الأربعاء، 1 ديسمبر 2010

خدعة التكنولوجيا

خدعة التكنولوجيا



يلعب الغرب لعبة يحافظ بها علي تفوقه ويجعلنا دوما في الصف الأخير ، اليوم لدينا فرصة حقيقية لنتقدم للصفوف الأولي بل الصف الأول ولكن هذا يتوقف علي ثلاث أشياء ، وقبل أن أقول تلك الأشياء الثلاث التي سيتحدد عليها مصيرنا في الحاضر والمستقبل علينا أن نتعرض للعبة الغرب ونكشف زيفها


فالغرب لديه تقدم تقني وتكنولوجي ومعرفي لا ننكره ، يستغل الغرب ذلك التقدم ليروج لفكرة تقدمه الذهني والفكري والعقلي علينا وتلك مغالطة


فلدينا من العقول والكفاءات ما يضارع بل يفوق الغرب وسأبين ذلك بعد قليل حين أتكلم علي المحددات الثلاث التي تفرق وتفصل بيننا وبين التقدم


ثانيا يستغل الغرب تقدمه التقني لينتج سلع وخدمات ومع استخدامه لفكرة التفوق العقلي والذهني ومع بريق ما يصنع من أدوات وسلع وخدمات يجعلنا أسواق استهلاكية ، غرضها الأول والاخير هي الاستهلاك أو استخدام ما ينتجه الغرب من أدوات وخدمات بل تعدي الأمر إلي الافكار وأسلوب ونمط الحياة وهذا خطر كبير


حين أشاهد الوثائقيات المختلفة وأشاهد الطرح الذي يطرحه الغرب لتصور المستقبل أجده يكرر نفس النغمة ويلعب علي نفس الوتر


علينا أن نقف وقفة تأمل ننظر فيما ينتجه الغرب من منتجات وتقنيات ونسأل أنفسنا هل نحن في حاجة لها أصلا


هذا سؤال جد مهم بل خطير


بالأمس القريب ركبت السيارة مع أحد أصدقائي وأراد توصيلي وشغل جهاز GPS للملاحة وقال لي إلي أين تريد أن تذهب فقلت له علي وجهتي ورغم أنه يعرف بالضبط الطريق الموصل إلي وجهتي إلي أنه أراد أن يسترشد بهذا الجهاز ، طبعا الجهاز أخذ يشير إليه ولكني لاحظت أن المعلومات التي كانت تصلنا عبر الجهاز غير دقيقة وأحيانا خاطئة ومع ذلك أصر صديقي علي استعماله ونزلت وأخذت أتسائل لماذا كان يصر علي استخدامه رغم البيانات الخاطئة ورغم معرفته بالصواب !!!!


نعم أقر بإن الجهاز مفيد ولكن علينا أن نسأل مفيد لمن


الأمر الخطير هو أن الجهاز وليس هذا خاص بهذا الجهاز فقط بل كل التكنولوجيا التي يخترعها الغرب تميل إلي تقليل الانسان لاستخدامه لعقله حتي يعتاد استخدام تلك الادوات وغيرها وتلك هي الحيلة وبالتالي كلما قللنا اعتمادنا علي عقولنا كلما راجت فكرة أكثر بشاعة وهي الخطوة القادمة التي يحضر لها الغرب وهي الإنسان المعزز بشريحة إلكترونية
نهمل استخدام العقل الأصلي الحقيقي الطبيعي ونستخدم بدلا منه شرائح
يا الله كم في هذا من سخف
لكي تعلموا حجم المفارقة عليكم بمشاهدة الوثائقيات التي تتحدث عن العقل البشري وروعته وإعجازه إن الإنسان حتي ولو وقف علي رأسه هو وعلمائه ملايين السنين لا يستطيع أن يحاكي هذا العقل الذي منحنا الله إياه


فكيف بنا نترك الكنز الأصلي اللؤلؤ والمرجان والماس الطبيعي الذي يأتينا مع كل مولود ونستعمل قطع من زجاج مزخرف عالي التكلفة وحبل من حبال تقييد إرادتنا وصك يؤكد تخلفنا ويعززها

أما الثلاث محددات التي سيتوقف عليها مستقبلنا فهي :
1- ما سنركز عليه


2- ما معني الاشياء بالنسبة لنا


3- ما الذي سنفعله لتحقيق النتائج التي نتوخاها

هناك تعليقان (2):
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية