الأحد، 12 أبريل 2009

خواطر حول التغيير 2

خواطر حول التغيير 2

كنت منذ عدة ساعات أشاهد فيلم the fly الفيلم حائز علي جائزة أوسكار وهو خيال علمي بيتحدث عن إختراع آلة يمكن عن طريقها نقل الاشياء من مكان إلي آخر ، الفيلم جيد ، بعد انتهاء الفيلم أخذت كتاب من المكتبة أقرأ فيه وقع اختياري علي كتاب اسمه الطريق إلي السوبر مان تأليف رامز نام وترجمة دكتور أحمد مستجير ، بدأت أقرأ فيه بعد عدة صفحات انتابتني مشاعر غريبة
مشاعر مفادها صعوبة التحديات القادمة ، وأهمية خيارنا الذي نختاره اليوم لنصل من خلاله إلي الغد

الوضع حرج والوقت حساس ، في الوقت الذي نلهو فيه ونلعب الشغل علي قدم وساق في بقاع كثيرة من العالم والتغييرات التي ستحدث عما قريب في شتي المجالات ستكون حقا مذهلة ، فنحن أمام طفرة أخري من طفرات العلم ، مما جعل ذهني ينشط في إعادة طرح قضية التغيير برمتها بطريقة جديدة وبأفكار أخري

قادني إلي ذلك ما سبق أن نوهت عنه ، مع جملة قرأتها في رواية الصمت
تقول إن مانحتاجه هو أن نفعل الشيئ في الوقت الحاسم وبالاصرار الكافي

فكلنا يتلكأ حتي يوشك الوقت علي النفاد إن لم ينفد بالفعل ، كما إننا لا نفعل الشيئ بالاصرار الكافي

لذا هاهي خواطر حول التغيير 2

أشد عائق لعملية التغيير سواء التغيير الشخصي أو التغيير علي مستوي الأمة هو العائق الذهني ، وأعني بالعائق الذهني هو اعتقاد إمكانية التغيير

فمن يعتقد أن الأمر مستحيل صار الأمر مستحيل بالنسبة إليه

ومن يعتقد أنه ممكن جائز صارالأمر كذلك

وذلك ببساطة أنه حين يعتقد العقل أن الشيئ مستحيل ينصرف عن المحاولة ولا ينشغل بالتغيير فلا يري الفرص المتاحة والمتغيرات الحادثة التي تقلب الوضع رأساً علي عقب

اما حين يعتقد العقل إمكانية التغيير فإنه ينتقل إلي البحث عن كيف فينشغل كلية بكيف التي تقوده إلي دروب وسبل التغيير وملاحظة الفرص السانحة والمتغيرات التي تسهل عملية التغيير

من عدة سنوات أهداني أحد أساتذتنا كتاب من تأليفه مطبوع عن التربية قرأت حوالي نصفه ولما قابلته سألني عن رأي فقلت له بعض ملاحظاتي التي منها أني لم أشتم في الكتاب روح التغيير ، بمعني أني لا أجد هناك فرق بينه وبين كتابات التربويين الأكادميين ، ولا أجد روح إسلامية تغييرية في الكتاب ، أي أنني لم أجد تلك النقلة النوعية المفروضة التي تقرب علوم التربية إلي العقلية الاسلامية فقال لي إن ذلك مستحيل نعم قال لي باللفظ مستحيل ، فهو حين بدأ يكتب إعتقد أنه مستحيل أن يحدث نقلة نوعية في علم التربية فأخذ ينقل من هنا ومن هناك فجاء الكتاب كما قال واعتقد ، عندها في الواقع قبلها لم استطع أن أكمل قراءة الكتاب

حين أسرح بخيالي في تربية الرسول صلي الله عليه وسلم لأصحابة أجد المعني الذي كان يرسخه في نفوسهم وكان يتجلي في كل موقف وكل فعل وكل قول لهم هو أنه حادث لا محالة أنهم ممكنين بإذن الله وأن الأمر مجرد وقت وسعي لحصول ذلك وكان يتحدث بيقينية المنتصر بأبي هو وأمي ، ألم يرسل الرسل بالكتب إلي ملوك الأرض يدعوهم إلي الإسلام وإلا تقطعت أوصال ممالكهم ، هذا الذي بالأمس كان يخاف أتباعه علي أنفسهم الهلكة يذهبون بكتاباته في شتي بقاع الأرض يدعون ملوكها إلي الإسلام

فحين تسيطر علي العقل الإسلامي فكرة إنه ممكن يتحرر من كل قيود الواقع ويصنع المعجزات الخالدة التي لم يسجلها التاريخ لأي أمة غير أمة الإسلام

فاول شيئ يجب عليك إعتقاده لإحداث تلك النقلة النوعية في حياتك وفي تاريخ أمتنا هي إعتقاد إنه ممكن

بل إعتقاد أنه واجب ، لم يعد لدينا وقت نتجادل في إمكانية التغيير وجوازه وهل هو ممكن أم لا ، بل إني أري أن الاعتقاد الصحيح في تلك المسألة هي اعتقاد وجوب التغيير وضروريته

فإذا كان الأمر كذلك وهو كذلك دعوني أطرح تلك الأسئلة

هل التغيير يحتاج إلي إمكانيات ؟
هل ممكن حدوثه الآن ؟
هل يحتاج إلي وقت ومراحل ؟

من المفاجئات المذهلة حين تسرح تفكر وتتأمل في عملية التغيير أنك تجد أن التغيير يحدث لحظي بمعني بمجرد اعتقاد العقل إمكانية حدوثه فإنك تكون قد تغيرت أي بزوال الحاجز العقلي والنفسي عن عملية التغيير تبدأ عملية التغيير

فالتغيير يحدث حالاً ولكن ما يحتاج إلي وقت هو التطوير والنمو

كذلك لا يحتاج التغيير إلي إمكانيات فكل ما تحتاجه لعملية التغيير هو إستخدام ماهو بالفعل لديك وتحت سلطانك
إذ من القواعد الشرعية المقررة أنه لا تكليف إلا بمستطاع فإن كان الله كلفنا خلافة الأرض وجعلنا خير أمة أخرجت للناس وطلب منا قيادة هذا الكوكب وفق سنته وشرعه الذي شرعه لنا فمعني ذلك أننا نستطيع أن نفعل ذلك وأننا لا نحتاج إلي شيئ خارجي ليس عندنا ولا نستطيعه

"لا تكليف إلا بمستطاع " إذ التكليف بما لايطاق ولا يستطاع عبث لا يجوز علي الله سبحانه وتعالي

إذن كيف نبدأ عملية التغيير بخطوات بسيطة حالاً ؟

1- راجع قاموس مصطلحاتك التي تستعملها يوميا فإنه مدخل عملية التغيير ، فإن من قاموسه اليومي لا أستطيع لا أقدر غير ممكن صعب ، مستحيل لا فائدة ، أو من تدور مصطلحاته وألفاظه اليومية حول الفشل أو الحزن أو الاكتئاب أو الملل
فإنه ببساطة لن يستطيع إحداث تغيير حقيقي في حياته حتي يغير ذلك القاموس بقاموس آخر يشع تفاؤل وأمل ونشاط وحيوية وروعة وبهجة


لي صديق كلما أتيته بشيئ ممتاز ورائع قال مادحا " مش وحش "

فلفظ مش وحش هو لفظ سائد في كلامه فتتحول حياته حول هذا المعني السائد في قاموسه اليومي
وأعرف غيره اللفظ السائد عنده لفظ رائع

وهكذا أحصي الالفاظ السائدة في كلامك في اليوم والليلة وقم بتغييرها بألفاظ وكلمات ما ترجوه وتأمله
فالألفاظ هي التي تضع حدود وأطر لعمل العقل الذي يقود عملية التغيير

2- الأصدقاء : إهرب من الاصدقاء الذين لا يعتقدون سهولة التغيير أو إمكانيته أو ضرورته فهؤلاء أكثرهم محبطين يضعون في حياتك العراقيل أولها الذهنية وثانيها وثالثها ورابعها عراقيل فعلية إذ تدور أحاديثهم بل تدور حياتهم في حلقات مفرغة من المعني ، وكما قيل نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل

3- الجرائد والمجلات : الصحف اليومية سيان الحكومية أو المعارضة هي من عوائق التغيير عليك بهجرها واستبدالها بالكتب فلو أنك كنت تشتري الجرائد يوميا فإن هذا يعني أنك تنفق حوالي 30 جنيه او أكثر في الشهر ومن الناس من يشتري أكثر من جريدة ، فلو أنك وفرت هذا المبلغ من المال فقط وأعددته لشراء الكتب وأخذت تكون مكتبة متنوعة في شتي علوم وفنون الحياة لتم لك ذلك ببساطة
خذ علي سبيل المثال مطبوعات الهيئة المصرية العامة للكتاب فإنها مشروع قومي ضخم يطبع بأسعار زهيدة روائع الكتب والمصنفات خاصة الكتب المترجمة وكذلك كتب مهرجان القراءة للجميع وكذلك سور الأزبكية فهناك كثير من المكتبات تعرض أي كتاب بجنيه وبها كتب رائعة ممتعة في شتي العلوم والمعارف،
وحين تستبدل قراءة الجرائد بالكتب فإنك تستطيع ان تقرأ كل يومين او ثلاث كتاب يعني في شهر حوالي عشر كتب يعني في سنة 120 كتاب ، يعني انك في ظرف سنة واحدة تستطيع أن تنتقل إلي صفوف المثقفين الكبار بقرائتك 120 كتاب متنوع في شتي ميادين الحياة والمعرفة

4- التليفزيون والقنوات : يعج التليفزيون بآلاف التفاهات والهيافات المضيعة للأوقات والحياة ، خذ هدنة من التلفزيون أو إن استطعت أن تتحكم فيما تراه وهذا ممكن فإنه يمكنك أن تختار ما يساعدك علي التغيير وليس العكس ، وإن كان المادة الجيدة المحدثة أثر فعال قليلة جدا إن لم تكن نادرة في الاعلام المرئي ، وهي أكثر ما تكون في الكتب

هناك تعليق واحد:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية