الثلاثاء، 6 يوليو 2010

المدخل إلي التغيير

المدخل إلي التغيير

منذ عدة سنوات خرجت في رحلة ، رحلة فكرية أبحث فيها عن حل عن مخرج لما آلت إليه حالنا ، والرحلة لم يكن لها أي حد سواء أيدلوجي أو ثقافي أو معرفي أو جغرافي ، فلم تكن هناك شروط ولا قيود ولا يعني هذا أني نسيت من أكون لا بل ما يعنيه أنني بحيادية وموضوعية مطلقة كنت أجوب الآفاق وها هي قربت الرحلة علي الإنتهاء ولا يعني إنتهائها نهاية العمل بل بداية العمل ، وخلاصة الرحلة المضنية التي استغرقت سنوات عديدة أن التغيير يكمن في ثلاثة أشياء بعضها يعتمد علي بعض
وهي :
1- العلوم
2- الفنون
3- الآداب
لا يتحقق التغيير إلا إذا كانت لدينا خطة محكمة ومنهج مدروس في هذه الثلاث أشياء
كثيرا ما كنت أتسائل لماذا يكون التغيير بطئ جدا أو لا يتحقق مع جهد المصلحين والدعاة والمثقفين حتي استفقت علي تلك الحقيقة المرة وهي أنه تقف الفنون والآداب حجر عثرة دون إحداث تغيير حقيقي ، سيطرة أصحاب الاهواء وأهل الباطل علي قنوات الإبداع الفني والادبي وعزوف المصلحين عن هذين المسارين هو سبب تأخر التغيير ، أو حصول التغيير في الاتجاه العكسي لما نريده من رفعة وطننا وتقدمه


فالتغيير الحقيقي هو التغيير الذي يخاطب العقل اللاواعي،التغيير الحقيقي هو التغيير الذي يخاطب الضمير والوجدان ويحرك المشاعر وذلك لا يكون إلا في الأدب والفن


إذن لابد لنا من وقفة مع الفنون والآداب حتي نلج باب التغيير الحقيقي


منذ فترة طويلة وقد حدثت قطيعة بين الفنون والدين بل قل إن شئت دقة التعبير بين الفنون والمتدينين ، اليوم نحتاج إلي عقد جلسة صلح ، بالامس كان الفن لا يظهر إلا في صورة وغالبا ما تكون صورة إمرأة بل وعارية أيضاً اليوم لم يعد الفن يحتاج إلي ذلك العري بل كثير من الفنانين وكثير من الشعوب مجت هذا العري الفني وهذا ماقاله الدكتور محمود بسيوني في كتابه الرائع قضايا التربية الفنية ، فإذا ما خلصنا الفن من رسم الوجوه والاشخاص خلص لنا الفن واصطلحنا ، وفي هذا الصلح عودة لكل العقول الاسلامية الراغبة في التغيير والصادقة في ذلك أن تبدع من الفنون ما يعيد تشكيل وعي الأمة وإدراكها بالجمال والأمة إذا ما عاد لها ذوقها وحسها الجمالي فإنها تتقدم ولا محالة


وكما قلنا في الفن – فن الصورة – نحتاج أن نقول في كل الفنون علينا بعقد الصلح بتنحية الجزء المنبوذ شرعا وتحرير الفنون لعملية إبداع حقيقية ترتقي فيها البشرية ولا تعارض أي دين أو خُلق أو فضيلة


وعن طريق الفنون والآداب تثتثار الهمم وتُوقظ العزائم وتشرأب الأعناق لكل سبيل من سبل المجد والحضارة والرقي وعندها تتقدم العلوم فكل عقل يبحث عندئذ عن مجاله الذي ينبغ فيه فيخرج علينا كل عالم بعلمه وكل أديب بأدبه وكل فنان بفنه عندها يتحقق التغيير

هناك 4 تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية