خواطر حول الهجرة
ونحن نهجر عام ونسستقبل آخر تتصاعد الأحداث هنا وهناك
أحببت أن يكون أول حديثي في هذا القادم الجديد هو حديث عن الهجرة
الهجرة هي هجر وترك الاوطان
لما ؟
لماذا ترك الرسول صلي الله عليه وسلم مكة التي هي أحب البقاع إلي قلبه ، ولماذا هاجر أصحابه ؟؟؟
.....
سؤال صعب
صعب لأنه يضعنا أمام حقيقة نرغب ألا نراها ، نود أن نتجاهلها ولكنها تلاحقنا
تلاحقنا وتصر علي ذلك
تصر أن ترينا لماذا نحن أمة الاسلام آخر الامم التي تحمل النور الالهي للبشرية
لماذا هاجروا وتركوا الاوطان ؟؟؟؟؟؟؟؟
سل نفسك
...
لماذا بدأ المسلمون تاريخهم بالهجرة
ألم تكن هناك أحداث أخري تستحق ذلك مثل بدر مثل البيعة مثل البعثة مثل فتح مكة مثل ...
أحداث كثيرة ذات دلالة ووقع هام جدا في حياة المسلمين وفي تاريخ الامة
ولكن الهجرة كانت سبب إختيار المسلمين الأوائل لبدء تاريخهم
لأن بالهجرة وجدت أرض الاسلام وجدت دولة الاسلام
لأن الهجرة أتاحت لهم الارض التي تدين لهم ولعقيدتهم
لأن الهجرة أتاحت لهم دولتهم وهي ماتحتاجه العقيدة لتقيم الحق وتنشر النور
ليس الاسلام مجموعة من النصوص تحفظ ويدعي إليها فمن آمن فله ومن كفر فعليه لا
الاسلام يعني دولة الاسلام يعني دولة الحق والنور والامن والرفاهة والسعادة والرخاء
ولا يتم ذلك فقط بالافكار والعقائد بل لابد من وجود الدولة التي تطبق فيها تلك الافكار والعقائد فيعم النور وتزدهر الحياة
وأنا أتحدث عن الهجرة أتعجب كل العجب
نعم أتعجب من الخلل الضارب في جذور عميقة من الفهم لمعني الاسلام
ولا أعني خلل لدي الطائفة العريضة للأمة
لا الخلل ضارب في فهم الرؤوس في قيادة الأمة في شتي البقاع وشتي الاتجاهات
صنفت الكتب العديدة وألقيت الخطب الكثيرة ومرت السنون تلو السنون ومازالوا عاكفين علي ماهم عليه
كم منهم تكلم علي الامة ومقوماتها ومكوناتها وكيفية إخراجها
كم عدد تلك الخطب أو الكتب أو الدراسات التي تنظرر في الامر برمته
في حين أن الكل يزعم أنما يفعله هو السبيل لاخراج الامة الاسلامية وهذا وهم صارخ
بض التيارات الاسلامية فاق وجودها علي 70 سنة ومنهم من زاد علي 30 سنة
ماذا قدموا ؟؟؟
لا نتحرك قيد أنملة إلي الامام وذلك لأننا فقدنا البوصلة الموجهة
قال الله تعالي في كتابه الحكيم
"إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله ، والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض" الانفال -72
تلك هي مكونات أمتنا :
أفراد مؤمنون
هجرة ومهجر
جهاد ورسالة
إيواء
نصرة وولاية
كل من اعتلي كرسي للدعوة أو الفتية أو التعليم والتوجيه
ظن أن النصر يأتي من تحت قدميه وأن الامر مسألة وقت
وأن هؤلاء الذين يتحلقون حوله حلقات ويجلسون أمامه
هؤلاء هم الامة
وذهل عن معني الامة ومكوناتها
وذهل عن النظر هنا وهناك
ويملأني العجب والحيرة من أن تقام دولة إسلامية في أي بقعة من بقاع الارض وتمسك زمام الامور حين من الدهر
ولا نسمع واحد من هؤلاء الذين ملأوا الدنيا ضجيجا يحض ويحث علي الهجرة
ناهيك أن يهاجر هو نفسه
ولكنه ظن كرسيه ومنبره وهؤلاء الذين يحيطون به هؤلاء هم نواة الاسلام ومنهم يأتي النصر ولم ينظر إلي الارض
فالتاريخ بالهجرة هو تاريخ بالارض
حينما امتلك المسلمون الارض التي يقيمون عليها عقيدتهم ومنهجهم في الحياة عندها قامت الامة
وهذا درس واحد من دروس الهجرة فهل آن لنا أن نعي
اللهم بلغت اللهم فاشهد
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات