الفتح خواطر ونقولات
بسم الله الرحمن الرحيم
الفتح خواطر ونقولات
سورة الفتح نزلت قبل
فتح مكة بنحو عامين
فالبشارة تسبق الحدث
والاطار الزمني في التغيير يجب احترامه، فالتغيير مع ضرورته وحتميته يتبع سنن،
وتجري عليه قوانين، مراعاة سنن التغيير ووقوانينه واجب. وهنا في سورة الفتح نتلقي
المفاتيح
السورة تحدثت عن معاهدة
صلح، الفتح المبين كان اتفاقية هدنة، معاهدة صلح الحديبية.
هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ
إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ" وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا
حَكِيمًا (4)( الفتح:4)
سورة الفتح هي أكثر
سورة وردت فيها مفردات السكينة، فالسكينة هي مفتاح الفتح الأول، السكينة التي هي
الطمأنينة والاستقرار.
أن تترك الجزع والعواطف
المضطربة في رؤية وتفسير ما يمر بك من أحداث، هو أول خطوة في إمكانية فهم إمكانات
الفتح فيها، في رؤية ما لا يمكن رؤيته في جزع اللحظة الأولي.
بعد السكينة ، سيكون
هناك عقد بيع عليك أن تذهب لتوقيعه.
(إِنَّ الَّذِينَ
يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ
فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمَا يَنْكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ
عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا (10))(الفتح:10)
(لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ
رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ
اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ
فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27))
(الفتح:27)
كانت الرؤيا هي دخول
مكة كهدف نهائي ، لكن دون ذلك كانت موانع عديدة، ليست العسكرية أهمها، بل كانت
هناك عوامل أكثر أهمية تُغلق أمام المسلمين تحقيق هذا الهدف النهائي ، جاهزية
المسلمين أنفسهم، وضع قبائل العرب وتحالفاتها ورؤيتها للمسلمين واستعدادها أو عدم استعدادها
للتخلي عن قريش.
كانت هناك أبواب موصدة
كثيرة. وكانت هذه الهدنة هي الفتح.
فتح الأبواب الموصدة،
الفتح الذي جعل الطريق إلي الهدف لاحقا يكون أكثر تمهيداً.
ما بدا لبعض المسلمين
أنه مجحف كان في الحقيقة ناراً هادئة تُنضج الظروف بل تُنضجهم هم أكثر، ليكونوا
أكثر قابلية علي تحقيق أهدافهم وفوزهم.
كل تأجيل أو تأخير تمر
به – مهما أزعجك – يمكن أن يحتوي علي مفاتيح ثمينة تحملها في رحلتك ، تفتح به ما
يوصد أمامك.
من هذه المفاتيح :
خبرتك الشخصية، قدرتك علي التحمل، إعادة الحسابات والتقييم، تواضعك امام الظروف
التي لا تستطيع تغييرها ووضعها في حساباتك.
الفتح لم يكن لحظة
الحصاد
بل في المرور بكل مرحلة
في وقتها المناسب، وفي عدم استعجال أي شيئ للوصول إلي الهدف قبل أوانه.
المراجع: القرآن نسخة شخصية
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات