الخميس، 12 نوفمبر 2009

البصيرة

البصيرة






حين تري ما لايراه الناس و تراه واضحا جدا في حين لايري الناس ما تقوله إلا ضربا من الخيال وشيئا من محال وحين يهرب الزمن فتأتي الحقائق كما كنت تراها عندها تكون أنت ذو بصيرة



فالبصيرة شيئ غامض يومض فجأة في عقلك لا تعرف له سببا مباشر أو سببا منطقيا فالعقل المنطقي يعمل بطريقة تعتمد علي شواهد وأدلة ثم يقيم نظرية أو تصور ثم يخبرك به أما البصيرة فشيئ وراء ذلك



إنها فوق مستوي الوعي والإدراك لذا تجدها دائما غير مبررة ، لو حاولت شرح السبب الذي أدي بك إلي ذلك لا تجده يسيرا وربما لا تجده أصلا






الوحي هو الإعلام بخفاء والبصيرة شيء يشبه الوحي شيئ يقذف في قلبك قذفا يحدوك حدوا ويسوقك سوقا للإعتقاد بشيئ ما أو لعمل شيئ ما






والبصيرة شمعة مرتعشة من السهل جدا أن تطفأ


لذا من أُعطي بصيرة نافذة في شيئ فليحافظ عليها






ولكن كيف يحافظ عليها ؟؟؟






أول شيئ تحافظ به علي بصيرتك هي أن تنفذها ولا تعطلها بذلك تشحذ بصيرتك


فكثير من الناس لديهم تلك البصيرة ولكنها تتطلب الخروج علي المألوف وأخذ موقف يخالف القطيع وعوام الناس وهذا صعب علي كثير من الناس وبالتالي تنطفأ شمعة بصيرتهم سريعا






لذا يجب عليك إذا ما أضاء الله عقلك بفكرة وأُلهمت إلهاما أن تسعي خلف بصيرتك وتحقق ما أضاء به عقلك






ثاني شيئ تحافظ به علي بصيرتك هي القرب من الله والاستعانة به وتتوكل عليه وتدعوه ليل نهار ألا يكلك إلي نفسك طرفة عين






ثالث شيئ تحافظ به علي بصيرتك حسن المقصد ونبالة الهدف وسمو الغاية كلما إنشغل ذهنك بهدف نبيل وغاية حميدة تفتق وعيك وأشتدت بصيرتك






وهنا لابد أن تعلم أن البشرية لم تتقدم يوما ما خطوة واحدة إلا بسعي أناس وراء بصائرهم






لقد سمي البصيرة مالكوم غلادويل بالتفكير اللماح أو قوة التفكير بدون تفكير






وإن كنت أخالفه الرأي إلا أن كتابه التفكير اللماح من أروع الكتب التي قرأتها والتي تبين كثير من الطرق العملية لإستشعار ولتقوية البصيرة لديك






ولجوزيه ساراماجو - الكاتب البرتغالي الحائز علي نوبل – رواية إسمها البصيرة






تحكي قصة بلد ذهبت يوم الإنتخابات لتدلي بأصواتها في عملية ديمقراطية ولكن 80 في المائة من الأصوات تركت الأوراق بيضاء إنهم صوتوا علي العملية نفسها ولم يصوتوا للمرشحين والقصة تبدو شيقة لم أنتهي منها بعد ولكن فكرتها رائعة


...






البصيرة هي المخرج مما نحن فيه نحتاج أن نعمل بصائرنا


فلقد قيدنا الواقع وقيدتنا الأعمال الكلاسيكية الروتينية التي لا تغني ولا تسمن من جوع

إذا أردت الحياة بل إذا أردت النجاة فعليك أن تعمل بصيرتك لا بصرك ولا عقلك







ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية