الخطأ القاتل والخطأ المزدوج
خلال معركة الحياة والصراع الدائم الأزلي مع إبليس يمكننا حصر أخطر مواطن الزلل في شيئين أحدهما الخطأ القاتل ، والثاني هو الخطأ المزدوج
خلال معركة الحياة والصراع الدائم الأزلي مع إبليس يمكننا حصر أخطر مواطن الزلل في شيئين أحدهما الخطأ القاتل ، والثاني هو الخطأ المزدوج
ولكن ما هو الخطأ القاتل ؟
وماهو الخطأ المزدوج ؟
أما الخطأ القاتل فهو توسيع دائرة التحريم ، والخطأ المزدوج استحلال الحرام
فالله عز وجل حين أوجب علينا هذه الحياة إختباراً وإبتلاءاً ، حرم علينا أشياء ، وقال لنا لا تقربوها ، تلك إذن حدود الله لا يجب علينا أن نتعداها
ولكننا أثناء تلك الحرب الطاحنة يظفر إبليس من بعضنا بأن يروج له هذا الخطأ القاتل فيجعله يزيد في دائرة الحرام شيئاً فشيئاً حتي يوقعه في العنت والمشقة
مثال مهم لدينا قضيتين خطيرتين في الحس الإسلامي ، ألا وهما الصور والموسيقي
فنحن نعلم وجود نصوص صحيحة صريحة بحرمة التصوير والموسيقي والتصوير هنا يعني الرسم وليس الصور الفوتوغرافية
إذن رسم وجوه الأشخاص حرام ، وكذلك الموسيقي وهذا ما عليه أهل العلم رحمهم الله تعالي
الخطأ القاتل هنا هو تحريم الفن عامة
في كلام لابن عباس رائع ونفيس قال لأحد المصوريين ارسم الشجر ومالا روح فيه
فحجب كل انواع الفن وتوسيع دائرة التحريم خطأ قاتل إذ الفن متنفس عاطفي يزكي الوجدان وتحتاجه النفس فالأولي بنا والأجدر الوقوف مع ما ثبتت النصوص بحرمتة فقط ولا نوسع دائرة التحريم
وهذا النوع من الخطا وُجد في عصر النبي صلي الله عليه وسلم
ففي الصحيحين " أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال أحدهم : أما أنا فأصوم لا أفطر ، وقال الآخر : أما أنا فأقوم لا أنام ، وقال الآخر : أما أنا فلا أتزوج النساء ، وقال الآخر : أما أنا فلا آكل اللحم فقام النبي صلى الله عليه وسلم خطيبا فقال : ما بال رجال يقول أحدهم كذا ، وكذا لكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء وآكل اللحم فمن رغب عن سنتي فليس مني "
وذلك منهم حين تقالوا عبادتهم فأرادوا أن يزيدوا في العبادة بتوسيع دائرة التحريم علي أنفسهم فنهاهم الرسول عن ذلك صلي الله عليه وسلم و تصدي لهم
علي النقيض من ذلك أقوام آخرون تقع في الخطأ المزدوج وهو تحليل الحرام والتجاوز والتهاون فيه باستحلال الحرام الثابت حرمته بنص صحيح عن الله وعن رسوله صلي الله عليه وسلم
فتجد هؤلاء يقولون الغناء والموسيقي جائز وإيش فيه ، العصر تغير وحجج ما أنزل الله بها من سلطان
ولقد تنبأ رسول الله بأمثال هؤلاء
ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف "، رواه البخاري من حديث أبي مالك الأشعري رضي الله عنه،
ولنا من قصة آدم عليه السلام ونزوله للأرض عبرة ، فلقد كانت معصيته من الجنس الثاني وهي الأكل من الشجرة المحرمة وهذا هو الغالب علي بني آدم وهو مع مافيه ، إلا أن النوع الثاني أشد خطراً علي الأمة في مجموعها إذ صاحبه يظن أنه يتقرب إلي الله بفعله ، أما فاعل المحرم فهو مهما فعل يظل في قلبه شيئ يشعره بأن ما يفعله مخالف لقول النبي صلي الله عليه وسلم فيرجي له الإقلاع والتوبة
ومن قصة آدم ، آدم عليه السلام لم يخلو من تكليف ومن أمر بمنع الأكل من الشجرة فكل محرم علي بني آدم هو من جنس الشجرة بالنسبة لباقي المباحات التي أحلها الله لنا
فهلا نترك أكل الشجرة
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات