الخميس، 16 أبريل 2009

الحياة الافتراضية

الحياة الافتراضية

الواقع الافتراضي و الحياة الافتراضية هي أحد تلك الوسائل التي ينتهجها البشر لإطلاق الخيال وتحرير العقل من أي قيد أو شرط
والخيال وتحرير العقل من قيود الواقع هي أهم سمات التغيير أو متطلباته

وقبل الكلام علي فائدة هذا المسلك أود أن أنبه لننتبه وأستوقفكم لحظة نفكر فيها أن هناك فرق ظاهر بين الرجل الغربي في تفكيره وبين المسلم في تلك الحياة الافتراضية ومعناها ، فالغربي المادي قد أسس وأصل لحياته هذه، الحياة الدنيا علي أنها أصل يتفرع عنه وذهب يمجدها ويحسنها تحسين من ليس له غيرها
اما المسلم فإنه يعلم علم اليقين بأن حياته الدنيا ماهي إلا حياة إفتراضية وإن الحياة الأخري هي الحياة الحقيقية

وهذا فرق جد خطير بين من يري الحياة الدنيا نفسها حياة إفتراضية وبين من يري الحياة هي المبدأ والمنتهي وينشأ لها واقع افتراضي ليحسن به الواقع الحقيقي ( إن لم يكن هروباً من الواقع الحقيقي )

هذا الفرق جعل الانسان الغربي يبحث ويتباحث يسعي ويأمل ينسي ويتجاهل أن للإنسان علي وجه هذه الأرض مدة معلومة وأجل مقضي وأن للإنسان دار أخري هي مسكنه ومأواه

فأخذ يبحث علي ظهر الكواكب هل هناك حياة وهل ممكن أن يحيي هو هناك ، وأخذ يضع المراصد الفلكية وينفق المليارات ببذخ وإسراف حتي يتصنت علي السماء عسي أن ترسل له كائنات أخري رسائل
وهذا فرع عن خلل ظاهر في معني الحياة
في الوقت الذي ينفق فيه هذه النفقة الباهظة ليبحث عن كواكب أخري تصلح للحياة أو كائنات أخري تسعي للتواصل أخذ يعيش في الأرض فسادا يثقب طبقة الأوزون التي تحمي الأرض ويفسد في مناخ الأرض ، يببد ثروات هذا الكوكب و يستهلك مقدراته ومدخراته

الآن .........

الآن أتكلم عن فائدة الحياة الافتراضية

لو أن الانسان عامة ، أعني الجنس البشري كله ، تعامل مع الحياة علي أنها حياة إفتراضية وهي كذلك لا ريب ، فأخذ يصلحها وينميها يستخرج كنوزها ومقدراتها وينفقه في صلاحها وإصلاحها عالماً بأن ذلك منه إنما هو إفتراضي وعلي قدر عمله في تلك الحياة الافتراضية ستكون سعادته في حياته الواقعية حياة الدار الآخرة ، لسعد البشر جميعاً

أي أن تلك الشعرة الفاصلة بين بني الانسان وبين السعادة هي هذا الإحساس بأن الحياة الدنيا حياة إفتراضية ينال فيها الانسان فرصة ليحيي حياة واقعية حقيقية علي أثر ما بذلوا وأنتجوا في واقعهم الافتراضي (الدنيا)

لذا " لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقي الكافر فيها شربة ماء "

لا تساوي شيئ تلك الحياة الافتراضية لا تساوي شيئ فالنعيم الذي يتنعم به الكافر ماهو إلا نعيم افتراضي غير حقيقي ، لذا ينال الكافر منه وليس له في الآخرة من خلاق

مع ذلك فعلينا في تلك الحياة الافتراضية واجب العمل والكد فيه إذ حياتنا الحقيقية متوقفة علي إحساننا وجهدنا وعملنا في تلك الحياة الافتراضية

لذا علينا العمل قبل أن تظهر علي شاشات حياتنا تلك الرسالة GAME OVER

هناك تعليق واحد:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية