عليه السلام

لا والله فقد قالتها السيدة خديجة حين أتاها الرسول صلي الله عليه وسلم مرتجف الجنان خائف يقول زملوني زملوني دثروني دثروني

قالت فوالله لا يخزيك الله أبدا؛ إنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتقري الضيف وتعين علي نوائب الحق

فقد كانت تعلم هذا من الله

وقالها أبو بكر الصديق حين أتاه عمر يقول له في صلح الحديبية لما نعطي الدنية في ديننا فقال له إنه رسول الله والله لن يضيعه فاستمسك بغرسه

فقد كان يعلم هذا من الله

وقالها رسول الله صلي الله عليه وسلم حين كان مع أبو بكر في الغار " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا "
مابالك يأبوبكر باثنين الله ثالثهما عندما قال أبو بكر لو نظر أحدهما تحت قدمه لرآنا

"واعلم من الله مالا تعلمون"
تقولوها القلوب الزكية حين يشتد بها البلاء ويحيط بها الهم ولا تجد مع ذلك إلا بردا في الصدر وطمأنينة وسكون في النفس ، وما هذا إلا يقينا في الله واصطحابا لحسن صنيعه ورأفته ورحمته التي وسعت كل شيء في وقت لا يوجد إلا هذا اليقين ولا نملك من الاسباب الظاهرة شيئ

فكم مرة قلت واعلم من الله مالاتعلمون ؟؟؟
وهل أنت فعلا تعلم من الله مالا يعلمون ؟؟؟

هذه المقالة دعوة لتتدبر أفعال الله معك وتستخلص العبرة والعظة من كل ما مر بك من مواقف وترتقي لدرجات اليقين
فلا تغيير إلا إذا كنت تعلم من الله ما لا يعلمون حين تسقط الاسباب وتتهاوي فلا يكن معك إلا ملاحظتك لحسن صنيع الله بك وعلمك من الله مالايعلمون

الأربعاء، 22 أبريل 2009

الرحيل


الرحيل

لم يعد للنفس عذراً
للخنوع
لم يعد للعين مجري
للدموع
لم يعد هناك أي شيئ
للرجوع

إني راحل

إني راحل مع الطيور

علي صفحة الماء الغدير
رأيت وجه الشمس
تشرق من جديد

مع ابتسامة الفجر الوليد
وهمس نسمات عصر جديد
وصوت ضحكات أمل بعيد

مات في صدري خوفي
وتأهبت للرحيل

سأترك خلفي الخنوع والخضوع
سأترك خلفي البكاء والدموع
سأترك خلفي أي آثار تدعوني للرجوع
إني راحل

راحل للغد
يملأني الأمل
ويحدوني الشوق إلي اللقاء
فلم يعد هناك أي مسوغ للبقاء

راحل للمجد وراحل للعمل
راحل للنور وراحل للأمل
لم يبق بيننا وبين المجد
سوي الرحيل
الرحيل
الرحيل

من العين تبدأ ...


من العين تبدأ الروح

من العين تبدأ الروح

بالوضوء وبالصلاة

مضمضت عيني بالبكاء

وغسلت قلبي بالخشوع

وطهرت اللسان بالدعاء

ولكنني ....

ولكنني كنت كاذباً

فما زلت أرغب في البقاء

نداء الإله


نداء الإله
......................

لا ترفع صوتك
فإني أسمعك
..........

لا ترفع صوتك بالنحيب أو البكاء
فإني أسمعك
......

في وسط الليل البهيم
أراك وأنت مستكين في مخدعك
.............

وعود الثقاب الذي حاولت أن تشعله
فأحرق أصبعك
......

نعم فكل ما فعلته وأقلق مضجعك
كنت أراه
فإني أراك وأسمعك
............
هل ظننت أنني لم أكن معك

فكما خلقتك فإني لن أضيعك

...فكما خلقتك فإني لن أضيعك
... فكما خلقتك فإني لن أضيعك
... فكما خلقتك فإني لن أضيعك




أقنعة شفافة


أقنعة شفافة

كل يبحث عن قناع
قناع يتخفي وراءه
وراءه حتي لايراه أحد

...

كل يبحث عن قناع
قناع يبرر به مواقفه وآراءه

...

كل يبحث عن قناع
قناع ولكننا نتخفي بأقنعة شفافة
شفافة فيري كل الناس ما خلف القناع
ولكننا
ولكننا نحن فقط الذين لانري إلا القناع
لانري إلا القناع الذي أردنا أن نكونه
فلم نكنه ، وكانه القناع

...

حين خلع القناع
أغمض عينيه فجأة ثم
ثم أطلقهما ثانية ليتأكد
ليتأكد ممايراه
هل هذا أنا
حدث هذا بعدما خلع القناع
نعم
إنه أنا
فلماذا إذن كنت أتخفي
لماذا أتخفي بالقناع
...

هذا ما انا عليه
علي الناس أن يعرفوه
أن يألفوه
فإنني راض به سعيد
لا أحب ذاك القناع
...

نعم إني فقير
وهل في الفقر عيب فأخفيه ؟

نعم إني ضعيف
نعم إني قصير لست بجميل
ولكن هل في خلقة الله عيب
هكذا خلقت

نعم إني أخطيئ أحيانا
وأحيانا أخري أُصيب
وهل عُصم إلا الأنبياء ولست بنبي

نعم إني ... نعم إني
.............

ياااااااااااه

ماهذا النسيم الذي أشعر به
هل تلك هي الحرية
أن تسير بلا قناع
ليس عليك أن تخفي ما أنت عليه
علي الناس أن يقبلوك كما أنت
أو يرفضوك كما أنت
لا داعي للقناع
فلا داعي للكذب
ولا داعي للتجمل
فلا ترتدي أي قناع
فكل الأقنعة شفافة

الثلاثاء، 21 أبريل 2009

فول - بصل - شاي أسود

فول – بصل – شاي أسود

هذه الثلاثية مقتبسة من رواية رحلة السمان

وقفت امامها أتأمل ما تمثله لنا
وجدت أنها تمثل بساطة المصريين ، فهذه هي ملخص لحياة المصري ، هذا هو المتن
أحياناً يضاف عليه أهلي وزمالك
أو أم كلثوم أوعبد الحليم حافظ أو شعبان عبد الرحيم

وهل يكفي أو يصح هذا المتن لمن يريد النهضة والتغيير ؟

وهل يكفي هذا المتن أو يصح لمن تشرأب أعناقهم وتتطلع نفوسهم لسابق مجدهم ؟؟؟

هذا موضوع مهم لكل من يتحدث عن التغيير ويتطلع إليه ، وهو ثقافة المصريين وكيف ننهض بها

متي يعمل الرئيس ؟


متي يعمل الرئيس ؟

في معظم الافلام التي تتحدث عن وقوع إضطراب وأزمات حادة تجد أن الرئيس يختفي حرصاً علي سلامته ويدير الأزمة أحداً خلفاً له ويكون علي اتصال به وكل الافلام تأتي برجل غبي هو الذي يدير الأزمة
فإذا لم تستفد الأمة من الرئيس في مثل هذه الأزمات فمتي نستفيد منه ؟
في أيام الرخاء التي تسير فيها الأمور علي مايرام !!!!!!!!!!

كيف تستعمل بطاريتك ؟


كيف تستعمل بطاريتك ؟

كثير منا ربما سمع كلام أعجبه أو قرأ كتاب أعجبه أو شاهد موقف أعجبه ، وربما حدث العكس
عند هذه الحالات يحدث شحن للوجدان والسؤال هو ماذا نفعل بعد ذلك ؟

كثير منا يلجأ لتفريغ هذا الشحن وترجع ريمه لعادتها القديمة
هذا ليس السلوك الذي نريد
بل الواجب علي كل منا أن يحافظ علي شحن بطاريته ( الوجدان ) وأن يستغل هذا الشحن في عمل إيجابي مفيد

من طرق تفريغ الشحنات العاطفية الغير فعال ( الضحك – البكاء- المدح – الذم - ...)

هذا كله يحدث لحظي وينتهي بنا الحال كما كنا وكأن شيئاً لم يكن

علي كل منا أن يعرف دوره في التغيير وكلما مر به حدث ما مفرح محزن عليه أن يستفيد من الحدث في إنجاز مهمته

فالزمان لا يتوقف ، عندما تتوقف انت ، وغيرك أيضا لا يتوقف

Go go go

بوصلة التغيير


بوصلة التغيير

علي أي شيئ نضبط بوصلة التغيير ؟

سؤال مهم جداً ومع أهميته كثيراً ما تتفلت الإجابة وتهرب فلا تكاد تمسكها حتي تهرب ثانية

والإجابة التي كلما عثرنا عليها هربت منا هي المستقبل

يجب ضبط بوصلة التغيير علي المستقبل ، لا علي الحاضر ولا علي الماضي ،
هذا كلام مهم جداً
في هذا الوقت الذي أكتب تلك الكلمات العالم كله يستعد ويتهيأ لحضارة جديدة ، الماضي بالنسبة لها لاشيئ
نعم هذا الماضي الحافل بالإنجازات الضخمة والتاريخ المليئ بالاختراعات والتكنولوجيا كل هذا فيما نحن قادمون عليه لاشيئ
فيجب علينا ونحن ننشد التغيير أن نفكر في المستقبل وأن نتصوره
وأن نتصور مكاننا في هذا المستقبل الواعد بالمفاجئات
بين يدي مجموعة من الكتب المهمة جداً التي تعطي تصور عن المستقبل ، وكيف سيكون البشر علي ظهر الأرض في الفترة القادمة وكيف هي الحضارة الجديدة التي نتكلم عنها

ومنها :

1- تحول السلطة ألفين توفلر
2- بناء حضارة جديدة
ألفين توفلر
3- صدمة المستقبل
ألفين توفلر
4- الموجة الثالثة
ألفين توفلر
5- الطريق إلي السوبر مان
رامز نام
6- عصر الجينات والإلكترونيات
والتر تروت أندرسون
7- الجينوم
مات ريدلي


هذه الكتب يجب دراستها
دراسة جيدة لإنها تعطي تصور عن المستقبل الذي يجب أن نضبط بوصلتنا عليه

سألخص معظمها في مدونة أروع ما قرأت ، ولكن أحب أن أنبه أنه لا يكفي تلخيصي لمثل هذه الكتب
بل يجب دراستها لقطاع كبير من المثقفين ، بل يجب دراستها دراسات جماعية وإدراة نقاشات حولها إذا ما أردنا أن نحدث فرق في مستقبلنا ، وبالطبع كل منا يريد ذلك
لذا Go go go

الأحد، 19 أبريل 2009

كيف ننصر هذا الدين ؟

كيف ننصرهذا الدين ؟

هذا عنوان ضخم ومع ضخامته لابد لنا من الحديث عنه ، إذ كوننا مسلمين وأن الإسلام الدين الخاتم ، آخر رسالات السماء لأهل الأرض ، ولن يقبل من أحد دين غير الإسلام قال الله تعالي " ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " وأن الدعاة والعلماء هم ورثة الرسول صلي الله عليه وسلم ،
كل هذا جعل من نصرة الإسلام والدعوة إليه أمر جلل

خدمة الإسلام والدعوة إليه كانت إشكالية كبيرة لدي التيار الإسلامي ، إذ خرجت بعض الدعوات برفع شعار طلب العلم ، وهو شعار محمود ومعناه صحيح بلا شك ، ولكن هل يصلح طلب العلم لكل الناس ، هنا وقع الإشكال فمن لم يستطع طلب العلم أخذ في التفلت شيئاً شيئاً حتي أصبح إلتزامه بالاسلام إلتزام ظاهري ، ظاهري فقط وأخذت تخبو جذوة الدعوة الإسلامية والحمية في نصرتها والبذل شيئاً فشيئاً حتي ماتت نارها

ولنصرة الإسلام طريقان لا ثالث لهما

أولهما : أن تبحث عن دورك أو صوتك الخاص بك ، فكل منا خًلق لوظيفة ولمهمة علي هذا الكوكب وأُعطي كل مايعينه علي القيام بها ، وكل ما عليه ان يبحث ويستكشف مهمته ، فإذا علمها فليلزمها ، ومن علامات التي تعين المرء علي استكشاف مهمته ، كل المقومات والهبات والعطايا التي وهبها الإنسان ، من قوة ومال وحسن سمت وعقل راجح وعلاقات طيبة وبشاشة وحسن سيرة وحسن عشرة ، كل شيئ وهبته هو لك معين علي مهمتك في هذه الحياة

ولكن انتبه التعرف علي مهمتك ليس بالأمر السهل بل يحتاج إلي جهاد ولقد قلتها مرات عدة وأعيدها لأهميتها تلك الآية الرائعة ذاك القانون البديع " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " لن تعرف مهمتك ببساطة لا لابد أن تحمل هم الإسلام ليل نهار وتبحث في شتي الطرق وتخوض شتي المجالات والميادين حتي تتعرف علي صوتك ، علي الشئ الذي تستطيع خدمة الإسلام به ولا يستطيعه غيرك ،
وهذا يحدث علي مراحل فعليك باتباع العلامات والتيقظ والفطنة لكل مرحلة تمر بها ، فإن من حمل هم الإسلام وجاهد في الله لنصرة هذا الدين فإن الله يهديه السبيل ويعده له ، فتجد كل قول وكل فعل كل طريق يسلكه إنما هو لإعداده ، ولا يدرك المرء ذلك حتي تتضح مهمته في هذه الحياة فيربط بين الخيوط ليعرف كيف كان الله يعده ويهيئه " فكل ميسر لما خُلق له "


فعلي كل مرء أن يبحث عن دوره هو في خدمة الإسلام عن الكود الخاص به الذي يدخل به الجنة ألا وهو مهمته علي ظهر هذه الحياة الدنيا

الطريق الثاني : وهذا أكمل وأصعب ولا يستطيعه أغلب الناس ألا وهو أن تبحث عما يحتاجه الإسلام فتكونه
يا الله ما أروع هذا أن تبحث عما يريدك الإسلام أن تفعله إن أرادك عالماً كنته ، أو مجاهداً كنته ، أو داعية أو مهندس أو دكتور أو .....
أن تنظر بعين الاعتبار في مجالات القصور والضعف التي أصابت الأمة فتسعي لسدها

وهذا كان حال الجبلين الأشمين أبو بكر وعمر ، فأبو بكر الرجل الأسيف الرقيق أنظر ماذا حل به وأي أسد احتواه إيهابه عندما أطلت فتنة الردة برأسها إن عمر رضي الله عنه وهو ماهو لم يستطع أن يثنيه عن محاربة المرتدين ، وما ذلك إلا أن أبو بكر يعلم ماذا يريد الإسلام فيكونه
كذلك عمر حين ولي أمر المسلمين وكان يخافه الناس ويهابونه كيف أصبح بمنزلة الأب الشفيق علي رعاياه وكيف كان يعدل بينهم وينام في ظل شجرة هذا الاسد الغضنفر الذي كانت ترتجف من رؤيته الرجال وكان يخافه الشيطان فإذا رأياه في واد سلك واديا آخر
اللهم أرضي عن أبي بكر وعمر وعن سائر صحابة رسولك صلي الله عليه وسلم وعمن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين

فلنصرة الإسلام أبحث عن مجالات تفردك فاخدم بها الاسلام ، أو أعرف ماذا يحتاج الإسلام فكونه



البركة وطرق تحصيلها - ملف للتحميل

البركة وطرق تحصيلها

ملف للتحميل

http://www.4shared.com/account/file/100232849/705c8b1b/____.html

البركة وطرق تحصيلها 5


6- البكور في العمل:
وهو الذهاب إلي العمل في أول وقته وعدم التأخر في قضاء الأعمال فالذهاب إلي العمل أو السعي لقضاء الأعمال في أول أوقاتها فيه بركة قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " اللَّهُمَّ بَارِكْ لأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا" أخرجه البخاري في التاريخ الكبير.

7- الجمع بين الأعمال والنيات :
فمثلاً يمكنك سماع القرآن أو أحد الأشرطة او إطلاق الفكر والخيال وأنت تمارس رياضة المشي مثلاً
أو تقرأ القرآن وتقول الأذكار وأنت تمارس أي مهمة أو مهنة ميكانيكية لا تحتاج إلي تركيز العقل ، أو تقضي بعض المهام والمشاوير وتمارس الرياضة أثناء أداء تلك المهام ،

فمثلا عندي كل شهر أو شهرين دفع فاتورة النت كنت في الماضي اتصل بالشركة ترسل لي محصل ويأخذ عشرة جنيهات بدل التحصيل الآن ألبس زي رياضي وأذهب مشي لمكان دفع الفواتير فاتمرن في هذا الوقت وأقضي مشاوري وأوفر النقود وأقول أذكار المساء أو أقرأ قرآن أو أستغفر أو أفكر وأتأمل

8- إعمال المولد بأقصي طاقة:

أعني بالمولد هنا العقل وعليك أن تشغل عقلك بأقصي طاقة ممكنة له وهذا متغير بمعني أنك كلما شغلته بأقصي طاقة كلما زادت طاقته وقدرته علي المزيد بطريقة لا حد لها ولا نهاية

ومن الطرق التي تشغل بها عقلك بأقصي طاقة وتجمع فيها بين الأعمال أن تشغل ذهنك بفكرة أو موضوع قبل النوم حتي يعمل عليها العقل أثناء النوم فإذا ما أشرقت الشمس وزقزقت العصافير وجدت العقل أمدك بأفكار وتصورات رائعة عن تلك المعضلة أو هذه الفكرة فينام جسمك ويعمل عقلك أثناء تلك الفترة ويبدع لك الحلول

وكذلك أثناء أكلك وشربك ولهوك ولعبك ، إذا وضعت في عقلك فكرة وأخذت تمارس أي لون من ألوان الحياة الميكا نيكية فإن عقلك يشغتل في تلك الأوقات علي الموضوع الذي كلفته به وهذا مهم للغاية

البركة وطرق تحصيلها 4


5 - الأخذ بالاسباب:

والأخذ بالاسباب هي تخصيص من مراعاة السنن والقوانين أو هو سنة من تلك السنن وناموس من تلك النواميس ، فعلي كل عامل أن يأخذ ويجد ويجتهد في السبب الظاهر الذي جعله الله سببا للشيئ
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم " تسحروا فإن في السحور بركة " أي ان الأكل قبل بدأ الصيام فيه بركة القدرة علي الامتناع عن الطعام طوال فترة الصوم هذا هو الأخذ بالاسباب
والأخذ بالاسباب لايفهم وحده منفرداً دون التوكل علي الله في حصول المسبب له السبب أو حصول النتيجة فإننا نأخذ بالسبب لا عن اعتقاد بأن السبب يعطي النتيجة لا محالة بل عن اعتقاد في رب السبب وإنه لولا ان الله أمرنا بالأخذ بالاسباب ما اخذنا بها
فنحن نتعاطي الاسباب إيمانا في الله ويقينا فيه وتوكلا عليه وإمتثالاً لأمره ، لأبين المعني المراد لا اجد أفضل من حادثة الهجرة
تري كيف كانت حادثة الهجرة

لقد أخر رسول الله صلي الله عليه وسلم هجرته وأختار الصديق رفيقا له ، وطلب خريتا يسلك بهم طريقا مختلفا ، واختفي في الغار أياماً و .....
وأشياء كثيرة جداً فعلها رسول الله صلي الله عليه وسلم وفعلها أبو بكر رضي الله عنه لإتمام الهجرة هذه هي الاسباب ، ولكن كيف حال القلب اسمع
عندما دخل الرسول صلي الله عليه وسم وأبو بكر رضي الله عنه الغار وأتي المشركين قال أبو بكر للرسول صلي الله عليه وسلم لو نظر أحدهما تحت قدمه لرآنا اسمع وأصيخ السمع ماذا قال الرسول صلي الله عليه وسلم " ما بالك يا أبو بكر باثنين الله ثالثهما " الله أكبر ذلك هو التوكل بعدما أخذا بكل الأسباب الممكنة

البركة وطرق تحصيلها 3


4- التوكل علي الله :

والتوكل علي الله والاستعانة به سر الاسرار ، وقد خلط القوم وزيفوا في معني التوكل حتي صار غريباً لا يعرفه الناس ، إنما يعرفون الجنيه والدولار يعرفون العم سام والقوم اللئام ولا يعرفون كيف يستعينون بالله ويستنصروه ويتوكلوا عليه
والتوكل يجمل بيانه في آيتين من كتاب الله الأولي :" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا "

فعلي المرء الجهاد في الله ليعرف ويتعرف علي سبيله الموصلة إلي ما يحبه ويرضاه ، فلن تعرف السبيل الموصله إليه بلا جهاد فيه ، لابد من سهر الليالي والتأمل ، لابد من القلق والاضراب ووضع المسلمات تحت ميكروسكوب الاختبار حتي تعرف السبيل إليه كيف تنصر دينه وتقيم الخلافة في الأرض هذا لايحدث أبداً بلا جهاد فيه
" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " فسبيل معرفة الطريق هو الجهاد في الله فكراً وعلما وتأملاً ، بحثاً ، شوقا ولهفة ، رغبة وطموح ، عزم وإصرار تلك هي طريقة الجهاد التي تصل بها إلي سبيل الله أو سبله الموصلة إليه

فإذا ما بان لك السبيل جاء دور الآية الثانية لبيان التوكل وهي قوله تعالي : " ومالنا لا نتوكل علي الله وقد هدانا سبلنا "
فإذا ما عرفت سبيلك فاسلكه وتوكل علي الله فلا توكل قبل بيان السبيل ولا بيان للسبيل بدون جهاد ومجاهدة وكلامي كله هنا عن معني التوكل في العمل والسبب

وإن كان هناك توكل آخر وهو التوكل علي الله في الجهاد نفسه و معرفة السبيل نفسه وفي الإيمان نفسه وفي السبب نفسه وهذا امر آخر يصعب علي القلم بيانه
قال الله علي لسان إبراهيم عليه السلام " لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضاليين "

التوكل علي الله أحد الأسباب المحصلة للبركة

البركة وطرق تحصيلها 2


3- مراعاة النواميس والقوانين:

من يعمل العمل وهو عالم بالنواميس والقوانين التي وضعها الله يصيب البركة لا محالة ، إذ الخذلان وقلة التوفيق ينشأ عن السعي في غير الدرب المقصود ، فمن سلك الدرب الموصل للمقصود وصل لا محالة ، وهنا أقول استطراداً إن عمل التيار الإسلامي لإحداث التغيير تأخر وسيتأخر طالما لا نراعي تلك السنن والنواميس ، فمن العجب حين تنظر إلي رجالات الدعوات جميعها سلفيها وخلفيها قديمها وحديثها تجدهم يتكلمون عن التغيير دون إهتمام بتلك النفوس التي يريدون تغييرها ، لا يعلمون شيئاً عن سنن الاجتماع وأسرار تغير وتطور الأمم ، لا يعلمون شيئاً عن خصائص وخصوصية كل بيئة وكل شعب ، لا يعلمون شيئاً عن الاوقات الملائمة والمنعطفات التي تحدث في تاريخ الأمم أثناء التغيير أو كي تتغير ، لا يعرفون شيئاً عن علم النفس والبواعث والمحركات التي تحرك الافراد والشعوب والأمم

ولا تجد في المكتبات الاسلامية من جلس يتأمل ويفكر يبحث ويمحص ، ليخرج علينا بتلك السنن والنواميس التي تصف لنا طريقة الخروج من التيه ، في حين تجد الآف الكتب والمصنفات والشرائط والمحاضرات التي تتكلم عن قضايا إذا علمنا سنن التغيير التزم الناس بتلك القضايا ومارسوا تلك الشعائر بلا جهد يذكر

فهناك في مكتبتنا الكتب التي تتكلم عن الحجاب في أكثر من ثلاث مجلدات ، ناهيك عن الحوارات الآثمة التي يطلقها أدعياء الباطل جند الشيطان المشككين في كلام الله ورسوله
فكم كتاب كتب في معني الحياة ، معني الحياة في ظل الاسلام وتحت رايته ، كيف نقيم دولة الاسلام في قلوبنا قبل أن نقيمها علي أرض الواقع ، كم كتاب كتب في سنن التغيير ، وطبائع الشعوب ونواميس الكون ، وخصائص وخصوصيات الأمم ، إن الدعوات التي خرجت في مصر علي سبيل المثال تريد تغيره وجعله واحة إسلامية بكل ما في الكلمة من جمال ، لم تدرس خصائص المواطن المصري وطرق تفكيره وسبل تعبيره ، لم تتعرض لخصوصية البيئة وعامل الزمن
لم تدرس شيئ يعينها علي ذلك وبالتالي لم تسر في الطريق المرصود لعملية التغيير ، لك أن تعجب حديثنا هذا عن تلك الدعوات وهؤلاء الدعاة ، حين تعلم أن الشافعي غير من مذهبه الفقهي حين دخل مصر ، فمصر تعني الكثير ، تعني مقطوعة منفردة من العزف يجب علي كل من يحاول إحداث أثر فيها أن يعرف كيف يعزف علي أوتارها وحدها ، فلا يكفي الكلام العام وإنكار خصوصية مصر وخصوصية المصريين ، فهنا شعب موجود من أقدم التاريخ يخزن في مورثوه الجيني تاريخ أقدم حضارة عرفتها الأرض ، هذا الرجل العادي الذي يحمل في شيفرته الوراثية مخزون أقدم وأعرق الحضارات ، مع مامر به من تحول جيني من مصريته إلي عروبته ومن فرعونيته إلي إسلاميته لم يتخلي عن خصائصه ، إهمال تلك الخصائص والخصوصية يجعلنا ننفخ في قربة مقطوعة
فالمصري صبور وليس غبي ،أو جبان ، تلك مسألة مهمة ، فالصبر أحياناً يبدو علي إنه غباءاً أو جبناً ، والمصري ليس جباناً ولا غبياً ولكنه صبور ، إهمال معني تلك الخصوصيات يأخر عملية التغيير

في الوقت الذي تسمو فيه أنفسنا إلي قيادة الأرض تحت راية الاسلام وبسواعد وعقول وأفئدة مصرية علينا الأخذ بالنواميس والقوانين والسنن

البركة وطرق تحصيلها 1

البركة وطرق تحصيلها

البركة هي كلمة سحرية مامعناها وكيف نحصلها ؟

البركة باختصار شديد تعني النتيجة أكبر من العمل
الثمرة أكبر من السبب
الأثر أكبر من المؤثر
البلاغ أكبر من البيان

تلك هي البركة ، أن تعمل عملاً بسيطا في ظاهره ومخبره وتأتي نتائجه وثمراته أكبر وأكثر مما تظن وتحلم
فالبركة في طريق نهضتنا أحد الأسلحة الفعالة التي يجب علينا الأخذ بها
،هي كنز التغيير المدفون ويجب التنقيب عنه

والبركة بكلمات أخري عبارة عن معادلة لها حدود إذا ما صففتها بجوار بعضها البعض أتتك نتائجها المزهلة

فما هي تلك الحدود والمكونات لمعادلة البركة ؟

أو ما هي شيفرة البركة ؟

1- الإيمان بالله :
نعم الإيمان بالله هو اول مكون وأخطر مكون في معادلة البركة ، هو أهم جزء في حل شيفرة البركة
يقول ابن تيمية رحمه الله " المؤمن عقله أحد ورأيه أسد وإنه يحصل في الاوقات القليلة العلوم الكثيرة وما ذلك إلا لأن إعتقاد الحق يقوي العقل " ليس هذا لفظ ابن تيمية ولكن معني كلامه رحمه الله ، فالايمان ، والايمان الصحيح بالله وكتبه ورسله هو أول درجة في سلم تصعد به لتنال البركة في كل أعمالك ، وكيف لا وأنت تستمد العمل من إيمان بخالق الكون ومنشأه ومبدعه ومكونه ، وكيف لا وأنت تستمد الطاقة من منبع الطاقة وخالقها ، وكيف لا وأنت تطلب النتيجة والأثر من خالق النتيجة والسبب وجاعل السبب سبباً ولولاه لتعطلت الاسباب .

2- الإخلاص في العمل :
أي عمل تعمله في دنيا أو للآخرة لا تجني ثمرته المرجوة حتي تخلص نيتك وتجمع همك فيه لتحصله ، فالإخلاص والصدق في العمل شرط لا تتحق النتائج بدونه هكذا قضي الله سبحانة وتعالي
ولك أن تنظر بعيني رأسك في آثار القوم السابقين ربما وقفت شامخة كتب أو مقالات أو مقولات لأشخاص قلائل عبر تاريخ طويل مديد ما الذي جعل تلك الكتب وتلك الكلمات تخلد عبر التاريخ لا يطويها النسيان بل كلما مر الزمان زادت تلك الآثار رونقاً وجمالاً
هذا هو الإخلاص
فصحيح البخاري كتاب وُجد ليبقي وسر بقاءه ونفوذه الطاغي هو أن الامام قد كتبه بمداد الصدق فكان يرفع القلم ويغمسه في محبرة الصدق بعدما يصلي ركعتين لكل حديث يضعه في كتابه فكلمات مكتوبة من مداد الصدق لا تنمحي أبداً رحم الله الإمام

الخميس، 16 أبريل 2009

الحياة الافتراضية

الحياة الافتراضية

الواقع الافتراضي و الحياة الافتراضية هي أحد تلك الوسائل التي ينتهجها البشر لإطلاق الخيال وتحرير العقل من أي قيد أو شرط
والخيال وتحرير العقل من قيود الواقع هي أهم سمات التغيير أو متطلباته

وقبل الكلام علي فائدة هذا المسلك أود أن أنبه لننتبه وأستوقفكم لحظة نفكر فيها أن هناك فرق ظاهر بين الرجل الغربي في تفكيره وبين المسلم في تلك الحياة الافتراضية ومعناها ، فالغربي المادي قد أسس وأصل لحياته هذه، الحياة الدنيا علي أنها أصل يتفرع عنه وذهب يمجدها ويحسنها تحسين من ليس له غيرها
اما المسلم فإنه يعلم علم اليقين بأن حياته الدنيا ماهي إلا حياة إفتراضية وإن الحياة الأخري هي الحياة الحقيقية

وهذا فرق جد خطير بين من يري الحياة الدنيا نفسها حياة إفتراضية وبين من يري الحياة هي المبدأ والمنتهي وينشأ لها واقع افتراضي ليحسن به الواقع الحقيقي ( إن لم يكن هروباً من الواقع الحقيقي )

هذا الفرق جعل الانسان الغربي يبحث ويتباحث يسعي ويأمل ينسي ويتجاهل أن للإنسان علي وجه هذه الأرض مدة معلومة وأجل مقضي وأن للإنسان دار أخري هي مسكنه ومأواه

فأخذ يبحث علي ظهر الكواكب هل هناك حياة وهل ممكن أن يحيي هو هناك ، وأخذ يضع المراصد الفلكية وينفق المليارات ببذخ وإسراف حتي يتصنت علي السماء عسي أن ترسل له كائنات أخري رسائل
وهذا فرع عن خلل ظاهر في معني الحياة
في الوقت الذي ينفق فيه هذه النفقة الباهظة ليبحث عن كواكب أخري تصلح للحياة أو كائنات أخري تسعي للتواصل أخذ يعيش في الأرض فسادا يثقب طبقة الأوزون التي تحمي الأرض ويفسد في مناخ الأرض ، يببد ثروات هذا الكوكب و يستهلك مقدراته ومدخراته

الآن .........

الآن أتكلم عن فائدة الحياة الافتراضية

لو أن الانسان عامة ، أعني الجنس البشري كله ، تعامل مع الحياة علي أنها حياة إفتراضية وهي كذلك لا ريب ، فأخذ يصلحها وينميها يستخرج كنوزها ومقدراتها وينفقه في صلاحها وإصلاحها عالماً بأن ذلك منه إنما هو إفتراضي وعلي قدر عمله في تلك الحياة الافتراضية ستكون سعادته في حياته الواقعية حياة الدار الآخرة ، لسعد البشر جميعاً

أي أن تلك الشعرة الفاصلة بين بني الانسان وبين السعادة هي هذا الإحساس بأن الحياة الدنيا حياة إفتراضية ينال فيها الانسان فرصة ليحيي حياة واقعية حقيقية علي أثر ما بذلوا وأنتجوا في واقعهم الافتراضي (الدنيا)

لذا " لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقي الكافر فيها شربة ماء "

لا تساوي شيئ تلك الحياة الافتراضية لا تساوي شيئ فالنعيم الذي يتنعم به الكافر ماهو إلا نعيم افتراضي غير حقيقي ، لذا ينال الكافر منه وليس له في الآخرة من خلاق

مع ذلك فعلينا في تلك الحياة الافتراضية واجب العمل والكد فيه إذ حياتنا الحقيقية متوقفة علي إحساننا وجهدنا وعملنا في تلك الحياة الافتراضية

لذا علينا العمل قبل أن تظهر علي شاشات حياتنا تلك الرسالة GAME OVER

الثلاثاء، 14 أبريل 2009

جلس رجل يعظنا

في يوم من أيام رمضان سابق

جلس رجل يعظنا بين صلاة التراويح فتحدث حديثاً لم أعهده من قبل ويبدو أن هذا الخاطر وهذا التفاعل والانفعال بكلامه قد سري في الجمع الموجود كله ، فكان حديثه جميل ، يأخذ بتلابيب النفس ، ويذهب بالعقل بعيداً حيث وقع الأحداث فيعايشها معايشة من شهد الأمر لا من أُخبر به

فمدح الناس هذا الرجل – جزاه الله خيرا – وعندما أخذوا يثنون ويدعون له رد عليهم بكلام هو أعجب من كلامه الأول

فقال إن كلام المتكلم وحديث المتحدث ، وتعليم المعلم ، إنما هو رزق السامع والقاريئ والمتعلم

حين يريد الله الخير بأحد يسوق له الخير أو الحكمة علي لسان المتكلم فالفضل يرجع للقاريئ والمستمع لا للمتكلم أو المعلم أو الكاتب ،
إذ أراد الله به خيراً فأنطق المتكلم بما تكلم به وأوحي للكاتب ما كتب

مشي ساعة - - جري ساعة


مشي ساعة جري ساعة

اليوم بعد صلاة العشاء أحببت أن أتمشي ساعة حول حديقة الطفل لبست زي رياضي وكوتشي وخرجت ، وقبل ما أوصل لحديقة الطفل كانت تراودني تلك الخواطر

انا قررت أمارس رياضة لمدة ساعة
ولكن هل المشي لمدة ساعة أم الركض والجري لمدة ساعة أفضل هذا هو السؤال ، هل يستفيد جسمي وتنشط عضلاتي بنفس النسبة لو غيرت من المشي إلي الجري

الإجابة إن التمرين ساعة في الجري أفضل من ساعة مشي
ولكن إحنا تعودنا علي سياسة أحسن من مفيش ، يعني إيه ؟
يعني كل منا لايريد بذل مجهود ولأن الرياضة بها مجهود خرجت النصائح حتي لانتقاعس عن ممارسة الرياضة ، أتمرن ساعة ولو هتمشي فيها نعم المشي مفيد ، أنا لا أنكر ذلك ، ولكن أيهما أفضل طالما قد دفعنا الثمن أو رضينا بدفعه ، ساعة من عمرنا هي ساعة سواء مشيتها سواء جريتها

هي دي النقطة !
مدام رضيت بدفع الثمن ساعة من عمرك فلتنفقها في الأفضل
وهذا خيارنا الوحيد في المرحلة المقبلة
التخلي عن سياسة أحسن من مفيش
واعتماد سياسة الأفضل الأفضل الأفضل

" يايحيي خذ الكتاب بقوة "

الأحد، 12 أبريل 2009

خواطر حول التغيير 2

خواطر حول التغيير 2

كنت منذ عدة ساعات أشاهد فيلم the fly الفيلم حائز علي جائزة أوسكار وهو خيال علمي بيتحدث عن إختراع آلة يمكن عن طريقها نقل الاشياء من مكان إلي آخر ، الفيلم جيد ، بعد انتهاء الفيلم أخذت كتاب من المكتبة أقرأ فيه وقع اختياري علي كتاب اسمه الطريق إلي السوبر مان تأليف رامز نام وترجمة دكتور أحمد مستجير ، بدأت أقرأ فيه بعد عدة صفحات انتابتني مشاعر غريبة
مشاعر مفادها صعوبة التحديات القادمة ، وأهمية خيارنا الذي نختاره اليوم لنصل من خلاله إلي الغد

الوضع حرج والوقت حساس ، في الوقت الذي نلهو فيه ونلعب الشغل علي قدم وساق في بقاع كثيرة من العالم والتغييرات التي ستحدث عما قريب في شتي المجالات ستكون حقا مذهلة ، فنحن أمام طفرة أخري من طفرات العلم ، مما جعل ذهني ينشط في إعادة طرح قضية التغيير برمتها بطريقة جديدة وبأفكار أخري

قادني إلي ذلك ما سبق أن نوهت عنه ، مع جملة قرأتها في رواية الصمت
تقول إن مانحتاجه هو أن نفعل الشيئ في الوقت الحاسم وبالاصرار الكافي

فكلنا يتلكأ حتي يوشك الوقت علي النفاد إن لم ينفد بالفعل ، كما إننا لا نفعل الشيئ بالاصرار الكافي

لذا هاهي خواطر حول التغيير 2

أشد عائق لعملية التغيير سواء التغيير الشخصي أو التغيير علي مستوي الأمة هو العائق الذهني ، وأعني بالعائق الذهني هو اعتقاد إمكانية التغيير

فمن يعتقد أن الأمر مستحيل صار الأمر مستحيل بالنسبة إليه

ومن يعتقد أنه ممكن جائز صارالأمر كذلك

وذلك ببساطة أنه حين يعتقد العقل أن الشيئ مستحيل ينصرف عن المحاولة ولا ينشغل بالتغيير فلا يري الفرص المتاحة والمتغيرات الحادثة التي تقلب الوضع رأساً علي عقب

اما حين يعتقد العقل إمكانية التغيير فإنه ينتقل إلي البحث عن كيف فينشغل كلية بكيف التي تقوده إلي دروب وسبل التغيير وملاحظة الفرص السانحة والمتغيرات التي تسهل عملية التغيير

من عدة سنوات أهداني أحد أساتذتنا كتاب من تأليفه مطبوع عن التربية قرأت حوالي نصفه ولما قابلته سألني عن رأي فقلت له بعض ملاحظاتي التي منها أني لم أشتم في الكتاب روح التغيير ، بمعني أني لا أجد هناك فرق بينه وبين كتابات التربويين الأكادميين ، ولا أجد روح إسلامية تغييرية في الكتاب ، أي أنني لم أجد تلك النقلة النوعية المفروضة التي تقرب علوم التربية إلي العقلية الاسلامية فقال لي إن ذلك مستحيل نعم قال لي باللفظ مستحيل ، فهو حين بدأ يكتب إعتقد أنه مستحيل أن يحدث نقلة نوعية في علم التربية فأخذ ينقل من هنا ومن هناك فجاء الكتاب كما قال واعتقد ، عندها في الواقع قبلها لم استطع أن أكمل قراءة الكتاب

حين أسرح بخيالي في تربية الرسول صلي الله عليه وسلم لأصحابة أجد المعني الذي كان يرسخه في نفوسهم وكان يتجلي في كل موقف وكل فعل وكل قول لهم هو أنه حادث لا محالة أنهم ممكنين بإذن الله وأن الأمر مجرد وقت وسعي لحصول ذلك وكان يتحدث بيقينية المنتصر بأبي هو وأمي ، ألم يرسل الرسل بالكتب إلي ملوك الأرض يدعوهم إلي الإسلام وإلا تقطعت أوصال ممالكهم ، هذا الذي بالأمس كان يخاف أتباعه علي أنفسهم الهلكة يذهبون بكتاباته في شتي بقاع الأرض يدعون ملوكها إلي الإسلام

فحين تسيطر علي العقل الإسلامي فكرة إنه ممكن يتحرر من كل قيود الواقع ويصنع المعجزات الخالدة التي لم يسجلها التاريخ لأي أمة غير أمة الإسلام

فاول شيئ يجب عليك إعتقاده لإحداث تلك النقلة النوعية في حياتك وفي تاريخ أمتنا هي إعتقاد إنه ممكن

بل إعتقاد أنه واجب ، لم يعد لدينا وقت نتجادل في إمكانية التغيير وجوازه وهل هو ممكن أم لا ، بل إني أري أن الاعتقاد الصحيح في تلك المسألة هي اعتقاد وجوب التغيير وضروريته

فإذا كان الأمر كذلك وهو كذلك دعوني أطرح تلك الأسئلة

هل التغيير يحتاج إلي إمكانيات ؟
هل ممكن حدوثه الآن ؟
هل يحتاج إلي وقت ومراحل ؟

من المفاجئات المذهلة حين تسرح تفكر وتتأمل في عملية التغيير أنك تجد أن التغيير يحدث لحظي بمعني بمجرد اعتقاد العقل إمكانية حدوثه فإنك تكون قد تغيرت أي بزوال الحاجز العقلي والنفسي عن عملية التغيير تبدأ عملية التغيير

فالتغيير يحدث حالاً ولكن ما يحتاج إلي وقت هو التطوير والنمو

كذلك لا يحتاج التغيير إلي إمكانيات فكل ما تحتاجه لعملية التغيير هو إستخدام ماهو بالفعل لديك وتحت سلطانك
إذ من القواعد الشرعية المقررة أنه لا تكليف إلا بمستطاع فإن كان الله كلفنا خلافة الأرض وجعلنا خير أمة أخرجت للناس وطلب منا قيادة هذا الكوكب وفق سنته وشرعه الذي شرعه لنا فمعني ذلك أننا نستطيع أن نفعل ذلك وأننا لا نحتاج إلي شيئ خارجي ليس عندنا ولا نستطيعه

"لا تكليف إلا بمستطاع " إذ التكليف بما لايطاق ولا يستطاع عبث لا يجوز علي الله سبحانه وتعالي

إذن كيف نبدأ عملية التغيير بخطوات بسيطة حالاً ؟

1- راجع قاموس مصطلحاتك التي تستعملها يوميا فإنه مدخل عملية التغيير ، فإن من قاموسه اليومي لا أستطيع لا أقدر غير ممكن صعب ، مستحيل لا فائدة ، أو من تدور مصطلحاته وألفاظه اليومية حول الفشل أو الحزن أو الاكتئاب أو الملل
فإنه ببساطة لن يستطيع إحداث تغيير حقيقي في حياته حتي يغير ذلك القاموس بقاموس آخر يشع تفاؤل وأمل ونشاط وحيوية وروعة وبهجة


لي صديق كلما أتيته بشيئ ممتاز ورائع قال مادحا " مش وحش "

فلفظ مش وحش هو لفظ سائد في كلامه فتتحول حياته حول هذا المعني السائد في قاموسه اليومي
وأعرف غيره اللفظ السائد عنده لفظ رائع

وهكذا أحصي الالفاظ السائدة في كلامك في اليوم والليلة وقم بتغييرها بألفاظ وكلمات ما ترجوه وتأمله
فالألفاظ هي التي تضع حدود وأطر لعمل العقل الذي يقود عملية التغيير

2- الأصدقاء : إهرب من الاصدقاء الذين لا يعتقدون سهولة التغيير أو إمكانيته أو ضرورته فهؤلاء أكثرهم محبطين يضعون في حياتك العراقيل أولها الذهنية وثانيها وثالثها ورابعها عراقيل فعلية إذ تدور أحاديثهم بل تدور حياتهم في حلقات مفرغة من المعني ، وكما قيل نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل

3- الجرائد والمجلات : الصحف اليومية سيان الحكومية أو المعارضة هي من عوائق التغيير عليك بهجرها واستبدالها بالكتب فلو أنك كنت تشتري الجرائد يوميا فإن هذا يعني أنك تنفق حوالي 30 جنيه او أكثر في الشهر ومن الناس من يشتري أكثر من جريدة ، فلو أنك وفرت هذا المبلغ من المال فقط وأعددته لشراء الكتب وأخذت تكون مكتبة متنوعة في شتي علوم وفنون الحياة لتم لك ذلك ببساطة
خذ علي سبيل المثال مطبوعات الهيئة المصرية العامة للكتاب فإنها مشروع قومي ضخم يطبع بأسعار زهيدة روائع الكتب والمصنفات خاصة الكتب المترجمة وكذلك كتب مهرجان القراءة للجميع وكذلك سور الأزبكية فهناك كثير من المكتبات تعرض أي كتاب بجنيه وبها كتب رائعة ممتعة في شتي العلوم والمعارف،
وحين تستبدل قراءة الجرائد بالكتب فإنك تستطيع ان تقرأ كل يومين او ثلاث كتاب يعني في شهر حوالي عشر كتب يعني في سنة 120 كتاب ، يعني انك في ظرف سنة واحدة تستطيع أن تنتقل إلي صفوف المثقفين الكبار بقرائتك 120 كتاب متنوع في شتي ميادين الحياة والمعرفة

4- التليفزيون والقنوات : يعج التليفزيون بآلاف التفاهات والهيافات المضيعة للأوقات والحياة ، خذ هدنة من التلفزيون أو إن استطعت أن تتحكم فيما تراه وهذا ممكن فإنه يمكنك أن تختار ما يساعدك علي التغيير وليس العكس ، وإن كان المادة الجيدة المحدثة أثر فعال قليلة جدا إن لم تكن نادرة في الاعلام المرئي ، وهي أكثر ما تكون في الكتب

الثلاثاء، 7 أبريل 2009

سر سر السعادة

سر سر السعادة

لقد إكتشف باولو كويلو سر السعادة ووضعه في قصة قصيرة سماها سر السعادة ، ولكنه وضعها هو الآخر في صورة سر غامض لنكشف سر باولو كويلو في سر السعادة علينا نقرأ قصته أولا ً وهي:

سر السعادة
باولو كويلهو

أرسل أحد التجار ابنه ليتعلم سر السعادة عند الرجل الأعمق حكمة من بين كل الرجال . مشى الصبي أربعين يوماً في الصحراء قبل أن يصل إلى مدخل قصر رائع على قمة جبل . هناك يقيم الرجل الحكيم الذي كان يسعى للوصول إليه . بدلاً من أن يلتقي رجلاً قديساً دخل رجلنا إلى قاعة تنشط فيها حركة كثيفة ، باعة يدخلون ويخرجون ، وأناس يتحادثون في أحد الزوايا ، وفرقة موسيقية تعزف أنغاماً خلابةً . وفيها طاولة مليئة بأشهى مآكل تلك المنطقة من العالم … والرجل الحكيم يتحدث مع هؤلاء و أولئك ، فاضطر الشاب إلى الانتظار ساعتين قبل أن يحين دوره بالكلام … أصغى الرجل الحكيم بانتباه إلى الشاب وهو يشرح له سبب زيارته ، ولكنه قال له أن لا وقت لديه الآن ليطلعه على سر السعادة . واقترح عليه القيام بجولة في القصر ثم العودة ليقابله بعد ساعتين … "ومع ذلك أريد أن أطلب منك معروفاً " أضاف الرجل الحكيم وهو يعطي الشاب ملعقة صغيرة سكب فيها نقطتين من الزيت . " خلال جولتك أمسك جيداً بهذه الملعقة ولا تدع الزيت يسقط منها " . بدأ الشاب يصعد وينزل كل سلالم القصر وعيناه مركزتان على الملعقة . وعاد بعد ساعتين إلى حضرة الحكيم . "إذاً " سأل هذا الأخير " هل رأيت النجود الفارسية الموجودة في غرفة الطعام خاصتي ؟ هل رأيت الحديقة التي عمل مسؤول البساتين عشر سنوات لإنجازها ؟ هل شاهدت الرق الجميل في مكتبتي ؟ " ارتبك الشاب ، واضطر بأن يعترف بأنه لم ير شيئاً أبداً . لأن همه كان ألا تقع نقطتا الزيت من الملعقة التي أعطاه إياها الحكيم . "إذن عد وتعرف على روائع عالمي " . قال له الرجل الحكيم . " لا يمكن الوثوق بإنسان إن لم نكن نعرف المنزل الذي يقيم فيه " . حمل الشاب الملعقة وهو أكثر اطمئناناً الآن ، وعاد يتجول في القصر مركزاً انتباهه هذه المرة على كل الأعمال الفنية المعلقة على الجدران والمرسومة على السقف . رأى الجنائن والجبال المجاورة ورقة لأزهار وتلك الدقة التي وضعت فيها الأعمال الفنية كل واحد في موقعه المناسب . ولدى عودته إلى الحكيم روى له بشمل مفصل كل ما رآه في جولته . " لكن أين هما نقطتا الزيت اللتان أوكلتك بهما ؟" سأل الحكيم … نظر الشاب إلى الملعقة فوجد أن نقطتي الزيت قد سقطتا منها . قال الحكيم عندئذ : " هنا النصيحة الوحيدة التي يجب أن أعطيك إياها : إن سر السعادة هو أن تنظر إلى كل روائع الدنيا دون أن تنس أبداً نقطتي الزيت في الملعقة " …
انتهت

ولم يحدثنا باولو كويلو عن نقطتي الزيت ماهما
لكي نحافظ عليهما ونحن نستمتع بالحياة دون أن ننساهما فننعم بالسعادة

أتعرفون ماهما نقطتي الزيت ؟
هما حدود الله ، هما شرعه الذي شرعه لنا ، نحفظه ونحفظ حدوده ثم ننطلق في الدنيا مستمتعين بها و ننعم بالسعادة

نقطتي الزيت هما بمثابة الشجرة التي أُمر آدم ألا يأكل منها وله ان ينعم بالسعادة

فإذا أتانا خطاب الملك عليه ختمه وتوقيعه وفيه ان هذا أو ذاك هما نقطتي الزيت فماذا علينا لننعم بالسعادة ؟؟؟؟

