الاثنين، 9 نوفمبر 2009

كيف تري الواقع والوقائع

كيف تري الواقع والوقائع







أخذت تاكسي من محطة طنطا وقلت له الجلاء وأثناء الطريق قال لي السائق أن الآنستان اللتان في الخلف قالتا له الترعة ولما وصلا هناك قالا له إننا لم نقل الترعة بل قلنا الجلاء


ثم أخذ يحكمني فيما حدث عدلت النظارة علي أنفي وجلست جلسة المحقق كونان


فقال لي مستبقا الحوار عندما رأوني أسير بهم في غير إتجاههم لماذا لم يقولوا لي قف أو إلي أين أنت ذاهب ليس هذا إتجاهنا فقلت له عندك حق في هذا






ثم قص علي قصص أخري من هذا القبيل منها أن رجل قال له الشيتي فذهب به إلي طريق ترعة الشيتي وبعد فترة من الطريق سأله الراكب أين أنت ذاهب أنا أريد شارع الشيتي وليس ترعة الشيتي وهما مكانان مختلفان تماما فقال له السائق طيب لماذا لم تقل ذلك من بدري






ومرة ثالثة أوقفة رجل وقال له طنطا فسار به 50 مترا تقريبا وقال له وصلنا إنت الآن في طنطا وكان الرجل يقصد طنطا سكان






أخذنا نضحك جميعا من حكايات السائق ولكنني لفت نظري أنه في كل الحالات كان هو المخطئ وليس الراكب ....






وواجهته بهذه الحقيقة فقلت له أنت سائق تاكسي طول اليوم تجلس علي طارة العربية تعرف الشوارع وأسمائها كلها وتعرف الفروق بينها لماذا لم تسأل كل زبون عن تحديد وجهته ؟










عندما يقول لك راكب أنا رايح الشيتي كان المفروض تقول له شارع الشيتي أم ترعة الشيتي وهكذا


أما أن تختار أنت وتسير وفق إختيارك فهي غلطتك






ثم سألته عن الآنستين اللتين بالخلف قلت له يصعب عليهما أن يخطئا في وجهتهما ولكنك ممكن تسمع غلط






قال لي ربما






فقلت له هل كان راكب معك أحد غيرهما فقال نعم لقد كان معي بنديرة أو زبون رايح الترعة قلت له شفت أنت كنت عايز تسمع الترعة عشان في طريقك فلما قال لك زبون ثاني الجلاء سمعتها الترعة ...






وضحكنا جميعا ونزلت ونزلت الآنستين في الجلاء






الواقع الذي نحياه كيف تراه


كل منا يري الواقع بالصورة التي يريدها فمن يريد التفائل يري كل شيئ أمامه وردي أو قل بنبي ومن يريد التشائم يراه أسود من قرن الخروب






أشد المجالات التي تختلف فيها الرؤية بالحالة النفسية والرغبة الشخصية هي البورصة دائما هناك متشائم ومتفائل وبالتالي دائما هناك سوق هناك دائما بائع وآخر مشتري مع أن الأحداث يراها الجميع ولكنهم يختلفون في تفسيرها أو قل يختلفون في فهم معانيها






كيف تري الحياة


كيف تري الأحداث


هذا سؤال مهم يجب أن تقف معه بتأني وتراجع نفسك فيه مرات عديدة



ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية