الخميس، 14 فبراير 2019

المحارب 13 - القوة

المحارب
 13
  القوة
إن شعور الإنسان بالقوة أو بالضعف يتغير من موضوع إلي موضوع ومن وضع إلي وضع. 
وعندما يشعر الإنسان أن مقود حياته بيديه فإنه سيشعر بالقوة أكثر في أي موضوع وفي أي وضع كان.
فكما يعيش السمك في المحيط نعيش نحن في محيط ثقافتنا
.يبدأ المحارب بتشكيل نسيج حياته ضمن وعيه بوجود رقصة الحياة بين التبعية وتحقيق الذات 
المحارب يدرك أنه موجود في مكان أبعد مما تقدمه الثقافة له . 
فالمحارب إنسان خاض معركة البحث عن معني فاستيقظ فتكونت له نية تتعلق بصناعة المستقبل منه يستمد قوته
هناك ثلاثة أنواع من القوة:
قوة الشخصية
وقوة التواصل
والقوة الناجمة عن المستقبل الذي ينذر المرء نفسه في سبيل تحقيقه

قوة الشخصية : تتعلق بكيفية إثبات الناس وجودهم في الوسط الذي يعيشون فيه.
هذه القوة نابعة من امتلاك أشخاص كهؤلاء شخصية متكاملة ، فنظرة الشخص الذي يمتلك مستوي عال من تكامل 
الشخصية ، وطريقة جلوسه ومواقفه تدل علي قوة خاصة به كما أن نظرة هذا الشخص وكلامه ووجوده يجعل الناس 
الآخرين الموجودين في وسطه ذوي قيم وكبرياء.
لايمتلك الإنسان قوة إلا بقدر ما يمتلك من تكامل الشخصية.
قوة التواصل: تنبع من معرفة الشخص مع من وماذا ومتي وكيف يتكلم.
وهذه القوة تتعلق بمقدار الوعي الذي سيحضره الشخص إلي الوسط الذي يعيش فيه.

لكي يجيب المرء علي سؤال مع من سأتحدث ؟ يجب أن يمتلك توقدا ذهنيا يؤهله لكي يدرك كل الناس الموجودين في بيئته 
أي يجب أن يراقب بواسطة وعيه المراقب وليس بواسطة أناه الموضوعيه
ولكي يجيب علي سؤال عن ماذا أتكلم ؟
 يجب أن يكون مدركاً لنيته ومطالبه ورغباته ووضعه وقيمه وأن يكون قادرا علي الاطلاع عليها جميعا
ولكي يجيب علي سؤال متي أتكلم ؟
يجيب أن يكون واعيا للوحة الكبيرة  إذ أن وعي اللوحة الكبيرة يجلب معه معرفة تتعلق بزمن البوح بالمعلومة 
وقبل أي سبب وبعد أي سبب تأتي.

والأهم من كل ذلك هو هل الكلام الذي قاله خرج من فمه وحسب أم أنه عبر عنه بكل
 وجوده فالرسالة الأهم هي الإنسان ذاته
ولهذا السبب فإن تكامل الشخصية هو من يقف وراء هذه القوة.
من أجل إلقاء الضوء علي القوة الناجمة عن المستقبل الذي نذرت نفسك في سبيل تحقيقه
ستكون قوتك بحجم إيمانك بهذين الهدفين اللذين وهبتهما فؤادك وبقدر ما تمتلك من تكامل
في الشخصية . حيث ستنبع هذه القوة من العمل الذي تنجزه ضمن شعورك بالمسؤولية .
من هذه النقطة بالذات يأتي المصدر الأكبر للقوة التي يتمتع بها القادة العظماء الذين تركوا
بصماتهم في هذا العالم.
فإذا ما درست حياة غاندي فستجد أن هذه القوة الناجمة عن المستقبل الذي نذر نفسه في
 سبيل تحقيقه هي التي تقف وراء النجاحات التي حققها.
يستمد المحارب قوته من المستقبل الذي نذر نفسه في سبيل تحقيقه بداية يخلق هذا المستقبل ضمن إطار نيته الصافية 
وبعد ذلك يبدأ مرحلة التنفيذ مزودا بالقوة التي استمدها من صفاء نيته 
هل نقصد بصفاء نيته عدم وجود الخوف لديه؟
 ينجم عدم خوفه من عدم وجود أية مصلحة أنانية نابعة من الأنا الموضوعي من المستقبل الذي يريد خلقه .

قوة الذهن:
توفر صفاء النية للمحارب القدرة علي التركيز علي المستقبل والتمحور حوله فالمحارب لايريد شئ سوي التفكير 
بالمستقبل الذي نذر نفسه في سبيل تحقيقه ينسج أحلامه المتعلقة بذلك ويوجه كل طاقاته وعمله من أجل تحقيق هذه 

مختصر من كتاب المحارب
http://giftbooks.blogspot.com/search/label/المحارب

الأحلام.

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية