كيف تري الواقع والوقائع
أخذت تاكسي من محطة طنطا وقلت له الجلاء وأثناء الطريق قال لي السائق أن الآنستان اللتان في الخلف قالتا له الترعة ولما وصلا هناك قالا له إننا لم نقل الترعة بل قلنا الجلاء
ثم أخذ يحكمني فيما حدث عدلت النظارة علي أنفي وجلست جلسة المحقق كونان
فقال لي مستبقا الحوار عندما رأوني أسير بهم في غير إتجاههم لماذا لم يقولوا لي قف أو إلي أين أنت ذاهب ليس هذا إتجاهنا فقلت له عندك حق في هذا
ثم قص علي قصص أخري من هذا القبيل منها أن رجل قال له الشيتي فذهب به إلي طريق ترعة الشيتي وبعد فترة من الطريق سأله الراكب أين أنت ذاهب أنا أريد شارع الشيتي وليس ترعة الشيتي وهما مكانان مختلفان تماما فقال له السائق طيب لماذا لم تقل ذلك من بدري
ومرة ثالثة أوقفة رجل وقال له طنطا فسار به 50 مترا تقريبا وقال له وصلنا إنت الآن في طنطا وكان الرجل يقصد طنطا سكان
أخذنا نضحك جميعا من حكايات السائق ولكنني لفت نظري أنه في كل الحالات كان هو المخطئ وليس الراكب ....
وواجهته بهذه الحقيقة فقلت له أنت سائق تاكسي طول اليوم تجلس علي طارة العربية تعرف الشوارع وأسمائها كلها وتعرف الفروق بينها لماذا لم تسأل كل زبون عن تحديد وجهته ؟
عندما يقول لك راكب أنا رايح الشيتي كان المفروض تقول له شارع الشيتي أم ترعة الشيتي وهكذا
أما أن تختار أنت وتسير وفق إختيارك فهي غلطتك
ثم سألته عن الآنستين اللتين بالخلف قلت له يصعب عليهما أن يخطئا في وجهتهما ولكنك ممكن تسمع غلط
قال لي ربما
فقلت له هل كان راكب معك أحد غيرهما فقال نعم لقد كان معي بنديرة أو زبون رايح الترعة قلت له شفت أنت كنت عايز تسمع الترعة عشان في طريقك فلما قال لك زبون ثاني الجلاء سمعتها الترعة ...
وضحكنا جميعا ونزلت ونزلت الآنستين في الجلاء
الواقع الذي نحياه كيف تراه
كل منا يري الواقع بالصورة التي يريدها فمن يريد التفائل يري كل شيئ أمامه وردي أو قل بنبي ومن يريد التشائم يراه أسود من قرن الخروب
أشد المجالات التي تختلف فيها الرؤية بالحالة النفسية والرغبة الشخصية هي البورصة دائما هناك متشائم ومتفائل وبالتالي دائما هناك سوق هناك دائما بائع وآخر مشتري مع أن الأحداث يراها الجميع ولكنهم يختلفون في تفسيرها أو قل يختلفون في فهم معانيها
كيف تري الحياة
كيف تري الأحداث
هذا سؤال مهم يجب أن تقف معه بتأني وتراجع نفسك فيه مرات عديدة
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات