شجع مصر
أمس كانت تختلجني مشاعر كثيرة تحيط بي من كل اتجاه في أعماق نفسي قبل المحيط الخارجي من شارع لتليفزيون لأطفال لأصدقاء مما شكل ضغط غير عادي علي عقلي الذي حاول جاهدا فهم مايحدث
فلقد ملأت عيني الدموع التي لا تريد أن تنزل وكاد أن يقتلني هذا الدمع الذي لا يُبكي عندها قررت أن أترك القلم يسيل يسيل مدادا يسيل دماءا يسيل
فقط أردته أن يسيل عسي أن ينقذني سيلانه مما أنا به فكانت تلك الكلمات
لم أكن أعرف بالماتش ولا تاريخه حتي أتاني تليفون من زوجتي يوم الخميس تقول لي وأنا بالقاهرة لا تحجز عودة السبت للقاهرة هناك قلق كبير بسبب ماتش مصر والجزائر يوم السبت
قلت لها لقد تأخرت فلقد حجزت
ثم مر يوم الجمعة سريعا كالبرق وأتي السبت لقد جاء الأولاد من المدرسة يملأوهم الحماس لرؤية الماتش ولتشجيع مصر لكي تفوز نعم فجلست مع حمزة نرسم سويا علم مصر علي قطعة من الورق ونلونها ثم ننصبها علما علي عصاية من الخشب وما أن أنتهينا حتي وقف في البلكونة ينتظر أخاه ليلوح له بعلم مصر
ثم أتي عمر وأراد أن يصنع بنفسه علم مصر فصنعه
ثم ذاكرا حتي أتي موعد الماتش
هل ما نحتاجه في وقتنا الراهن هو أن ندخل كأس العالم هل هذا هو أقصي أمانينا هل هذا هو كل إحتياجاتنا ؟؟؟؟
هذا ما كان يدور بذهني وكان يدور به أيضا ماذا لو كسبنا الماتش كيف هو حال الناس الكثيرة والجماهير العريضة هل سيفرحون ؟
نعم سيفرحون
ولكن هل ستختفي الآلام والمعاناة التي يعيشها شعب يرزح تحت فساد وفقر وذل وقهر
عندما وصل عقلي لتلك النقطة جائني خاطر النصر والهزيمة أيهما أولي لشعب مثل هذا
أيكون النصر مغنما أم مغرما
أيساعد النصر علي الغيبوبة وتساهم الهزيمة في الإفاقة والاستيقاظ
لم أصل لحل ولكن ترتب علي هذا السؤال سؤال آخر
أعلي أن أشجع مصر لتفوز أم أتمني الخسارة لتفيق
سؤال هو الآخر محير !!!!!!!!!!!!!!
ناهيك عن أطفال أحب أن أربيهم علي حب البلد وحب الانتماء
ناهيك عن فريق ومدرب قد بذلوا جهدا وفعلوا ما عليهم ألا يستحقوا هم النصر
فقررت أن أشجع مصر
...
غادرت المنزل قبل انتهاء الماتش لألحق بالقطار في الطريق وأنا مازلت بطنطا جاء الهدف الثاني واشتعلت الجماهير فرحا ثم انتهي الماتش وخرج الناس للشوارع فركبت القطار ومررت بمحطة بنها وكانت علي مايبدو بها أيضا جماهير خرجت تحتفل ثم وصلت القاهرة فرأيت إحتفالات برمسيس ثم بغمرة ثم بمدينة نصر بجوار الاستاد وبأول عباس عقاد
كنت أنظر من الحافلة استقتر من الوجوه المعاني أحاول أن أشتم ما وراء الفرح والجري واللعب هنا وهناك أدقق في الملامح وأنظر إلي العيون
لقد أفاقت الجماهير واستيقظ التنين
نعم لقد أفاقوا علي حقائق مرة وحين أفاقوا حزنوا وحين حزنوا غضبوا وحين غضبوا رفضوا
أفاقوا علي أنهم منذ 20 سنة خارج الخريطة الدولية خارج الساحة الدولية
وحزنوا علي ذلك 20 سنة لم ندخل كأس العالم
نعم إنها 20 سنة
من يري جماهير الأمس يشعر بالخوف
الخوف من غضبة هؤلاء إذا غضبوا
لقد تخيلت سيناريوا آخر لم يحدث ماذا لو خسرت مصر بالأمس 3 ــ صفر
هل كانت ستخرج تلك الجماهير ؟؟؟
وإن كانت ستخرج ماذا كانت ستفعل؟؟؟؟
انتهت ليلة أمس وأصبحنا اليوم علي نفس رتم الحياة نرزح تحت خط الفقر ونسعي للاشيئ
هاهي البورصة تنزل وتواصل مسيرتها نحو الهبوط وتتواصل حياة البؤس لكثير من المصريين الذين لا يجدون كوب من الماء النظيف ولا لقمة عيش هنيئة
لقد انتهت سكرة الكأس الذي شربناه بالأمس فماذا سنفعل اليوم
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات