الحكم الصالح
هو الذي يقوم على دعائم الدستور؛ فلا محاباة ولا تلاعب ولا تحكم ولا طغيان.
ويفرض هيبته باستقامة ولاته، فلا عقوبة إلا مع الجريمة، ولا عفو إلا مع المخلصين.
وينتزع الحب في قلوب الرعية؛ بالعدل الذي يسوي بين الناس، واليقظة التي تدفع الأخطار، والتفاني الذي يجهد النفس ويمنع لذائذ الحياة.
? ? ?
وهو الذي يرى ولاته أنهم خدام الأمة لا متكبروها.
وأنهم أمناء على أموالها لا سراقها ومبددوها.
وأنهم أقلهم شأناً ولكنهم أكثرهم واجبات.
وأنهم يلزمهم ما يلزم الخادم لسيده من النصح وأداء الأمانة.
? ? ?
وهو الذي تصان فيه فضائل الأمة من الذوبان.
وتحفظ أخلاقها من التدهور والانحطاط.
وتمنع عقيدتها من التحلل والتلوث بالخرافات.
وتنمى عقولها بالعلوم والآداب والثقافات.
حتى لتكون الأمة إيماناً يبعث على السمو، وكمالاً يدعو إلى الاحترام، ورقيًّا وحركة متقدمة بروية واتزان، وشخصية متميزة بين الأمم بحبها للخير ومحاربتها للفساد.
? ? ?
وهو الذي يعمل قادتها في وضح النهار لا في الظلام...
ويقولون للأمة ما ينوون عمله وتنفيذه.
وتكون رجولتهم في أعمالهم أبين منها في خطبهم وأقوالهم.
ويكون الدهاء عندهم طريقاً لانتزاع حق الأمة من الغاصبين، لا للتغرير بها والتحكم في شؤونها، والتمكن من خيراتها وأموالها ولو أدى ذلك إلى وضع القيود في أعناقها لتذل للظالمين والمستعمرين.
? ? ?
وهو الذي يدخل السعادة إلى كل بيت! والطمأنينة إلى كل قلب، والكساء إلى كل جسم، والغذاء إلى كل بطن. فلا تعرى أمة ليكتسي أفراد، ولا تجوع آلاف ليشبع رجال، ولا تفتقر جماهير لتغنى فئات.
? ? ?
هو الحكم الذي يقول فيه التاريخ لرجاله: عففتم فعف ولاتكم، ولو سرقتم لسرقوا.
وهو الحكم الذي يقول كبير أمرائه: "مثلي ومثلكم كمثل قوم وكلوا إلى واحد منهم أموالهم؛ فلا يحل له أن ينفق منها إلا برأيهم ومشورتهم".
وهو الحكم الذي يقول فيه رجل الدولة: "القوي عندكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق. أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
? ? ?
هذا هو الحكم الذي يكون عرش رجاله في قلوب الأمة، والثقة به من رضاها وثنائها، واستمراره وبقاؤه رهين بتأييد الجماهير الواعية العاملة المؤمنة؛ لا بنفر محدود يرهبهم الوعيد، وتغريهم الوعود.
? ? ?
سيقولون: هذا انقطاع عن الحياة، وإغراق في الخيال.
وسيقول لهم الحق: طلب المثل العليا في أجواء الخيال أنبل من الإسفاف إلى واقع كله ضلال.
مصطفى السباعي
هو الذي يقوم على دعائم الدستور؛ فلا محاباة ولا تلاعب ولا تحكم ولا طغيان.
ويفرض هيبته باستقامة ولاته، فلا عقوبة إلا مع الجريمة، ولا عفو إلا مع المخلصين.
وينتزع الحب في قلوب الرعية؛ بالعدل الذي يسوي بين الناس، واليقظة التي تدفع الأخطار، والتفاني الذي يجهد النفس ويمنع لذائذ الحياة.
? ? ?
وهو الذي يرى ولاته أنهم خدام الأمة لا متكبروها.
وأنهم أمناء على أموالها لا سراقها ومبددوها.
وأنهم أقلهم شأناً ولكنهم أكثرهم واجبات.
وأنهم يلزمهم ما يلزم الخادم لسيده من النصح وأداء الأمانة.
? ? ?
وهو الذي تصان فيه فضائل الأمة من الذوبان.
وتحفظ أخلاقها من التدهور والانحطاط.
وتمنع عقيدتها من التحلل والتلوث بالخرافات.
وتنمى عقولها بالعلوم والآداب والثقافات.
حتى لتكون الأمة إيماناً يبعث على السمو، وكمالاً يدعو إلى الاحترام، ورقيًّا وحركة متقدمة بروية واتزان، وشخصية متميزة بين الأمم بحبها للخير ومحاربتها للفساد.
? ? ?
وهو الذي يعمل قادتها في وضح النهار لا في الظلام...
ويقولون للأمة ما ينوون عمله وتنفيذه.
وتكون رجولتهم في أعمالهم أبين منها في خطبهم وأقوالهم.
ويكون الدهاء عندهم طريقاً لانتزاع حق الأمة من الغاصبين، لا للتغرير بها والتحكم في شؤونها، والتمكن من خيراتها وأموالها ولو أدى ذلك إلى وضع القيود في أعناقها لتذل للظالمين والمستعمرين.
? ? ?
وهو الذي يدخل السعادة إلى كل بيت! والطمأنينة إلى كل قلب، والكساء إلى كل جسم، والغذاء إلى كل بطن. فلا تعرى أمة ليكتسي أفراد، ولا تجوع آلاف ليشبع رجال، ولا تفتقر جماهير لتغنى فئات.
? ? ?
هو الحكم الذي يقول فيه التاريخ لرجاله: عففتم فعف ولاتكم، ولو سرقتم لسرقوا.
وهو الحكم الذي يقول كبير أمرائه: "مثلي ومثلكم كمثل قوم وكلوا إلى واحد منهم أموالهم؛ فلا يحل له أن ينفق منها إلا برأيهم ومشورتهم".
وهو الحكم الذي يقول فيه رجل الدولة: "القوي عندكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق. أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".
? ? ?
هذا هو الحكم الذي يكون عرش رجاله في قلوب الأمة، والثقة به من رضاها وثنائها، واستمراره وبقاؤه رهين بتأييد الجماهير الواعية العاملة المؤمنة؛ لا بنفر محدود يرهبهم الوعيد، وتغريهم الوعود.
? ? ?
سيقولون: هذا انقطاع عن الحياة، وإغراق في الخيال.
وسيقول لهم الحق: طلب المثل العليا في أجواء الخيال أنبل من الإسفاف إلى واقع كله ضلال.
مصطفى السباعي
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات