الاثنين، 13 ديسمبر 2010

فن القراءة الإبداعية 3

فن القراءة الإبداعية 3



زاوية النظر ودرجة الرؤية هذا آخر ما وقفت عنده في المقال السابق لذا دعونا نبدأ به ما الذي يحدد زاوية النظر ودرجة الرؤية ؟
إنه أنت


أنت هنا لا تعني رغبتك الواعية أو اختيارك بل تعني أكثر من ذلك تعني ثقافتك وخبرتك ونفسيتك تعني ميولك وأهوائك تعني روحك


فأنت من يحدد معاني الكلمات ويجعل لها سقفا أو يحبسها في أضيق نطاق


هذا الكلام مرعب ، لأنه يجعل من القراءة للتعلم أمر شديد الصعوبة وهو فعلا كذلك ، كنت بالماضي أعجب من كثير من الكتاب المشهورين بولعهم بالقراءة وحرفيتهم فيها وكثرة ما قرأوا ويقرأون بالمقارنة بإنتاجهم الهزيل أو عدم وجود بصمة تتناسب مع حجم مقرؤاتهم


فوجدت أنه يقرأ بروحه لا يقرأ بروح من يقرأ لهم


أي يضع حجابا كثيفا بينه وبين المعاني التي يمكن أن يحصل عليها من بعض أو كثير من الكتب التي صافحت عيناه خلال حياته الطويلة


فزاوية النظر ودرجة الرؤية يحددها عوامل كثيرة يمكننا أن نجملها بقولنا أنت ، أو روحك أو نقول بتفصيل ثقافتك أو ميولك انتماءك عقيدتك وأيدولوجيتك حالتك النفسية تجاربك وخبرتك طموحك وآمالك خيالك إدراكك وعيك أحلامك ....


إذن فإعداد النفس للقراءة الإبداعية يبدأ من الروح يعني تخليص الروح من الشوائب أو تزكية النفس وهذا ما كان يحض عليه سلفنا رضي الله عنهم ويقولون تخليص النية لله


فلو لم يكن لك نية في القراءة نية صادقة خالصة تغيرت زاوية النظر ودرجة الرؤية وهذا هو ما يؤدي في الحقيقة إلي الخلاف والاختلاف وإلي الشقاق


وكلما عملت علي تحسين نيتك وصدقت مع الله كلما تحسنت زاوية النظر وزادت درجة الرؤية أو الوضوح

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية