الأحد، 9 مايو 2010

طريق الحرية

طريق الحرية


وقف في عرض الطريق يبحث عن وسيلة تقله إلي حيث يرغب ويريد ، وسيلة إنها مجرد وسيلة تهديه إلي الطريق ، كان حائراً متردداً ، لا يعرف كيف يذهب أو يهتدي إلي الطريق ، أشار بيده لسيارة أجرة ، نعم سيارة أجرة فلتأخذ ما تريد من أجر وثمن  علي أن توصلني إلي حيث أريد هكذا قال في نفسه وهكذا فهم السائق الذي وقف له علي الفور
السائق : إلي أين تريد أن تذهب ياسيدي ؟
هو : إلي طريق الحرية
السائق: لا أعرفه سيدي يمكنك أن تركب علي أن تدلني عليه وسأوصلك إليه
هو : وليكن
ركب خلف السائق لم ينطق ببنت شفة ، إنطلق السائق في طريقه وكأنه يعلم ماذا يريد وإلي أين يتجه ولكنه في أول منعطف هدئ من سرعته وقال بأدب جم سيدي أين اتجه أين هو طريق الحرية الذي تقصده وتعنيه ، خرج من حالة الذهول والتوهان التي كانت تستغرقه بالكلية وقال متلعثماً متردداً ، اسلك يمين ، انحرف السائق إلي جهة اليمين في أول إشارة استرد هو وعيه وبدأ يفكر في هذا الطريق الذي طالما فكر فيه ورغب ، طالما تمني السير فيه وداعب خياله ، وعندها أخذ يسرد علي السائق معالم طريق الحرية الذي يريد فقال له :
إنه طريق طويل غير مأهول بالسالكين
إنه طريق غير معبد إلا بالأشواك والعراقيل
إنه طريق الأبطال
إنه طريق  طويل إلا أنه مستقيم لا اعوجاج فيه ولا التفاف
طريق الحرية
يبدأ برفض الواقع وينتهي بالتغيير
طريق الحرية
يبدأ بنقد الذات وينتهي بالتطوير
طريق الحرية
يبدأ من داخل نفسك ولا نهاية له في الأفق
طريق الحرية
عليه ستجد علامات ستجد كتابات
من هاهنا مررنا .. المصلحون ..والأولياء ..والمرسلون
طريق الحرية
هو الطريق الوحيد الذي نهايته الفلاح والنجاح
طريق الحرية
هو الطريق الوحيد القاطع للمتاهة المُوصل إلي السعادة المحقق للنجاة
طريق الحرية
يبدأ بقول لا ،ويتكون من ألف لا لا للظلم ، لا للقهر ، لا للتخلف لا للفساد لا للضلال لا للاستعباد لا للنفاق لا للكذب لا للدخلاء لا .. لا .. لا......
طريق الحرية
فيه كلمة نعم تعني نعم للعمل ونعم للأمل نعم للكفاح نعم للتغيير نعم للحرية
طريق الحرية
طريق ذو إتجاه واحد لا رجوع فيه
طريق الحرية
وقبل أن يكمل تلك الامواج الهادرة من وصف الطريق وجد السائق ينظر في المرآة يجفف بيديه دموع عينيه ثم أخذ يقول:
هــل تــرانـــا نـلـتـقـي أم أنـهــا
كانت اللقيا على أرض السراب
ثــم ولــت وتــلاشى ظــــلــهــا
واستحــالت ذكريـــات للعـــذاب
هــكـذا أســــأل قـلـبـي كـلـــما
طــالت الأيـام من بعـد الغيـــاب
وإذا طـــيــفـــك يرنــــو باســـماً
وكأني في استــمـاع للـجــواب
أولم نمــضـي عـلى الحـق معاً
كي يعود الخير للأرض الـيـبـاب
فـمـضـــينا فـي طـريق شـــائك
نتخــلى فــيه عن كل الرغـــاب
ودفــنا الشــوق في أعــــماقنا
ومضـينا في رضــاء واحتســـاب
قـد تعــاهدنا على الســير معـاً
ثم أعـجــلـت مجــيباً للذهـــاب
أيها الراحل عذراً في شـــكاتي
فــإلى طــيفـك أنـــات عــــتـاب
قد تركت القــــلب يدمي مثقلاً
تائهاً في الليل في عمق الضباب
وإذا أطــــــــوي وحــيداً حــــائراً
أقطـع الدرب طويلاً في اكـتئاب
وإذا الليــل خــضــم مــوحــــش
تتـــلاقى فــيه أمــواج العـــذاب
لم يعد يبرق في ليلي ســـــنا
قــد تــوارت كل أنوار الشـــهاب
غــير أني سوف أمضي مثلــما
كنت تلقاني في وجه الصعــاب
...
فبكي الراكب كما بكي السائق
وجلست أنا الآخر أبكي
أبكي طريق الحرية

هناك 3 تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية