الأربعاء، 21 أبريل 2010

الأبناء هموم وآمال

الابناء هموم وآمال


ما هو واجبنا تجاه أبنائنا ؟ هذا هو موضوع تلك المقالة
الأبوين هما من يمد المجتمع الإنساني بعناصر جديدة ليكملا مسيرة الإنسان علي ظهر هذه الحياة الدنيا
والعناصر الجديدة وهي الابناء حتي تكون عناصر تتحمل مسؤليتها في الحياة هناك واجبات علينا نحن تجاه ذلك وهذا ما نسميه مسؤولية التربية
أولا أريد أن ألفت النظر إلي حقيقة غائبة تماما عن أذهان كثير من الناس وهي سبب الفشل في تربية الأبناء ألا وهي أن أبنك هو إنسان مثلك له كل الحقوق الإنسانية ولديه كل الملكات والامكانيات التي تؤهله لخوض غمار التجربة الإنسانية علي ظهر الارض ، لذا فأبوتك له تعني مصاحبة لمن هو مثلك في الحقوق والإمكانيات وإنما تفوق عليه أنت بالتجربة ، بالتجربة فقط ودورك هو تمرير تلك التجربة حتي يستفيد هو منها وتتقدم بها الحضارة الإنسانية خطوات للأمام
فمهمة التربية الأولي والأعظم هي تعليم الأبناء الاختيار
فعما قريب يصبح أبنك له كامل الحرية في اختياراته للحياة وعليك أنت تقع مسؤلية تأهيله لتلك اللحظة التي يملك فيها أزمة أمور نفسه بنفسه ، بل علينا تدريبه عليها في أوقات مبكره من حياته وفي مراحل مختلفة
فلندعه يختار لعبه في سن اللعب والطفولة ، ويختار ملابسه في سن أكبر شوية
وفي الواقع كلما مرنته علي الاختيار كلما نجحت في مهمتك وكلما نجح هو في الحياة
من الآباء من يجعل من حياة أبنائه امتداد لحياته هو ، واستمرار لطموحه هو ، وهذا خطأ رهيب فللابناء حياة منفصلة مستقلة لها طموحها الخاص بها ولها آمالها ، وعليها واجبتها ، ناهيك عمن يحمل أولاده نتائج فشله هو في تجربة الحياة ، أو فشله في تحقيق أهدافه وطموحه
دع ابنك يختار معاركه بنفسه فهو الذي سيحارب فيها
هل علينا أن نقلق بشأن مستقبلهم المهني أو مستقبلهم المعيشي والوظيفي
لا ، لا تقلق بشأن ذلك كل ماعليك فعله هو تعليمهم كيف يختار وكيف يفكر وكيف يعيش ويتأقلم مع الواقع ، كل ما عليك تعليمه لهم هو المرونة مع الحياة وتقلباتها ، ليس عليك القلق أبداً ، إذ الرزق هو أمر قد فرغ منه لن يموت من الجوع من يعرف كيف يأخذ خياراته في الحياة ، بل العكس يجوع من لا يعرف كيف يختار طريقه وكيف ينجح فيه
كل ما هو واجب عليك أن تعلمه أن يعشق النجاح والتفوق في أي مجال يختاره هو ، أن يبدع في مجاله هو ، أن ينتصر في معاركه هو
إنتبه علي قدر ثقتك في ولدك يثق هو بنفسه فإن طلبت منه النجاح والتفوق ووثقت فيه فعلها ،
ثلاث مراحل مختلفة تصحب ابنك فيها حتي يستقل بحياته
وهي مرحلة اللعب ومرحلة التعليم ومرحلة المصاحبة
ومرحلة اللعب وهي حتي سن سبع سنوات ، فمنذ مولده حتي سن سبع سنوات عليك أن تتفن في اللعب معه وعليك أن تعلمه ماشئت ولكن من خلال اللعب ،
يقول أناتول فرانس : " بالتسلية وحدها يتعلم الانسان وما فن التعليم سوي فن ايقاظ حب الاستطلاع الطبيعي في نفوس الصغار ، حتي إذا كبر التلميذ أحس في نفسه بشبه نهمة إلي المعرفة ، فيظل أبداً باحثاً ، منقباً ، مستطلعاً ، إشباعاً لهذه النهمة التي تربت فيه عن طريق التسلية "

ويقول أيضا أناتول فرانس : "تعليم الاطفال يكون عن طريق شغلا أقل ولعباً أكثر "

هناك تعليقان (2):
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية