إن يشأ يسكن الريح
مرت هذه الآية في بضع أيام عدة مرات علي وهي قوله تعالي : " إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد علي ظهره " الآية 33 سورة الشوري
خطف ضوئها بصري آخر مرة ولكني أغمضت عيني وأكملت القراءة دون أن أتوقف وأتأمل فيها ، أما اليوم فعندما مرت بي وقفت معها أتأمل سر ضوئها الخاطف الذي يكاد يذهب بالأبصار
تخيل السفينة التي تمخر عباب البحار
حين تبني سفينة أو تركب سفينة كل ما عليك فعله بعدها أن تتخيل وصولك آمن إلي غايتك ونهاية رحلة سفينتك
ظانا ظن يقرب من اليقين أنك فعلت ما هو سبب وصولك إلي بر الأمان ونهاية مقصودك من رحلتك ، ناسيا أو جاهلا السبب الحقيقي لوصولك إلي غاياتك عبر تلك السفينة
ألا وهو الريح التي يرسلها الله فتحملك إلي مقرك وغايتك فلولا تلك الريح لظلت السفينة راكدة علي ظهر الماء ولم تتحرك قيد أنملة
أليست هذه آية لك تتدبر فيها
نعم
بل آيات ولكن آيات لمن ؟
آيات لكل صبار شكور
فإذا تحليت بالصبر والشكر وأصبحت ملازما لهما علمت أن سفينتك التي تحمل عليها روحك وتذهب بها إلي ربك إنما يبعث الله لها الريح فتصل سفينتك إلي بر أمانها ولولا الريح (الإرادة والعزم )التي يهيجها الله علي سفينتك لظلت تلك السفينة راكدة علي ظهر الماء ( الرغبة والأماني )
أنظر كيف يرسل الريح فيوصلك إليه فإذا وصلت إليه كافئك ومدحك وأجزل لك العطاء والمثوبة هذا هو ربك وآلهك "إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد علي ظهره "