مشاري راشد العفاسي

مشاري راشد العفاسي

منذ فترة وانا أبحث عن كلمات مناسبة استطيع بها وصف دور مشاري راشد العفاسي في حياتنا المعاصرة وفي مستقبلنا
قد يستغرب البعض تلك المقدمة
ولكن الحقيقة أن مشاري راشد العفاسي تجاوز مرحلة القاريئ الجيد ذو الصوت العذب الشجي ، أو المنشد الرائع
لقد تجاوز تلك المرحلة بمراحل ، حتي أصبح هو نفسه عنوان لمرحلة أخري من مراحل نهضتنا المرجوة
أستعير هنا لفظ لأحد أصدقائي إذ وصفه بأنه يؤسس لفن إسلامي

نعم تلك إحدي المعضلات الحضارية التي وقعنا فيها ولم نخرج منها بعد

حين الحديث عن الفن تجزع النفس علي انه رجس من عمل الشيطان والواقع ان الفن الجميل جميل ولكن نحن أسأنا استعمال اللفظ وحصرناه في فعل المحرم من سماع الموسيقي وما إلي ذلك

هنا ظهر مشاري راشد الذي يزكي المشاعر وينمي الأحاسيس عبر كلماته العذبه في فن رائع ولا تصحبه آلات المعازف المحرمة
قاضيا علي أسطورة الفن المحرم

وهو هنا وقف وقفة الاعتدال إذ لم تصحبه المعازف واكتفي بموسيقي الكلمات وأنغام صوته الساحر الآخاذ
مخالفاً طرفين أحدهما استحل الموسيقي والثاني حرم الفن

مشاري راشد العفاسي لك منا كل حب وتقدير واحترام

مع أمثال هؤلاء نبني نهضتنا لا نتخلي عن الثوابت ولا ننعزل عن الواقع ، نقف مع النفس البشرية نعرف ما يصلحها وينميها ولا نتنازل عن حقنا في المقدمة والقيادة والريادة مراعين لحدود الله

الأحد، 5 أبريل 2009

الهدف الأساسي لأستاذ الجامعة


الهدف الأساسي لاستاذ الجامعة

يجب أن يكون الهدف الأساسي لأستاذ الجامعة أن يعرض نفسه علي طبيعتها الذاتية الحقيقية ، أعني ، كإنسان جاهل يفكر بطريقة إيجابية ، مستخدماً نصيبه الضئيل من المعرفة ا .ن. هويتهد

رحلة البحث عن الخلود

رحلة البحث عن الخلود

منذ فجر البشرية وآدم وبنيه يبحثون عن الخلود ، فالخلود هي الخدعة الكبري التي خدعها إبليس لآدم فأغراه من أكل الشجرة
" ما نهاكم ربكما عن هذه الشجرة إلا ان تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين "

فآدم وحواء بحثا عن الخلود وكانت تلك غلطتهم الكبري والوحيدة فعصيا الأمر وأكلا من الشجرة التي نهوا عن الأكل منها وذلك بسبب كذب إبليس وخداعه بأنها شجرة الخلد

فهل هناك شجرة للخلد أو شراب الخلود أو ...

تحدثت الأساطير كثيرا عن سر الخلود ، ولم تكتف الاساطير بالحديث عن الخلود بل ذهب الإنسان المعاصر ( المادي) وراء حلم الخلود فقام بصرف ملايين الدولارات علي أبحاث سعياً وراء سراب الخلود

والغلطة التي لم ينتبه إليها الإنسان المادي الغربي هو أن الخلود ليست لتلك الأبدان الفانية المصنوعة من الطين والتراب
وهذا هو محور إهتمامه ومعول بحثه ، الجانب الأرضي من الإنسان وهذا فاني لا محالة فقدر الله علي بني آدم الموت وهو فناء الجزء الأرضي ، ولكن أتدرون حين يموت الإنسان هل تموت روحه ؟؟؟؟
لا لا تموت الروح
إن الروح خالدة لا تموت ولا تفني ، وهذا هو السر العظيم الذي لا نعرفه قال تعالي : " يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أُتيتم من العلم إلا قليلا "

فمن أراد الخلود فعليه ان يهتم بالجزء الخالد فيه ويزكيه وينميه فهذا هو الباقي الخالد وهو الروح ، ومن أجل هذا بُعثت الرسل وأُنزلت الكتب وفرضت الفرائض من أجل زكاء الروح وتطهيرها
"خاب من دساها "
فإن كنت ترغب في الخلود فها قد عرفت طريقه

الخطأ القاتل والخطأ المزدوج

الخطأ القاتل والخطأ المزدوج

خلال معركة الحياة والصراع الدائم الأزلي مع إبليس يمكننا حصر أخطر مواطن الزلل في شيئين أحدهما الخطأ القاتل ، والثاني هو الخطأ المزدوج

ولكن ما هو الخطأ القاتل ؟
وماهو الخطأ المزدوج ؟

أما الخطأ القاتل فهو توسيع دائرة التحريم ، والخطأ المزدوج استحلال الحرام

فالله عز وجل حين أوجب علينا هذه الحياة إختباراً وإبتلاءاً ، حرم علينا أشياء ، وقال لنا لا تقربوها ، تلك إذن حدود الله لا يجب علينا أن نتعداها

ولكننا أثناء تلك الحرب الطاحنة يظفر إبليس من بعضنا بأن يروج له هذا الخطأ القاتل فيجعله يزيد في دائرة الحرام شيئاً فشيئاً حتي يوقعه في العنت والمشقة

مثال مهم لدينا قضيتين خطيرتين في الحس الإسلامي ، ألا وهما الصور والموسيقي
فنحن نعلم وجود نصوص صحيحة صريحة بحرمة التصوير والموسيقي والتصوير هنا يعني الرسم وليس الصور الفوتوغرافية
إذن رسم وجوه الأشخاص حرام ، وكذلك الموسيقي وهذا ما عليه أهل العلم رحمهم الله تعالي

الخطأ القاتل هنا هو تحريم الفن عامة

في كلام لابن عباس رائع ونفيس قال لأحد المصوريين ارسم الشجر ومالا روح فيه

فحجب كل انواع الفن وتوسيع دائرة التحريم خطأ قاتل إذ الفن متنفس عاطفي يزكي الوجدان وتحتاجه النفس فالأولي بنا والأجدر الوقوف مع ما ثبتت النصوص بحرمتة فقط ولا نوسع دائرة التحريم

وهذا النوع من الخطا وُجد في عصر النبي صلي الله عليه وسلم

ففي الصحيحين "
أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهم : أما أنا فأصوم لا أفطر ، وقال الآخر : أما أنا فأقوم لا أنام ، وقال الآخر : أما أنا فلا أتزوج النساء ، وقال الآخر : أما أنا فلا آكل اللحم فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال : ما بال رجال يقول أحدهم كذا ، وكذا لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني "

وذلك منهم حين تقالوا عبادتهم فأرادوا أن يزيدوا في العبادة بتوسيع دائرة التحريم علي أنفسهم فنهاهم الرسول عن ذلك صلي الله عليه وسلم و تصدي لهم

علي النقيض من ذلك أقوام آخرون تقع في الخطأ المزدوج وهو تحليل الحرام والتجاوز والتهاون فيه باستحلال الحرام الثابت حرمته بنص صحيح عن الله وعن رسوله صلي الله عليه وسلم

فتجد هؤلاء يقولون الغناء والموسيقي جائز وإيش فيه ، العصر تغير وحجج ما أنزل الله بها من سلطان

ولقد تنبأ رسول الله بأمثال هؤلاء

ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف "، رواه البخاري من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه،

ولنا من قصة آدم عليه السلام ونزوله للأرض عبرة ، فلقد كانت معصيته من الجنس الثاني وهي الأكل من الشجرة المحرمة وهذا هو الغالب علي بني آدم وهو مع مافيه ، إلا أن النوع الثاني أشد خطراً علي الأمة في مجموعها إذ صاحبه يظن أنه يتقرب إلي الله بفعله ، أما فاعل المحرم فهو مهما فعل يظل في قلبه شيئ يشعره بأن ما يفعله مخالف لقول النبي صلي الله عليه وسلم فيرجي له الإقلاع والتوبة

ومن قصة آدم ، آدم عليه السلام لم يخلو من تكليف ومن أمر بمنع الأكل من الشجرة فكل محرم علي بني آدم هو من جنس الشجرة بالنسبة لباقي المباحات التي أحلها الله لنا

فهلا نترك أكل الشجرة

عذابات الإنسان

عذابات الإنسان

للإنسان علي ظهر هذه الحياة خيارات يختارها ، وينبني علي تلك الخيارات ، حياته كلها الدنيوية والأخروية
فلماذا يختارالإنسان عذاباته

ولكن ما هي عذابات الإنسان ؟

أتدرون ماهي عذابات الإنسان ؟

عذابات الإنسان ، هي قوله ما لا يعنيه وأخذه ما لايخصه ، وترك ما عليه فعله ، وحب ما وجب بغضه ، وسيره في غير دربه ، وإنشغاله بغير ما خُلق له ، و ....

فعذابات الغني ترك النفقه في سبيل الله التي هي واجب المال وسعيه للعبادة والتقشف مع اكتناز المال وحبسه عن مستحقه

وعذابات القوي إهمال نصرة المظلوم وإنصرافه عن الحق ودعمه للباطل وغض الطرف عن مواطن البطولة والنظر الحديد لمواطن البطالة والكسل وترك إعمال القوة فيما خُلقت لها

وعذابات العالم هو الخوض فيما لاينبني عليه عمل ، وترك الناس فيما هم فيه من باطل ، ومداهنة الحكام ، وعدم النصح للأمة في منشطها ومكرهها ، والتلذذ بالعزلة مع ترك الحياة تموج بالفتن وخوض الناس بالباطل في مشكلات العلم، ومسائله ، لا يجيب إلا عما سُئل ولا يجيب بما يكرهه السائل يبحث عن الهروب من المسؤلية ولا يعلم أنها قد وقعت عليه حين تحمل العلم ، لا حين طُلب منه الأداء

وأعذب المعذبين هم أهل اعلم الذين تعلموه رياء وقالوه سمعه ، وتركوه لما كان فيه المشقة والتبعة في العمل ، يفرحون بصرف الناس وجوههم إليهم ولا يعلمون أنه إذا لم يقولوا ما وجب قوله فقد باؤوا بالخسران العظيم

وعلي الجملة والتفصيل فعذابات الإنسان تنشأ حين يهرب المرء من لحظته ويعيش لحظة أخري ليس هذا وقتها أو يهرب من لحظته ليعيش لحظة أخري ليست له بحال من الأحوال

فالفقير يعذب حين يبحث عن لحظات الغني ، والغني يعذب حين يهرب من لحظات البذل ويعيش لحظات الزهد ، والقوي يعذب حين يترك النصرة ويعيش لحظات إستخزاء
والعالم يعذب حين يترك مقتضي العلم ويتهرب من المسؤلية

والخطيب المفوه حسن السمت وحسن القول يُعذب حين لا يستغل ذلك في الدعوة إلي الله سبحانه وتعالي ويذهب يدعو لنفسه لشخصه ملبسا ذلك علي الناس أو علي نفسه ويقول إنما ادعوا إلي الله وإنما أجمل نفسي لكي يأخذوا ما معي من الحق

تلك هي باختصار رؤوس أقلام في عذابات الإنسان ، أن يحيا المرء غير لحظته ويسير في غير دربه في غاية غير ما خُلق لها

الخميس، 2 أبريل 2009

لماذا تبكي عند سماعك القرآن ؟

لماذا تبكي عند سماعك للقرآن ؟

هل وقفت لحظه تسأل لنفسك هذا السؤال؟

وهل تبكي عند سماعك للقرآن ؟

في يوم من أجمل أيام الحياة لا أنساه أبداً ما حييت ،
 إجتمع بضعة نفر من طلاب الثانوية العامة كان ما يجمعهم المسجد
نعم المسجد فقط هو سبب تعرفهم وتعارفهم بعضهم ببعض
ما أجمل تلك الأيام الخوالي ، تري هل ممكن ان تعود ؟
أتمني لو تعود بعض تلك اللحظات فقط ،
كم يرتجف قلبي حين أتذكرها
تواعدوا علي أن يبقوا في المسجد بعد صلاة العشاء ،
تُري ماذا سيفعلون في وسط هذا الليل وسكونه وشجونه ؟
لقد قرروا أن يصلوا ركعتين ويطيلوا الصلاة
قام أحدهم بالصلاة ووقف الباقيين في سكون تام حتي إذا دخل الإمام في سورة مريم
 أخذ القوم البكاء نعم أخذوا في البكاء والنشيج وهطلت تلك الدموع 
التي لاندري من أين تأتي حين نحتاج إليها لتغسل الأفئدة ا
لتي جفت جوانبها فجفت معها المآقي وجمدت لها العيون

مرت تلك الليلة .....

لا لم تمر؟

حين هم الجميع بالانصراف بعدما أغترفوا من من أنس الخلوة وقيام الليل

جاء معي صديق وسألني هذا السؤال

لماذا تبكي عند سماع القرآن ؟ أو كيف تبكي عند سماع القرآن ؟

لقد صدمني سؤاله وهزني هزاً عنيفا ، 
وهل كنت لا تبكي أنت الآخر في تلك الصلاة هل هذا الذي ساءني وهزني في سؤاله ؟
أم أنني لا أعرف لماذا أبكي عند سماع القرآن

اليوم بعدما مرت من العمر أجمل أيام الشباب ، 
تلك المرحلة التي ليس معك فيها من هموم الدنيا شيئ ،

أسأل نفسي نفس السؤال وأطرحه عليكم
لماذا تبكون عند سماع القرآن ؟
القرآن .........
أتدرون ما القرآن ؟
القرآن هو الطريق السري الموصل إلي السماء
نعم هذا هو الممر الواصل بين أجمل ما في الوجود وبين العبد 
في تلك الديار النائية شديدة القحل شديدة الجفاف والجفاء من المعاني الروحية السامية

أتدرون ما هو أفضل ما في الوجود وأجمل وأروع ما في الوجود ؟؟؟
إنه الله نعم الله هو أجمل شيئ في هذا الكون
وكل جميل في هذا الكون إنما وصُف بالجمال لانتسابه إليه سبحانه وتعالي ،
 فالجمال وكل الجمال من صنعه سبحانه

ومن فضله ورحمته بنا بعدما خلق الجمال وعرفنا به وجعلنا نستشعره ونتذوقه ،
 أن أقام بينه وبيننا ذلك الطريق والممر الموصل إليه سبحانه

هذا هو القرآن ،

ولكن لماذا عند سماع القرآن نبدأ في البكاء

هل لمرور آيات العذاب وذكر النار فيتملكنا الخوف وعندها نأخذ في البكاء ؟؟؟

هل هذا مايبكيك حقاً؟
الخوف من النار والعذاب

أي عبد أنت إذا كنت إنما تخاف من عذاب مولاك ، ألا يُوجد في قلبك محبة لمولاك
نعم يوجد
 لذا حين تاتي آيات وصف الله وأسمائه وصفاته وبيان عظمته وقدرته 
ورحمته وجلاله وفضله يأخذني أيضاً البكاء

إذن نعم العبد أنت
إذا كانت تبكيك آيات الرحمة والمغفرة كما تبكيك آيات العذاب والعقاب
تبكيك المعاني التي عند سماع القرآن أو تلاوتها تتدفق كنسيم بارد يصل إلي القلب فيبدد نار الحيرة والشك والتردد والغفلة
نعم تلك المعاني التي تُقذف علي القلب قذفاً عند سماع القرآن فينشر الإيمان نوره في القلب فيضيئ حتي إذا غمر الضياء القلب أضاءت كل الجوارح فيبهر العين وهج الضوء فتدمع
نعم تدمع لشدة نور الحق ولمعانه التي تلوح عند قراءة وسماع القرآن

هل هذا هو سبب البكاء عند سماع القرآن ؟؟؟

الأربعاء، 1 أبريل 2009

قراءات هزت أوتار القلوب

قراءات هزت أوتار القلوب

هذه قراءات من سور منفصلة لقراء مختلفين
أنظر هل تشعر بما أشعر به عند سماعها

ما هذا الذي أجد ، ألم أقرأ هذه السور مرات عديدة ،
لماذا عندما قرئها هؤلاء كأنني أسبح في السماء

تُري ماهو السر ؟

نعم هناك سر

وسأتركك تكتشفه لن أبوح به


http://www.4shared.com/file/96232643/74ec5738/__-__.html
l

http://www.4shared.com/file/96241005/5dfb3845/__-___-__.html

http://www.4shared.com/file/96241004/2afc08d3/__-___.html


http://www.4shared.com/file/96241007/b3f55969/___-__.html

http://www.4shared.com/file/96241012/da849ca7/__-__.html

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية