الأربعاء، 22 يناير 2014

الإسلام

الإسلام


في الإسلام امتزج الدين مع الشريعة فضبط الإسلام للأمة أحوال نظامها الاجتماعي في تصاريف الحياة كلها تكملة للنظام الديني الذي هيأ أفراد الناس للاتحاد والمعاشرة ، ثم ألزم متبعي عقيدته وسلطانه أو متبعي سطانه فقط باتباع ما خطط لهم من قوانين المعاملات ، فاقتضي ذلك لا محالة أن يكون هذا الدين دولة ، لأن التشريع يتطلب تنفيذ قوانينه وذلك التنفيذ هو جماع معني الدولة ، وقد صرح به القرآن في مواضع كثيرة وبينه الرسول صلي الله عليه وسلم بالفعل من نصب الأمراء والقضاة ونحو ذلك ، لأن جلالة الدين لا تناسب استنجاده من ينفذه أو يدفع عنه
وهذا وصف امتاز به الإسلام عن بقية الأديان السابقة


الاعتدال والتوسط 
الغلو في الغالب يبتكره قادة الناس ذوو النفوس الطامحة إلي السيادة أو القيادة ، والاعتدال هو الكمال ، وهو إعطاء كل شئ حقه من غير زيادة ولا نقص ، وهو ينشأ عن معرفة حقائق الأشياء علي ما هي عليه ومعرفة حدودها وغاياتهاا ومنافعها ويعبر عن الاعتدال بالتوسط


السماحة
سهولة المعاملة فيما اعتاد الناس فيه المشادة ، فهي وسط بين الشدة والتساهل
الأمانة التي وكلت إلي المسلمين هي أمانة إصلاح التفكير وإعلان الحق بين الناس


أصول إصلاح الأفراد

قال الحكيم : الإنسان عقل تخدمه أعضاء " فإصلاح المخدوم هو ملاك إصلاح خادمه
فإصلاح عقل الإنسان هو أساس إصلاح جميع خصاله ، ويجيئ بعده الاشتغال بإصلاح أعماله ، وعلي هذين الإصلاحين مدار قوانين المجتمع الإسلامي

وفي صحيح مسلم عن أبي عمرة الثقفي أنه قال : قلت : يارسول الله ، قل لي في الاسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ، قال : " قل آمنت بالله ثم استقم " فجمع له في قوله : " قل آمنت بالله " معاني صلاح الاعتقاد ، وفي قوله :"استقم" معاني صلاح العمل

1- إصلاح الاعتقاد

قد أحاط الإسلام إصلاح العقيدة ودوام إصلاحها بأمرين عظيمين هما :
التفصيل والتعليل
والتفصيل كان بثلاث أمور أولها تمام الإيضاح لسائر المسلمين وبإعلان فضائح الضالين في العقيدة علي اختلاف ضلالهم والإغلاظ عليهم وبسد ذرائع الشرك واجتثاث عروقه ، ولذلك نهي عن اتخاذ التماثيل في البيوت وأكد النهي عن اتخاذ القبور مساجد

والتعليل باستدعاء العقول إلي الاستدلال علي وجود الله وعلي صفاته التي دل عليها تنزيهه ، وأعظم ذلك الاستدعاء إلي النظر في النفس وهو أصل الحكمة
" قل انظروا ماذا في السموات والأرض" يونس - 101
" وفي أنفسكم أفلا تبصرون " الذاريات-21

2- إصلاح التفكير

وإصلاح التفكير المراد هنا هو التفكير فيما يرجع إلي الشؤون في الحياة العاجلة والآجلة لتحصيل العلم بما يجب سلوكه للنجاح في الحياتين فأعمال الإنسان جارية في الصلاح والفساد علي حسب تفكيره ، فالعقل للأعمال كمثابة قائد الجيش تجري أعمال جيشه علي مايريده ، فإن أصاب انتصروا وإن أخطأ انهزموا

وبهذا نستدل علي أن إصلاح التفكير من أهم ما قصدته الشريعة الإسلامية في إقامة نظام الاجتماع من طريق صلاح الأفراد ، وبهذا نفهم وجه اهتمام القرآن باستدعاء العقول للنظر والتذكر والتعقل والعلم والاعتبار وإن ذلك جري علي هذا المقصد

فإن الذهول عن الحقائق والخطأ في إدراكها من أكبر المصائب في العاجل والآجل ، لأنه يوقع صاحبه في مهواة الضلالة من حيث يتطلب الهدي والنجاة ، أو يضيع عليه مدة من نفيس عمره حتي يفيق من ضلاله

v   أصول إصلاح التفكير لكي ينجح المرء والجماعة في المجتمع هي :

1- التفكير في تلقي العقيدة :

العقيدة هي أصل الاسلام ، فالدعاء إلي تصحيح التفكير فيها تأصيل للتفكير عند المسلم في أول تلقيه للإسلام
وهذا مسلك القرآن في إبطال العقائد المنحرفة
• تحداهم بطلب الحجة فقال : " قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين " البقرة 111 وقال تعالي : " إن عندكم من سلطان بهذا أتقولون علي الله مالا تعلمون " يونس -68

• وأوقفهم علي اضطراب عقائدهم ومناقضات آرائهم فقال :" أتعبدون ما تنحتون " وقال تعالي :" والذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئاً وهم يخلقون ، أموات غير أحياء " وقال تعالي :" وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم علي بعض ، سبحان الله عما يصفون "

• ثم نعي عليهم التقليد فقال : "بل قالوا إنا ودنا ءاباءنا علي أمة وإنا علي ءاثرهم مهتدون ، وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلأا قال مترفوها إنا وجدنا ءاباءنا علي أمة وإنا علي ءءاثرهم مقتدون " وقال تعالي : " قال أولو جئتكم بأهدي مما وجدتم عليه ءاباءكم "

2- التفكير في تلقي الشريعة :

القرآن والسنة في الأمر بالتفكير في تلقي الشريعة لا تبلغ مبلغ مالها في الدعوة إلي التفكير في العقيدة ووجه ذلك أن دلائل الأمور الاعتقادية أدخل في الفطرة وأوضح في الدلالة فكانت دعوة عامة الأمة إليها متيسرة بخلاف دلائل التشريع فإنها تخالف دلائل الاعتقاد من ثلاث وجوه :
الأول : أنها أخفي دلالة وأدق مسلكاً فلا تتأهل لإدراكها جميع العقول
الثاني : أن المقصد من مخاطبة الأمة بالشريعة وامتثالهم إليها أن يكون عملهم بها كاملة ، وهذا المقصد لا يناسبه وضع الشريعة للاستدلال بالنسبة لعموم الأمة
الثالث: أن المخاطبين بالشريعة هم الذين استجابوا للإيمان وصدقوا الرسل فالاستغناء معهم عن التصدي للإقناع أدل علي الثقة بإيمانهم والشهادة لهم بالإخلاص فيه قال تعالي : " فلا وربك لا يؤمنون حتي يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما" النساء – 65

فجعل انتفاء الحرج من أحكام الرسول غاية لحصول إيمانهم ، وتشريعه الذي يبلغه إليهم هو من أحكامه ، فدلنا هذا علي أن الطريق الموصل إلي إيمانهم طريق استدلال والطريق المساير لهم بعد إيمانهم طريق تسليم وامتثال

علي أن الإسلام لم يغمض عن أدلة الاحكام عيناً ، ولا ترك حبلها علي غاربها تجتاب به ترددا ومينا ، ولكنه كنزها في إيماء خطابه للعامة تحت ستار الإشارة والتلويح وأبرزها في أقوال المشرع وأفعاله لدي الخاصة بوجه صريح
كما في أية تحريم الربا وعدم بيان العلة في التفريق بينه وبين البيع
وتعليله لحرمة الخمر
فنشعر من ذلك بأن القرآن إنما يتنازل إلي بيان علة الحكم في الأحكام التي كان التشريع فيها بحكم غير معهود ، وكان فيه نزع للنفوس عن داعية هوي قديم استئناساً لنفوس المخاطبين واستنزالاً لطائرها كما في تحريم الخمر وإبطال الثأر فقد كان العرب في التعلق بهما عظيماً ، أما أٌقوال الرسول صلي الله عليه وسلم وأفعاله في خاصة أصحابه فما كانت لتخلو عن إيضاح العلة والحكمة

3- التفكير في العبادة :
فهو بتعليم المسلمين أن العبادات كلها تعود عليهم بالخير عاجلاً وآجلاً ، ولا تعود علي المعبود بنفع ولا ضر قال تعالي : " وما خلقت الجن والإنس إلأا ليعبدون ، ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " الذاريات : 56-57
وقال تعالي : " لن بنال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوي منكم " الحج 36
فلم يبق أحد من الهرب غير فاهم حكمة مشروعية الهدي في الحج وذلك لم يكن معلوما لهم من قبل ، إذ كان هم المقرب هدياً أو قرباناً أن يلطخ بدم الذبيحة موقع الذبح

4- التفكير لتحصيل النجاة في الحياة الآخرة :

لم يجعل الإسلام سعادة المرء في الحياة الآخرة منوطة بالبخت أو بقبيلة أو نسبة أو عصر أو بلد ، وإنما مناطها بمقدار ما يقدمه المسل في حياته الدنيا من الاعمال الصالحة قلبا وبدنا

قال تعالي : " ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون " النحل -32
فمدار أمر النجاة علي التقوي ولذلك تكرر الترغيب في التقوي في القرآن ، قال أبو بكر بن العربي : لم يتكرر لفظ في القرآن مثلما تكرر لفظ التقوي
وقد بين الغزالي في الإحياء الفرق بين مقام الرجاء ومقام الطمع ، وقد كانت ملاحظة هذا المعني من أكبر أسباب فلاح المسلمين الأولين حتي إذا احترفوا الكلام وتعلقوا بالأوهام ، وتطلبوا المسببات من غير أسبابها ، وأتوا البيوت من ظهورها لا من أبوابها ، صاروا إلي ماتري
5- الحزم
فالأخذ بالحزم ناحية من نواحي التفكير الصحيح ، لأنه يقي المرء الوقوع في الأرزاء التي قد يتعسر دفعها أو يضيع في دفعها وقت ثمين ، فالحزم ملاك النجاح ، والحزم نوع ضعيف من سوء الظن لكنه لا يرتب عليه صاحبه معاملة المظنون به علي حسب ما ظن به بل يرتب عليه الحذر مما عسي أن يأتيه المظنون به

6- التفكير في المعاملة :

ينبني التفكير في المعاملة بين الناس علي الشعور بما لأجله احتاج المرء إلي المعاملة مع الناس ، وعلي الإنصاف من النفس

قال تعالي : " وجعلنكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" الحجرات 13
وقال صلي الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتي يحب لأخيه ما يحب لنفسه "

7- التفكير في الأحوال العامة للعالم :

وهذا من أهم مواقف التفكير الصحيح ، لأن تصور الحالة العامة علي خلاف ما هي عليه يوقع في مصائب ذاتية بالنسبة إلي تصرف المرء في ذاته ، وفي مصائب متجاوزة للجماعة أو للبلد أو للأمة بالنسبة إلي ما يتصرف فيه المفكر من شؤون الناس من ملك أو وزير أو قائد جيش أو سفير

فالمصائب الذاتية مثل : الجهل بقيم السلع في بلدان العالم و بالرغبة في بعض السلع دون بعض وهذا مما يعرض التاجر للخسارة في الاقتناء أو في البيع ، ومثل الجهل بأخلاق بعض الأمم أو بأحوال بعض البلاد ، من أحوال جوها والوصول إليها فهذا يوقع المسافرين في أضرار جمة

والمصائب المتجاوزة: بينة وكذلك الاتعاظ بأحوال الأمم الغابرة لتجنب أسباب الهلاك ولأجل هذا التفكير وعائدته علي الأمة أكثر الله سبحانه وتعالي في كتابه قصص الأولين ومواضيع العبرة بهم قال تعالي : " ذلك من أنباء القري نقصه عليك منها قائم وحصيد ، وماظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم " هود : 100-101

8- التفكير في مصادفة الحقيقة في العلوم :

إن العلم الصحيح عبارة عن إظهار الحقائق في صورة جامعة لها ، وتسهيل إدراكها لمريده بما يمكن من السير في المزاولة ، والاقتصاد في الوقت قال الله تعالي : " ولا تتبع الهوي فيضلك عن سبيل الله " فالهوي هو مايشتهي المرء أن يكون بقطع النظر مصادفته الصواب والحق ، وهو المذموم فإذا وافق الهوي سبيل الله وهو الحق سمي ذلك الهوي توفيقاً وشرح صدر وتيسيراً ، وهو صفة الكاملين ، إذ يصادف مشتهاهم الحق ، لأنهم تلبسوا بالحق حتي صار لهم جبلة

قال عمر : " حتي رأيت أن الله قد شرح لذلك صدر أبي بكر فعلمت أنه الحق "
وإني قد وجدت السبيل المذموم في العلم راجعاً إلي التكلف ، وترك الجادة وإتباع بنيات الطريق ، وتعسف السبل المنحرفة ، وأن ملاك الصواب هو ترك التكلف

هذا ما عن لي من النواحي التي دعا الإسلام إلي صحة التفكير فيها ، وإنها لمن أهم النواحي وأجمعها ، وما عسي أن أكون قد ذهلت عنه فبصر المطالع لهذا المقدار في مثله حديد ، وزمام تسخيره بيده لا يحوجه إلي ارتياض جديد ، وإنك لتوقن بأن أمة يزجي بها دينها إلي صحة التفكير في كل النواحي العارضة في الحياة العقلية والعلمية لهي جديرة بما نالته من سيادة العالم أيام كانت أخلاقها الدينية غير مشوبة بخليط الخطأ في فهمه حق فهمه ، ولتوقن بأن تراجعها القهقهري ، له مزيد اتصال بنبذ هذا الأصل عندهم إلي الوراء

3- إصلاح العمل :

أعمال العاملين تجري علي حسب معتقداتهم وأفكارهم ، فجدير بمن صلحت عقائده وأفكاره أن تصدر عنه الأعمال الصالحة

الأعمال البشرية قسمان : نفسية وبدنية
إصلاح الضمائر
يظهر في النهي عن الكبر ، والعجب ، والغضب ، والحقد والحسد ، وفي الأمر بالإخلاص وحسن النية والإحسان والصبر ، والمنهي عنه من هذه الأدواء القلبية كله حائل عن الكمال موجب لدوام النقص أو زيادته ،

أما الحقد فهو صارف للهمة إلي الانتقام وذلك صارف عن الكمال والاشتغال بما يفيد ، والغضب يتلف الفكرة ويسلب المواهب ، والحسد إنما ينشأ من اعتقاد العجز عن اللحاق بصاحب النعمة فيتمني زوال النعمة عن صاحبها وذلك بخس لصاحب النعمة والشأن وفيه تقصير عن اكتساب مثلها إن كانت فيه مقدرة أو عدم الرضا بما قسم له من ربه إن لم تكن له مقدرة علي اللحاق بالمنعم عليهم

والمأمور به من هذه الفضائل القلبية كله سبب اكتساب الكمال والمجاهدة للنوال ، فالإخلاص في العمل هو أن يريد المسلم بكل قول وعمل من البر وجه الله وبذلك يندفع إليه اندفاع العامللنفسه لا لإرضاء الناس ، فإن عمل لإرضاء الناس يسمي رياء وهو مشتق من الرؤية أي ليراه الناس وهو لا يرجي منه خير ، لأنه إذا خلا إلي نفسه ارتكب الموبقات وفتق ما رتقه من أعماله التي دفعه إليها الرياء

وحسن النية ينبعث من محبة الخير العام وإتقان العمل الصالح ، والإحسان أن يتذكر أن الله يراه في سائر أعماله ، فيعبده بامتثال أوامر شرعه واجتناب نواهيه ، كأنه يراه ماثلا هو بين يديه

والصبر ملاك ذلك كله والتدريب عليه هو وسيلة النجاح ، لأن جلائل الأعمال كلها يعترضها ضعف المقدرة وتثبيط الكسل وإنكار الجهال ولوم اللوام فلا تقل حدة ذلك كله إلا بالصبر ، ثم إن للصبر فائدة أخري عظيمة وهي تربية قوة الإرادة في النفس ، وتسمي هذه القوي بالهمة وبالعزيمة وهي خلق تنشأ عليه النفس ، من شأنه أن يدفعها إلي السعي في تحصيل ما تتطلبه بدون كلل فلا يزال هذا الخلق ينمي حتي تصير الأخطار لديه محتقرة ، وصاحب هذا الخلق مظهر للأعمال العظيمة في كل غرض يعمد إليه من علم أو تأليف أو تدبير دولة أو قيادة جيش أو غير ذلك

وغرضنا هنا هو الإشارة إلي فهم فضائل الأخلاق وأثرها في صلاح العمل

أما التوكل فهو الاعتماد علي الله في تحصيل المرغوب من الدنيا أو الآخرة وذلك بتيسير الأسباب للنجاح ودفع العوائق المفضية إلي الخيبة وله أثر عظيم في نجاح الأعمال ، إذ هو في معني الاستعانة بالله بعقد القلب علي رجاء الإعانة أو بسؤاله مع ذلك بالدعاء باللسان ، وقد أمر الله به في كتابه وأثني علي المتوكلين

وهذه الخصلة الجليلة هي مثار الثقة بالنجاح في ابتداء الأعمال وهي سر نجاح الأعمال والإقدام علي جلائلها في ابتداء العزم عليها ولاسيما في الأحوال النادرة التي يضطر إليها في المضايق العامة أو الخاصة بحيث لا مندوحة عن الإلقاء بالنفس فيها

قال تعالي : " قال الذين يظنون أنهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين" البقرة:249

وقد انتفع المسلمون بإدراك كنهها عصراً طويلاً ، ثم اعتراها التحريف وعادت إلي عقائد الجاهلية فتوهموا التوكل الاستسلام والفشل والقعود عن العمل وهذه عقيدة جاهلية جاء في صحيح البخاري وكتب التفسير أن أهل اليمن كانوا يحجون بلا زاد ويقولون كيف نحج بيت الله ولا يطعمنا ؟ ويوقلون : نحن المتوكلون علي الله ثم يكونون كلا علي الناس بالإلحاف في السؤال فنزل فيهم قوله تعالي : " وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة " البقرية : 195
جاء رجل إلي أحمد بن حنبل فقال له : أريد أن أخرج إلي مكة علي التوكل بغير زاد ، فقال له أحمد : اخرج في غير القافلة ، فقال : لا ، إلا معها فقال أحمد : فعلي جرب (أوعية جلديه يوضع فيها الطعام ) الناس توكلت

والرضي بالقضاء والقدر أدب إسلامي موقعه عند الحوال التي يغلب المسلم فيها علي سعيه فيخيب فيه أو عند الحوادث الخارجة عن مقدرة الإنسان ، فمن الأدب الديني أن يرضي بذلك ولا يجزع وهو ضرب من الصبر معلل باعتقاد أن قدرة الله أكبر من كل مقدرة فعدم تيسر المسبب مع السعي في الأسباب بدون تقصير يدل علي أن الله لم تتعلق إرادته بحصوله ، ونعم هذا للرجل المسلم في حياته بحيث يكون مطمئن البال عند المصائب متأدباً مع ربه فالرضي بالقضاء والقدر سلوة وعزاء للمؤمن وليس عذراً يتعذر به المقصر عند تقصيره أو المستسلم في فشله

الأعمال البدنية :

ملاك صلاحها الوقوف عند حدود الشريعة فيها واعتقاد أن ذلك سبب النجاحروي البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال : ( ياأيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً ) المؤمنون :51 "
فالأحكام الشرعية الخمسة : الوجوب والندب والإباحة والكراهة والحرمة ، إصلاح للعمل
وملاك أصل نظام صلاح الأعمال النظر إلي المصلحة والمفسدة المطردتين أو الغالبتين ، وفي معاملات الناس ملاكه قوله صلي الله عليه وسلم كما في الموطأ " لا ضرر ولا ضرار "

وثمة أشياء تعين علي صلاح العمل وتيسره وهي : النظام ، والتوقيت ، والدوام ، وترك الكلفة والمبادرة ، والإتقان

فالنظام عون علي إكمال الأعمال ويسرها ، وشاهد في الشريعة ترتيب أركان العبادات وواجباتها كترتيب أعضاء الوضوء وأجزاء الصلاة
وأما الدوام ففي الحديث : " إن الله يحب من الأعمال ما كان ديمة وإن قل " وقد حذر الإسلام من سوء الخاتمة التي هي في معني إبطال الدوام علي العمل الصالح
وأما ترك الكلفة فقد قال الله تعالي : " قل ما أسئلكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين " وفي الحديث : " عليكم من الأعمال ما تطيقون ، فإن الله لا يمل حتي تملوا " وقد ظهر أن ترك الكلفة له انتساب بالدوام ،
وأما المبادرة بالعمل فلخشية طريان الموانع وقد قسمت الواجبات إلي واجبات مضيقة وواجبات موسعة ولهذه المبادرة انتساب بتوقيت بعض العبادات ، ثم إن المبادرة تؤذن بالحزم
وأما الإتقان فإنه يتفرع عن حسن النية ومعني الاتقان أنه صرف العامل جميع جهوده ومعرفته في عمله ليكون محصلاً لأحسن ما يقصد منه أو ينشأ عنه
قال الله تعالي : " صنع الله الذي أتقن كل شئ " النمل :88 وقد أمرنا بالحكمة وفُسرت بأنها التشبه بالخالق تعالي بقدر الإمكان البشري

ومما تجب العناية به في تحقيق صلاح الأعمال المحافظة علي تحقيق حصول المقاصد الشرعية منها ، فإن جميع التشريعات مشتملة علي تحصيل مصالح أو دفع مفاسد

الإصلاح الاجتماعي :

من عجيب وبديع تأييد الله تعالي هذا الدين وتيسير أسباب ظهوره أن جعل لمدة ظهوره طورين عظيمين هما : طور إقامة الرسول صلي الله عليه وسلم بموطنه مكة وهذا طور ما قبل الهجرة وطور ما بعد هجرته إلي يثرب
وإن غرضي التشريع الإسلامي في الإصلاح كانا موزعين علي ذينك الطورين فكان الطور الأول معظمه للإصلاح الفردي وكان الطور الثاني معظمه للإصلاح الاجتماعي ، وما دخل الإسلام في طوره الثاني عند الهجرة إلا وقد كانت له جماعة صالحة كاملة الأهبة لما يناط بعهدتها من الإصلاح ، فكانت جامعة المسلمين يومئذ تتألف من المسلمين الأولين القاطنين مع رسول الله صلي الله عليه وسسلم بمكة وهم نحو خمسين لاجلاً ومن المسلمين المهاجرين إلي الحبشة وهم نحو ثمانين رجلاً ، ومن مسلمي الأوس والخزرج أهل المدينة وهم زهاء أربعة آلاف رجل ، هذا كله عدد صالح لنشر إصلاح الإسلام وبث فضيلته في نفوس الناس فيما بعد والصدع بدعوته علي رؤوس الملأ ، فكان الإسلام يومئذ حقيقاً بأن يسرع في إصلاحه الاجتماعي وتأسيس قواعده وإشادة صروحه

إيجاد الجامعة الإسلامية

جعل الإسلام جامعة الدين( أي آصرة الدين وهي مجموع التفكير الصحيح والعمل الصالح ) هي الجامعة الحق للمسلمين وأبقي ما عداها من الجوامع جوامع فرعية تعتبر صالحة مالم تعد علي الجامعة الكبري بالانحلال
وأيد الاسلام الجامعة الدينية العقلية التي أقامها للمسلمين بتأييد من الناحية النفسية بأن اعتبر أهلها إخوة قال تعالي : " إنما المؤمنون إخوة " وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة قال صلي الله عليه وسلم :"المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم "

أصول نظام سياسة الأمة
هذه النظم ترعوي إلي فنين أصليين


الفن الأول: فن القوانين الضابطة لتصرفات الناس في معاملاتهم
الفن الثاني : فن القوانين التي بها رعاية الأمة في مرابع الكمال والذود عنها
أسباب الاختلال
الفن الأول عماده : مكارم الأخلاق والعدالة والإنصاف ، والاتحاد والمواساة ( من تحابب ونصح وحسن معاشرة وسماحة
والفن الثاني عماده : المساواة، والحرية ، وتعيين الحق والعدل ومال المة ، وتوفير الأموال ، وحماية البيضة ( الجهاد والتجارة إلي أرض العدو ، والصلح ، والجزية ) والتسامح ونشر الدين
الفن الأول : موكول إلي الوازع الديني النفساني
الفن الثاني : موكول إلي تدبير ساسة الأمة بإجرائهم الناس علي صراط الاستقامة في مقاصد الشريعة بالرغبة والرهبة



الفن الأول
فن القوانين الضابطة لتصرفات الناس في معاملاتهم

مكارم الإخلاق

ملاك مكارم الأخلاق هو تزكية النفس الإنسانية ، أعني ارتياض العقل علي إدراك الفضائل وتمييزها عن الرذائل الملتبسة بها ، وارتياضه يضاً علي إرادة التحلي بتلك الفضائل وعدم التفريط في شئ منها لاعتقاده أن بلوغ أوج الكمال لا يحصل إلا بذلك التحلي

هذا الإدراك هو العلم الصحيح وقوامه صحة التفكير ، والإرادة والعزم والأمر بالسير علي مقتضاها يتكون من مجموع ثلاثتها إصلاح العمل

ولا تغني القوانين المسطورة والزواجر الموقورة غناء مكارم الأخلاق
وفي الموطأ بلاغاً قول رسول الله صلي الله عليه وسلم : " بعثت لأتمم حسن الخلق "
العدالة والمروءة

والعدالة ملكة تمنع من قامت به من اقتراف الكبائر ( الملكة كيفية راسخة في النفس تسير أعمال صاحبها علي مقتضاها باطراد )
وأحسن تفسير لها أن لا تفعل في سرك ما تستحي أن تفعله جهراً

الإنصاف من النفس

قال تعالي : " يا أيها الذين ءامنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو علي أنفسكم " النساء : 135
وفي الترمذي وقال حديث حسن قول النبي صلي الله عليه وسلم " الكيس من دان نفسه " أي حكم عليها وحده وحاسبها وبين لنفسه تقصيرها

الاتحاد والوفاق

إن أمة تنشأ علي التطبع بالرأي الصحيح والتخلق بأخلاق الأخوة والمواساة وحب الحرية وتوقير العدل ، لأمة خليقة بأن تعرف مزية الوحدة فتكون متحدة متوافقة وتصبح كالجسد الواحد تراه عديد الأعضاء والمشاعر ولكنه متحد الإحساس متحد العمل
قال النبي صلي الله عليه وسلم : " تري المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكي عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي "
وقال تعالي : " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " آل عمران : 103
لذا شرع الإجتماع في أفضل المناسبات ففي الصلاة وفي الجمعة وفي الحج
كما أنه وضع للأمة الإسلامية نواة وحدة لغة التفاهم بينهم بما شرعه من تعلم شئ من القرآن ولو جزءا قليلاً

المؤاساة

والمؤاساة هي : كفاية حاجة محتاج الشئ مما به صلاح الحال
وتندرج تحت أصل الإخوة الإسلامية

الفن الثاني

فيما علي ولاة الأمور تسييره وتحقيقه لصالح الجمهور


وأعمدة هذا الفن هي :
المساواة ، والحرية ، وضبط الحقوق ، والعدل ، ونظام اموال الأمة ، والدفاع عن الحوزة ، وإقامة الحكومة ، والسياسة ، والاعتدال والسماحة ، وترقية مدارك الأمة رجالاً ونساء ، وصيانة نشئها من النقائص ، وسياسة الأمم الأخري ، والتسامح ، والوفاء بالعهد ، ونشر مزايا الإسلام وحقائقه ورجاء تعميمه في البشر

المساواة

الإسلام دين قوامه الفطرة فكل ما شهدت الفطرة بالتساوي فيه بين الناس فالإسلام يرمي فيه إلي المساواة، وكل ما شهدت الفطرة بتفاوت المواهب البشرية فيه ، فالإسلام يعطي ذلك التفاوت حقه بمقدار ما يستحقه
فالمساواة أثر من آثار الأخوة المفروضة بين المسلمين وهي أيضاً أصل عظيم من أصول نظام الاجتماع الإسلامي

الحرية

لفظ الحرية وما اشتق منه في العربية يفيد معني مضاداً لمعني الرق والعبودية ، فالحر من ليس بعبد ، ولفظ الحر والحرية من الألفاظ ذات المعاني النسبية ، لأنها التخلص من الرق والعبودية فلا يتصور معناها إلا بعد ملاحظة معني الرق والتوقف عليه ، والعبد اسم للآدمي المملوك لآخر ، وليس هذا هو المراد هنا
هناك إطلاق حديث علي لفظ الحرية وهو أن يراد منه معني : عمل الإنسان ما يقدر علي عمله حسب مشيئته لا يصرفه عن عمله أمر غيره
لقد استعمل هذا اللفظ في هذا المعني من أوائل القرن الثالث عشر الهجري بعد أن ترجمت كتب تاريخ فرنسا والثورة التي قامت فيها سنة 1789 م
وهو يقارب ما يعبر عنه في العربية بلفظ الانطلاق أو الانخلاع من ربقة التقيد ولا نعرف كلمة مفردة في العربية تدل علي هذا المعني

وقد دخل التحجير علي البشر في حريته من أول وجوده إذ أذن الله لآدم وزوجه حين خُلقا وأسكنا الجنة الانتفاع بما في الجنة إلا شجرة من أشجارها قال تعالي : " ويا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين " الأعراف : 19

إن الحرية هذه خاطر غريزي في النفوس البشرية فيها نماء القوي الإنسانية من تفكير وقول وعمل ، وبها تنطلق المواهب العقلية متسابقة في ميادين الابتكار والتدقيق ، فلا يحق لها أن تسام بقيد إلا قيداً يُدفع به عن صاحبها ضر ثابت أو يُجلب به نفع

ابتدأت رحمة الله بالبشر بأن وضع لهم الشرائع وأرسل إليهم الرسل الهداة وقيض لهم الحكماء والمرشدين يرشدونهم جميعاً إلي طرائق السير بحرياتهم وأن تراعي كل صالح غيره في تطبيق استعمال حريته ، فاستقامت أحوال البشر بحسب ما هيأهم لقدره مبلغهم من الحضارة والزكانة
لم يسبق الإسلام شريعة دينية ولا وضعية أقامت حقوقاً للعبيد وحماية لهم من الأضرار بمقدار ما أقامت لهم الشريعة الإسلامية

الحرية المنشودة

إن الحرية أثقل عبئاً علي الظالمين والجبابرة والمخادعين فلذلك ما فتئ هؤلاء منذ أقد العصور يبتكرون الحيل للضغط علي الحريات وتضييقها أو خنقها واستعانوا علي ذلك الضغط برسوم الوثنية بانتماء الجبابرة والملوك إلي آلهة يختلقون أنها أباحت لهم الحكم في الناس ليكموا الأفواه عن الشكاية والضجيج

وتنقسم الحرية إلي حرية اعتقاد ، وحرية تفكير ، وحرية قول ، وحرية فعل ، وهذه الحريات الأربع محدودة في نظام الاجتماع الإسلامي بما حددت به الشريعة الإسلامية
فحرية اعتقاد المسلم فهي محدودة بما جاء به الدين الإسلامي فإذا ارتد أحد عن الإسلام جملة بعد أن كان من أهل الملة فقد نقض العهد الذي دخل به في الإسلام فيستتاب ثلاثة أيام ، فإن لم يتب قتل ، فقد قاتل أبو بكر القبائل التي ارتدت عن الإسلام بعد وفاة النبي صلي الله عليه وسلم ولم يخالفه أحد من الصحابة وقاتلوهم معه إجماعاً منهم علي قول النبي صلي الله عليه وسلم : " من بدل دينه فاقتلوه "

أما حرية اعتقاد غير المسلم من أصحاب الملل الخاضعين لحكومة الاسلام فقد قال الله تعالي : " لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي " البقرة : 256

وقد دلت آيات القرآن وأقوال النبي صلي الله عليه وسلم علي أنهم يُدعون إلي الدخول في الإسلام فإن لم يقبلوا دُعوا إلي الدخول تحت حكم المسلمين وهي حالة الذمة أي دفع الجزية أو حالة الصلح والعهد وفي تلك الأحوال يبقون علي أصل الحرية في البقاء علي ماهم عليه من الملل

حرية الفكر

حرية الفكر فيما عدا الاعتقاد الديني مما يشمل التفكير في الآراء العلمية ، والتفقه في الشريعة والتدبير السياسي ، وشؤون الحياة العادية فهي صنف من الحرية لا يكاد يستقل بنفسه ، لأن ما يجول بالخاطر لا يعرف إلأا بواسطة القول أو بما تؤذن به بعض الأعمال ، فلذلك كانت هذه الحرية لا يتطرق إليها تحجير

حرية القول

حرية القول لها متين تعلق بمعاشرة الناس ومحاوراتهم والملاطفة بينهم وممازحاتهم وهي حق فطري ، لأن النطق وهو التعبير عما في الضمير باللغات غريزة في الإنسان يعسر أو يتعذر إمساكه عنها ، فكان الأًصل أن لكل أحد أن يقول ما شاء أن يقوله ولا يمسكه عن ذلك إلا وازع الدين بأن لا يقول كفراً أو منهياً عنه ، أو وزاع الخلق بأن لا يقول قذعاً أو هذياناً ، أو وزاع التبعة علي أذي يلحق غيره بسبب مقاله ، قال صلي الله عليه وسلم : " وهل يكب الناس في النار علي وجوههم إلا حصائد ألسنتهم "
والأصل في حرية القول هو الصدق في الأخبار ، فإن الكذب ممنوع وقبيح

وأكبر مظاهر حرية القول في الإسلام حرية القول في تغيير المنكرات الدينية وقد قال صلي الله عليه وسلم : " من رأي منكم منكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان "

فكذلك نشأ المسلمون صُرحاء متناصحين قوالين للحق ناهين عن المنكر ، وإليك مثالا فاتقا في هذا الغرض ، وهو ما ذكره الفقهاء والمؤرخون أن عمر بن الخطاب خطب الناس يوماً فقال في خطبته : " ألا لا تغالوا في الصدقات فإن الرجل يغالي حتي يكون ذلك في قلبه عداوة للمرأة يقول : تجشمت عرق القربة فكلمته امرأة من وراء الناس فقالت : كيف تقول هذا والله يقول : " وءاتيتم إحداهن قنطاراً "

فقال عمر : أخطأ عمر وأصابت امرأة ، وقال لأصحابه : تسمعونني أقول مثل هذا فلا تنكرونه علي حتي ترد علي امرأة ليست من أعلم النساء ، ودام المسلمون علي نحو من هذا إلي بعض خلافة عبد الملك بن مروان ، فقد روي أنه أول من حجر معارضة الخليفة في حال الخطبة
ومن حرية القول حق المراجعة مع المتلبس بفعل أو قول في هل هو صواب أو خطأ ؟ وهل هو صواب أو أًوب ؟
كما راجع حباب بن المنذر الرسول صلي الله عليه وسلم يوم بدر حين نزل بالجيش أدني ماء من بدر

حرية العمل

شواهد الفطرة تدل علي أن هذه الحرية أًصل أصيل في الإنسان فإن الله تعالي لما خلق للإنسان العقل وجعل له مشاعر تأتمر بما يأمرها العقل أن تعمله ، وميز له بين النافع والضار بأنواع الأدلة كان إذن قد أمكنه من أن يعمل ما يريد مما لا لا يحجمه عنه توقع ضر يلحقه
فما عدا ما حدد منعه في الشريعة من التصرف ، فالأصل في سعي الإنسان فيه وتناوله هو الإباحة وقد لقبها علماء أصول الفقه بالإباحة الأصلية 

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية