الأحد، 10 مارس 2013

هل كلنا شقلا؟


هل كلنا شقلا ؟
سؤال بات يؤرقني ليل نهار 
ولكن من هو شقلا الذي أخاف أن نكون كلنا شقلا 
في الأندلس عندما نجح عبد الرحمن بن معاوية في توطيد ملك الدولة الأموية في ربوع الاندلس ولقد نزلها وحده بلا عتاد أو قوة أو عزوة أو غيرها 
لقد أغري نموذج عبد الرحمن الأموي كثير من الرجال ليكونوا ملوكا وأمراء مثله 
ومن هؤلاء المتاعيس  رجل اسمه شقلا كان يحفظ الصبيان القرآن وأصله من عدوة المغرب  وفي يوم من الأيام حدث موقف ظن الناس في شقلا به خيرا واغتر هو بظن الناس هذا وراح ينسج شبكته علي هذا الظن ليجعله واقع
ظن الناس بالرجل أنه رجل صالح مبارك فأخذوا يطلبون منه الدعاء  للشفاء وللولد ولغيره من المطالب
حتي إذا ما علا صيته وبزغ نجمه كتب ورقة فيها نسب مزعوم ثم قام في الناس خطيبا يقول لهم أن له نسبا وأنه أولي بالامر من ابن معاوية وان معه شهادة بنسبه كتبها أجداده من قديم الزمان ورثها عن أبيه وشهد عليها الشهود
ويبدأ القطيع في التصديق والانسياق وراء شقلا هذا وتعمي الخرافات أبصارهم ويسيروا وراءه كالمسحورون ويطالب  بالملك  ثم يبدأ في غزو الامارات ويحتلها وينصب نفسه أميرا عليها ويدين له العوام بالسمع والطاعة فإذا هب الامير في حربه هرب وأخلا  له المدينة فإذا خرج منها الامير عاد كما كان واستفحل أمر هذا الشقلا وأعيا الامير 
حتي أن الامير طلب الارسال إليه بأبو هذا الشقلا  فجاءه فعرفه جرم ابنه ووعده ان هو أقنعه بالرجوع بالامان له ولولده  وذهب الامير في جنده وكلم شقلا هل تزعم انك فلان بن فلان قال نعم قال ومن هذا الرجل وأمر الجند بإحضار أبيه فجاء فارتجف شقلا حين رأي أبيه فتوجه الامير عبد الرحمن بن معاوية إلي الرجل لينصح ابنه فقال له نعم ياولدي انت علي الحق فاصبر ففتن ابنه بدل النصيحه عندها كبر اتباع الشقلا
وتعجب الامير من تصرف ابو شقلا  عندها توجه بخطابه إلي شقلا قال لقد كنا اعطيناه العهد بالامان إن هو نصحك وردك إلي الحق والان نعرض عليك أن تنقذ اباك فأبي فقتل اباه أمام عينه ففت ذلك في  عضده وبدأ يشرب الخمر إذا دخل الليل 
ولكنه مع ذلك أعيا الامير حتي أشار عليه أحد أبناءه بحيله نجحت في الانتهاء من أكذوبة شقلا هذا وتم قتله
اليوم وأنا أطالع ببصري حالنا جميعا أتسائل في نفسي هل كلنا شقلا ؟؟؟

هناك تعليق واحد:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية