الأحد، 19 أبريل 2009

كيف ننصر هذا الدين ؟

كيف ننصرهذا الدين ؟

هذا عنوان ضخم ومع ضخامته لابد لنا من الحديث عنه ، إذ كوننا مسلمين وأن الإسلام الدين الخاتم ، آخر رسالات السماء لأهل الأرض ، ولن يقبل من أحد دين غير الإسلام قال الله تعالي " ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " وأن الدعاة والعلماء هم ورثة الرسول صلي الله عليه وسلم ،
كل هذا جعل من نصرة الإسلام والدعوة إليه أمر جلل

خدمة الإسلام والدعوة إليه كانت إشكالية كبيرة لدي التيار الإسلامي ، إذ خرجت بعض الدعوات برفع شعار طلب العلم ، وهو شعار محمود ومعناه صحيح بلا شك ، ولكن هل يصلح طلب العلم لكل الناس ، هنا وقع الإشكال فمن لم يستطع طلب العلم أخذ في التفلت شيئاً شيئاً حتي أصبح إلتزامه بالاسلام إلتزام ظاهري ، ظاهري فقط وأخذت تخبو جذوة الدعوة الإسلامية والحمية في نصرتها والبذل شيئاً فشيئاً حتي ماتت نارها

ولنصرة الإسلام طريقان لا ثالث لهما

أولهما : أن تبحث عن دورك أو صوتك الخاص بك ، فكل منا خًلق لوظيفة ولمهمة علي هذا الكوكب وأُعطي كل مايعينه علي القيام بها ، وكل ما عليه ان يبحث ويستكشف مهمته ، فإذا علمها فليلزمها ، ومن علامات التي تعين المرء علي استكشاف مهمته ، كل المقومات والهبات والعطايا التي وهبها الإنسان ، من قوة ومال وحسن سمت وعقل راجح وعلاقات طيبة وبشاشة وحسن سيرة وحسن عشرة ، كل شيئ وهبته هو لك معين علي مهمتك في هذه الحياة

ولكن انتبه التعرف علي مهمتك ليس بالأمر السهل بل يحتاج إلي جهاد ولقد قلتها مرات عدة وأعيدها لأهميتها تلك الآية الرائعة ذاك القانون البديع " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا " لن تعرف مهمتك ببساطة لا لابد أن تحمل هم الإسلام ليل نهار وتبحث في شتي الطرق وتخوض شتي المجالات والميادين حتي تتعرف علي صوتك ، علي الشئ الذي تستطيع خدمة الإسلام به ولا يستطيعه غيرك ،
وهذا يحدث علي مراحل فعليك باتباع العلامات والتيقظ والفطنة لكل مرحلة تمر بها ، فإن من حمل هم الإسلام وجاهد في الله لنصرة هذا الدين فإن الله يهديه السبيل ويعده له ، فتجد كل قول وكل فعل كل طريق يسلكه إنما هو لإعداده ، ولا يدرك المرء ذلك حتي تتضح مهمته في هذه الحياة فيربط بين الخيوط ليعرف كيف كان الله يعده ويهيئه " فكل ميسر لما خُلق له "


فعلي كل مرء أن يبحث عن دوره هو في خدمة الإسلام عن الكود الخاص به الذي يدخل به الجنة ألا وهو مهمته علي ظهر هذه الحياة الدنيا

الطريق الثاني : وهذا أكمل وأصعب ولا يستطيعه أغلب الناس ألا وهو أن تبحث عما يحتاجه الإسلام فتكونه
يا الله ما أروع هذا أن تبحث عما يريدك الإسلام أن تفعله إن أرادك عالماً كنته ، أو مجاهداً كنته ، أو داعية أو مهندس أو دكتور أو .....
أن تنظر بعين الاعتبار في مجالات القصور والضعف التي أصابت الأمة فتسعي لسدها

وهذا كان حال الجبلين الأشمين أبو بكر وعمر ، فأبو بكر الرجل الأسيف الرقيق أنظر ماذا حل به وأي أسد احتواه إيهابه عندما أطلت فتنة الردة برأسها إن عمر رضي الله عنه وهو ماهو لم يستطع أن يثنيه عن محاربة المرتدين ، وما ذلك إلا أن أبو بكر يعلم ماذا يريد الإسلام فيكونه
كذلك عمر حين ولي أمر المسلمين وكان يخافه الناس ويهابونه كيف أصبح بمنزلة الأب الشفيق علي رعاياه وكيف كان يعدل بينهم وينام في ظل شجرة هذا الاسد الغضنفر الذي كانت ترتجف من رؤيته الرجال وكان يخافه الشيطان فإذا رأياه في واد سلك واديا آخر
اللهم أرضي عن أبي بكر وعمر وعن سائر صحابة رسولك صلي الله عليه وسلم وعمن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين

فلنصرة الإسلام أبحث عن مجالات تفردك فاخدم بها الاسلام ، أو أعرف ماذا يحتاج الإسلام فكونه



ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية