السبت، 2 يوليو 2011

تحدي صخرة

تحدي صخرة



جلس بجوار صخرة هكذا كان قدره
وليتها كانت صخرة صامتة بل كانت صخرة متكلمة متعالمة متحذلقة تجيد الجدال وتهوي المناظرات ولا تحب الصمت بل تخاف منه كل الخوف
ففي الجدال يعلو صوتها وتنسي حقيقتها أما في الصمت فتطاردها الحقيقة بأنها مجرد صخرة في فلاة لا يعبأ بها أحد ولا تسترعي إهتمام أحد
وهو جالس بجوارها دندت لتشعره بوجودها وحين شعر بوجودها قالت له متحدية اتحداك أن تستطيع شقي نصفين متماثلين طولا أو عرضا
نظر إليها باستغراب وكيف لا يستطيع شقها
ولم يكن غرضها أن تشق ولكن كان غرضها أن تصير محور اهتمامه ومحل نظره ورعايته وخيل إليها أن هذه هي الطريقة
فتبسم ضاحكا وقال لها قبلت التحدي
وأخرج من جرابه سكينه المجربة وقال في سره بسم الله توكلت علي الله اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا
ثم بدأ يضغط بسكينه علي الصخرة ويقطع فيها
ولكنها صخرة تحتاج إلي جهد جهيد
ومرة ومرة ومرات يحاول ولكن السكين عجز عن أن يحدث شق مجرد شق في الصخرة فضحكت من سذاجته الصخرة ثم تركها ومشي
مشي والندم يملأ عينيه والأسف والحزن يؤرقه
وفي طريقه هناك وجد ثمرة صالحة طيبة وهوي بسكينه عليها فقطعها
ولكنه تفاجئ نعم لقد تفاجئ بحدة السكين ومضاءه
فعلم أن الله يسر له الصخرة حتي تسن سكينته حتي يعرف أن يقطع الثمرة
ولولا الصخرة لما نال الثمرة

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية