الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

أين الخلل ؟


أين الخلل

بين المأزق والمخرج مسافة قد تبدو طويلة أو قصيرة ولكن علينا أن نعبرها


تلك هي قناعتي التي أدافع وأنافح عنها


حين أنظر إلي تلك المسافة الفاصلة بين المأزق الذي نحن فيه والمخرج الذي نرجوه أجد أن أكثر من ثلثي تلك المسافة هي تحديد أين الخلل


فمعرفة أين الخلل تجعلنا نقطع ثلثي الطريق للحل


كثير من الناس بل بات كل الناس يحلم بحياة تملأوها السعادة والأمن والحرية والرغد والصحة و...


كل الناس يرغب في ذلك ويرجوه ويتمناه


من الناس من يجعل ذلك في قالب أو يضع له عنوان ومنهم من لا يضع ذلك العنوان


وممن يضعون العنوان من يسمون تلك النعمة المرجوة والحياة المرغوبة بنظام الحياة الإسلامية أو فق شريعة الله أو وفق قانون السماء


مهما كان الشعار ومهما كان المسمي أو العنوان


تعالوا ننظر عن قرب ننظر إلي الداخل نحلل وندقق لنعرف أين الخلل


لا شك أن الحياة وفق معايير القرآن لها طعم آخر لها هدف سامي ومعني نبيل وغاية محمودة


ولاشك أن الجيل الأول الذي صنعه رسول الله صلي الله عليه وسلم كان مثاليا واقعيا


ولكن السؤال لماذا عجزنا القرون الطويلة عن إخراج جيل آخر يأخذ بزمام الجد ويرفع راية العمل ويعمل وينجح فيما يعمل

السؤال بطريقة أخري أين الخلل ؟



إذا كان العنوان الذي سنبحث من خلاله هو الحياة الإسلامية أو الدولة الإسلامية


فإن أول خطأ نقع فيه هو عدم فهم الحياة نفسها أو التطرق للدولة نفسها أحد شطري المعادلة


فالدولة الإسلامية = دولة + إسلامية


والحياة الإسلامية = حياة + إسلامية


والعجيب أن معظم - إن لم يكن الجميع - ممن يرفعون ذلك الشعار و يبحثون من تحت ذلك العنوان يسلطون الأضواء علي الشق الثاني من المعادلة فقط


وهذا هو الخلل
أين مفهوم الدولة أو معني الحياة لا يبحثون عنه !




علي خلاف هذا كان المؤسس الأول


علي خلاف هذا كان النبي الأعظم


علي خلاف هذا بُنيت أمة الإسلام ودولته


فلقد كان شاغل النبي الشاغل بعد الهجرة حال هؤلاء المهاجرين كيف يعيشون وقد تركوا أموالهم خلف ظهورهم فكانت المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار


اليوم حين يتحدث داعية أو شيخ كبير في مسألة من مسائل الحرام والحلال في أمر مثلا مثل الأموال فإنه لا يقف معك في نفس الخندق ويساعدك بل يقول الله هيرزقك هكذا ويتركك لشأنك

وحين تشتد المحن وتحتاج الأمة إلي فتاوي جريئة تحتاج إلي مخالفة أولي الأمر لا نسمع لهم صوتا أو ليس الله سيعصمهم


لماذا لم يقولوا لأنفسهم هذا الذي يقولونه ليل نهار ؟


فالخلل يقع حين نفكر في أحد شطري المعادلة دون الشطر الآخر


وينشأ عن هذا خلل آخر ألا وهو حين نفكر في الشطر الثاني من المعادلة كل يتصور أن الحل فردي وأنه هو صاحبه ويضيع علي الأمة قدراتها الكامنة وواقعها الثري وجميع مقدراتها الموجودة فعليا في حيز الوجود ونطاق الممكن


فمن يرفع ذلك الشعار وتلك الراية ما هي درايته عن الحياة وعن الدولة ومكوناتها


فالأمة تجميع لأشياء كثيرة ، وكما أن الأمة لاتضيع هكذا بالكلية ولا يضربها الفساد والمرض والإنهاك أيضا بالكلية


إنما يصيب بعض أجزائها الوهن ويلحقه الضعف ووظيفتنا أن نحدد أين الخلل


فالكل يتكون من أجزاء فعلينا إحصاء الأجزاء ودراسة الموجود لنعلم أين الخلل









هناك تعليق واحد:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية