الأحد، 18 يوليو 2010

المرض البطال

المرض البطال



المرض البطال هو مرض يصيب بالوهن ويشل الحركة ويتلف الصحة ويغيب الوعي ، والمرض البطال هو الإغراق في ... ، الإغراق في أي شئ هو مرضنا البطال
 فبين رجل متشدد مغرق في التشدد و رجل متساهل مغرق في التساهل يصيب الأمة عندها المرض البطال إذ تضيع الحدود والمعالم لمعني الحلال والحرام والخطأ والصواب ويسير كل في دربه يتخبط كمن يسير في صحراء بلا بوصلة تهديه ،
 لدينا مقياس واضح ومعيار دقيق لحد الاعتدال والوسط ألا وهو ما قاله الله ورسوله وما أمر به الله ورسوله صلي الله عليه وسلم هذا هو حد الاعتدال والتوسط وما عدا ذلك فعرض من أعراض المرض البطال


ومن ملامح المرض البطال في عصرنا الإغراق في التحفيز ، فبعدما عانينا من قلة التحفيز لطلبة العلم ولشبيبة الاسلام وقعنا في الإغراق في التحفيز حتي ذهب أحد المتصدرين للدعوة بوصف تجربة من تجارب النبي صلي الله عليه وسلم بأنها فاشلة وأنه فشل وعلا بها صوته ، وها هو اليوم يغدق المديح ويوزع الالقاب علي مجموعة من الشباب فيسميهم مجددون ليحفزهم ، وتلك في الحقيقة طريقة مقيتة حين تصور للشاب في مقتبل العمر أنه بطل لمجرد أنه عمل عمل بسيط فإنك دون أن تدري تقتل فيه الاجتهاد وتمرضه فيحتاج مع كل خطوة مهما صغرت ومع كل جهد مهما ضعف لمن يهنئه علي جهده ويعطيه النياشين وكم عانينا من مثل تلك الافعال المستهترة التي تخرج علينا أجيال من البطالين المتصدرين المجترئين علي حدود الله ومحارمه بلا فقه ولا وعي ولا علم
 بل لأنهم مجددين لهم إذن أن يقولوا عما داعب خيالهم وأتاهم في منامهم دون عرض لذلك علي المحجة البيضاء التي ليلها كنهارها ولا يزيغ عنها إلا هالك وهي كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم فحذار حذار من هذا المرض الخطير ألا وهو الإغراق في أي شئ فلكل شئ حد يجب علينا أن ننتهي له ولا نتجاوزه وهذا هو حد الاعتدال والتوسط ومعياره كما قلت سابقا كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم


أقول هذا ولقد أفزعني سماعي لحديث آخر لأحد المتصدرين يقول ذم حب الدنيا علي الاطلاق تصور ساذج ثم أخذ يشرح ويقول حب الله ليس مذموم وهو من حب الدنيا


إن هذا وأمثاله كرجل يريد أن يتكلم باسم الدين وفي الدين ولكنه لا يعلم شيئاً فأخذ يرطن بكلمات غير مفهومة أو كلمات في أي موضوع وكل حين ومين يقول صلوا علي النبي صلي الله عليه وسلم ، وكأنه بذلك صبغ حديثه كله بصبغة الاسلام وجعل حديثه حديث المؤمنين


وما هذا إلا عرض آخر من أعراض المرض البطال وهو نتيجة لدعوات سابقة بالتساهل والإغراق فيه حتي بتنا اليوم علي خطر عظيم


فالله الله في أنفسكم عليكم بالمحجة البيضاء كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم


فماذا قال الله وماذا قال رسوله صلي الله عليه وسلم


"قال الله تعالي : " بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى "


وقال الله تعالي : "


قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الامم ان تداعى عليكم كما تداعى الاكلة الى قصعتها" فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: "بل انتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن" فقال قائل: يارسول الله، وما الوهن؟ قال: "حب الدنيا وكراهية الموت
أين هذا من صاحبنا الذي أخذ يزين للناس حب الدنيا باسم الفهم الصحيح للإسلام ، عن أي حب يتحدث ونحن في مثل تلك الحالة من الذل والقهر والضعف أمزيد من حب الدنيا وهل وصلنا إلي ما نحن فيه إلا بحب الدنيا وكراهية الموت في سبيل الله ونسينا أن الدنيا متاع وأن الآخرة هي خير وأبقي
هذا ما قصدته من المرض العضال الإغراق في التساهل الإغراق في التحفيز والخروج عن حد الاعتدال والتوسط الذي ميزانه هو كتاب الله وسنة رسوله صلي الله عليه وسلم

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية