التكاليف وجهة نظر

التكاليف وجهة نظر

عشت ردحا من الدهر اعتقد أن الصلاة والزكاة والحج وسائر العبادات إنما هي تكاليف افترضها الله علينا اختبارا لنا وابتلاءا
وكان يحيرني جداً

قوله تعالي " وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون "

وهذه العبادات إنما تأخذ وقت قليل جدا من اليوم والليلة
نذر يسير من الحياة
وباقي الحياة نوم وعمل وأكل وشرب و....
وكنت تعلمت أن هذه الاشياء الاكل والشرب والعمل والنوم أنها مباحات بل ممكن تتحول إلي طاعات بالنية
فأخذت اقلب وجهي في السماء بحثا عن معني الحياة وعن معني التكاليف والعبادات
فظهر لي وجها آخر

ألم يقل الله سبحانه وتعالي " إني جاعل في الأرض خليفة "

إذن فخلافة الانسان في الارض هذا هو التكليف ، وتلك هي وظيفته علي هذا الكوكب ، أي أن سعي الانسان في الارض بحثا عن الرزق و إعمارا للارض إنما هو تحقيق للغاية التي خلق من أجلها ، إذن أكله وشربه زواجه وتربية ابناءه
كل شيء مما تعلمنا أنه مباح ويتحول لطاعة بالنية ماهو إلا أساسيات دوره ووظيفته في الارض ، طالما يمارسه وفقا لأوامر الله
هذا المعني هو مايجعل الحياة كلها تكون عبودية
تجعل المرء يستشعر العبودية في سعيه في الرزق بل يكد ويجتهد يجوب الافاق دون كلل او ملل محققا الخلافة في الارض
ثم نظرت فإذا آيات كثيرة دالة علي هذا المعني
منها قوله تعالي علي لسان الخليل ابراهيم عليه السلام " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين ، لا شريك له ،وبذلك أمرت "
...
إذن ما معني الصلاة والزكاة والحج وغيرها من العبادات
نعم
تلك هي المنح الربانية والهدايا والعطايا الألهية التي تفضل المولي عز وجل بسابل رحمته وفضله علينا بها لنستعين بها علي المهمة الموكولة لنا علي هذه الارض
علم الله ضعفنا فشرع لنا بل فرض علينا ما فيه خير معين للبقاء علي الارض وتحقيق الخلافة في الارض ألا وهو العبادات من صلاة وزكاة وحج و....

وعندما ظهر شعاع هذا المعني

تذكرت مندهشا قول الرسول صلي الله عليه وسلم لبلال لكي يقيم الصلاة " أرحنا بها يا بلال "

نعم بأبي أنت وأمي يارسول الله إنما شرع الله لنا الصلاة بل فرضها ليريحنا من عناء المهمة وهي إعمار الارض

سبحان الله ألم يقل الله " واستعينوا بالصبر والصلاة "

علمت عندها مدي الضيق والضنك الذي تعيشه المعاني الذي تربينا عليها وربما هي حجر العثرة في سبيل نهضتنا

وهذا مجرد وجهة نظر عن التكاليف