الجمعة، 19 سبتمبر 2008

وجهة نظر



وجهة نظر
وجهة نظر
وجهة نظر

ماهي الحكمة من قصة الخضر مع سيدنا موسي ؟
سألت نفسي هذا السؤال
نعم أن كل قصة من قصص القرآن فيها من الحكم الجليلة والفوائد الكثيرة ، ولكن لكل قصة مغزي أساسي مع فوائد وحكم وعظات إضافية
تري ما هو المغزي الاساسي من هذه القصة الرائعة
المغزي الاساسي لهذه القصة هي وجهة نظر
وما معني وجهة نظر
معني وجهة نظر ان لكل حدث في الكون تفسيرات عدة وجهات مختلفة
يمكن أن ننظر لكل حدث من عدة زوايا نري من خلالها الحدث وأن الفقه الاكبر عن الله هو القدرة علي رؤية الاحداث من زوايا مختلفة تستبين من خلالها حكمة الله ومراده سبحانه وتعالي
كالماسة إذا نظرت إلي أحد أوجهها فقط مجرد سطح أملس أبيض أو أزرق أو أحمر حسب لون الحجر الذي تنظر إليه
ولكن جمال الماس حينما تنظر له من زوايا مختلفة فينعكس الضوء علي وجهه فيتلألأ ويظهر ما فيه من جمال
كذا الحقيقة لا تبلغ كنهها حتي تقلبها من كل وجوهها
ففي قصة الخضر ماذا فعل الخضر
خرق السفينة التي احسن اصحابها له ولموسي
وقتل غلام بريئ لا ذنب له ولا جرم
أقام جدار في مدينة البخلاء الذين لم يطعموه هو موسي
هذه هي وجه نظر موسي عليه السلام
ولكن الحق والحقيقة غير ذلك
أراد الله سبحانه وتعالي تعليمنا هذا الدرس الرائع من خلال قصة من أروع القصص
وكان وجهة النظر الصحيحة علي ما حدثنا القرآن به
وهي أن خرق السفينة لمصلحة اصحابها حتي لايأخذها الملك الظالم
وقتل الولد الذي علم الله بسابق علمه أنه سيكون غير بار وسيرهق أهله الصالحين فقتله رحمة ورأفة بهم جميعا بالغلام وأبويه وسيبدلهما الله من هو خير منه
أما الجدار هو للمحافظة علي كنز لغلامين صغيرين كان أبوهما صالحا حتي يكبرا ويبلغا أشدهما ، حتي لاياخذ الكنز هؤلاء القوم البخلاء

إذن الفطنة ، العقل ، الحكمة ، هي أن تبحث عن وجهات النظر الأخري تبحث فيها وتتأمل ، ولا تحصر نفسك في تفسير ضيق للحدث
وهذا والله لمن الاهمية بمكان بالغ إذ لا يرهق البشر في مثل هذا العصر الا ضيق أفقهم عن رؤية الاحداث إلا من منظور ضيق جدا يؤكد علي اسلوب حياتهم التي هي بعيدة كل البعد عن الله وشرعة وأمره ومراده فيستمر الشقاء والبلاء
المخرج البحث عن وجهوة النظر التي تحررك من قيود التشبس بالعادات والتقاليد المنحرفة عن الله ورسوله وشرعه ومنهجه

أحكي لكم حكاية تبين المراد حكاها أحد اساتذة علم النفس في مقدمة أحد كتبه
قال أراد احد الاساتذه أن يعلم تلاميذه خطورة الكحول عليهم بطريقة عملية
فأحضر كأسين وضع في أحدهما كحول ووضع في الآخر ماء ثم أحضر دودتين وضع أحدهما في كأس الكحول والثانية في الكاس المملوء بالماء
وبعد فترة وجيزة ذابت الدودة التي في كأس الكحول ، ذابت وتلاشت ، أما الأخري التي في كأس الماء فإنها سبحت حتي الجدار ثم خرجت

من هذه التجربة ماذا أراد المعلم أن يقول ؟؟؟؟
نعم
أراد أن يقول أن الكحول يفسد جسد الانسان كما يفسد الدودة
ولكنه سأل أحد تلاميذه ماذا تفهم من التجربة ؟
قال إن إحنا لما بنشرب الكحول بنموت كل الدود اللي في بطننا
تلك هي وجهة نظره
علي هذا المثال فقس
الناس تفسر الاحداث بطريقة تجعلهم لا يتغيرون

ياريت نرجع للكلام علي الاحلام في لغز الحياة علي كوكب الارض فإن هناك كنت كتبت مايؤيد الفكرة ويوضحها

فهذه وجهة نظر

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية