كوكو سودان كباشي
الخميس الماضي وعند سفري أخذت معي كتاب قصص قصيرة لألبروتومورافيا
فالقصص القصيرة لا تشعرك بالملل ولكني وأنا بالمحطة ذهبت لأكشاك المكتبات انظر ما الجديد
وجدت مسرحيتين بعنوان اللمس وأخري بعنوان صاحية ونعسان لملحة عبد الله الكاتبة السعودية ورواية كوكو سودان كباشي لسلوي بكر
قررت أن أبدأ بهما قرأت قبل ميعاد القطار ما يقرب من نصف اللمس وفي القطار أنهيتها وأنهيت صاحية ونعسان
ثم أخذت أفكر طبعا أنا لا أعرف شيئ عن ملحة عبد الله
واضح من المسرحيتين أن الكاتبة لديها أسلوب ولكني لم أجد قضية أو بعبارة أدق فكرة قديمة وقضية مستهلكة
في هذا العصر الذي نحياه هل نحتاج حقا لمثل تلك الكتابات أم أنه وقت فاضي يملأه الكاتب بأي شيئ وكذلك القاريئ يملأه أيضا بأي شيئ
وفكرني ذلك بمسرحية أخري بعنوان تحت القبة من إصدارات وزارة الثقافة أيضا فكرة قديمة مستهلكة
لا أنكر خفة دم الكاتب ولكن أين القضية وأين الواقع وأين صراعنا فيه ومعه لتغييره
العجيب أن المسرحيتان السابق ذكرهما لملحة عبد الله مطبوعة ضمن سلسلة الجوائز وأنها أخذت عليهما جائزة
تُري من الذي يعطي الجوائز وعلي أي شيئ يعطي جائزة
هذا وطننا نراه ونسمع همسه وهؤلاء هم كتابنا الذين يحصدون الجوائز علي ماذا علي بقاء الوطن في الصورة التي نراها لا تسر عدو أو حبيب
لا أنكر أني أُحبطت خاصة وأني مع قرب دخول رمضان ألملم الكتب من هنا وهناك لتقبع علي الرف فأنا في رمضان لا أقرأ إلا القرآن – إن شاء الله – ثم ذهبت إلي البيت وأثناء الليل قرأت شيئ من كوكو سودان كباشي لسلوي بكر وفي طريق العودة للقاهرة قرأت معظمها
وكأن الله شهد حالتي فأراد أن يخفف عني بعض ما أجد فرواية كوكو سودان كباشي شيئ آخر فلقد سحرتني سلوي بكر بأسلوبها البديع وهي تحكي قصة خالدة تلك المحامية التي تعيش مع عمتها وأخذت تذهب بي يمنة ويسرة وهي تنسج بحرفية عالية أشخاص روايتها وتسحبني ببطأ لقضيتها
فالرواية هذه هي التي تستحق الجوائز
ولكن ما القصة ؟
ما قصة الرواية تحكي بها سلوي بكر قصة الأورطة المصرية وحرب المكسيك فأغلبنا لا يعلم شيئ عن ذلك هل حارب شيئ من الجيش المصري في المكسيك
نعم تلك هي القصة ولكن سلوي بكر تجاوزت الحد الشخص لتعبر إلي الحد الإنساني وقصة العبيد وقصة البشر
وملمح رائع في قصتها أنها لم تكتفي بالسرد ، سرد الواقع المؤلم لجعل الناس يخوضون حربا ويقاتلون عدوا لا يعرفونه ولا ضغينة في الاصل بينه وبينهم ، جنود يقاتلون حتي الموت ، ليس في السودان حتي ، لأجل حاكم الخرطوم وليس في مصر لأجل عيون الخديوي وليس في استانبول لأجل الحفاظ علي الخلافة وبابها العالي ، ولكن في المكسيك لأجل فرنسا ولأجل إمبراطورها نابليون الثالث
لأجل أن يحصل ملك فرنسا علي مزيد من نبيذه الفاخر في كأسه الكرستالي ويتمكن من مص دماء عبيد آخرين لن تغيب آثار دمائهم المسفوحة عن أطباقه وأوانيه الفضية أثناء الطعام ، ولكي تتمختر امرأته وأمثالها في أثوابها الحريرية الفضفاضة
ولكنها لم تحكي التاريخ وسكتت ، لم تكتفي بمصمصة الشفاة وأسالت العبرات علي ذلك بل أقامت محاكمة لهم وحكمت عليهم هنا الملحظ المهم ليس الكاتب هو من يحكي الأمر ويمر بل يقف يحكم ويقضي ليكون في القصة معني
حكت المحاكمة في أسلوب رائع وهي تقص رؤية رأتها خالدة وهي نائمة كان المتهمون فيها ملك فرنسا والخديوي سعيد والخديوي إسماعيل
ثم أو ضحت موقفها من المنظمات الحقوقية وعملها
تلك إذن رواية لصاحبتها رؤية ولها قضية كما أن لها أسلوب بديع رائع ليتنا نحن من نعطي الجوائز إذن لأعطيناها هي الجائزة
الخميس الماضي وعند سفري أخذت معي كتاب قصص قصيرة لألبروتومورافيا
فالقصص القصيرة لا تشعرك بالملل ولكني وأنا بالمحطة ذهبت لأكشاك المكتبات انظر ما الجديد
وجدت مسرحيتين بعنوان اللمس وأخري بعنوان صاحية ونعسان لملحة عبد الله الكاتبة السعودية ورواية كوكو سودان كباشي لسلوي بكر
قررت أن أبدأ بهما قرأت قبل ميعاد القطار ما يقرب من نصف اللمس وفي القطار أنهيتها وأنهيت صاحية ونعسان
ثم أخذت أفكر طبعا أنا لا أعرف شيئ عن ملحة عبد الله
واضح من المسرحيتين أن الكاتبة لديها أسلوب ولكني لم أجد قضية أو بعبارة أدق فكرة قديمة وقضية مستهلكة
في هذا العصر الذي نحياه هل نحتاج حقا لمثل تلك الكتابات أم أنه وقت فاضي يملأه الكاتب بأي شيئ وكذلك القاريئ يملأه أيضا بأي شيئ
وفكرني ذلك بمسرحية أخري بعنوان تحت القبة من إصدارات وزارة الثقافة أيضا فكرة قديمة مستهلكة
لا أنكر خفة دم الكاتب ولكن أين القضية وأين الواقع وأين صراعنا فيه ومعه لتغييره
العجيب أن المسرحيتان السابق ذكرهما لملحة عبد الله مطبوعة ضمن سلسلة الجوائز وأنها أخذت عليهما جائزة
تُري من الذي يعطي الجوائز وعلي أي شيئ يعطي جائزة
هذا وطننا نراه ونسمع همسه وهؤلاء هم كتابنا الذين يحصدون الجوائز علي ماذا علي بقاء الوطن في الصورة التي نراها لا تسر عدو أو حبيب
لا أنكر أني أُحبطت خاصة وأني مع قرب دخول رمضان ألملم الكتب من هنا وهناك لتقبع علي الرف فأنا في رمضان لا أقرأ إلا القرآن – إن شاء الله – ثم ذهبت إلي البيت وأثناء الليل قرأت شيئ من كوكو سودان كباشي لسلوي بكر وفي طريق العودة للقاهرة قرأت معظمها
وكأن الله شهد حالتي فأراد أن يخفف عني بعض ما أجد فرواية كوكو سودان كباشي شيئ آخر فلقد سحرتني سلوي بكر بأسلوبها البديع وهي تحكي قصة خالدة تلك المحامية التي تعيش مع عمتها وأخذت تذهب بي يمنة ويسرة وهي تنسج بحرفية عالية أشخاص روايتها وتسحبني ببطأ لقضيتها
فالرواية هذه هي التي تستحق الجوائز
ولكن ما القصة ؟
ما قصة الرواية تحكي بها سلوي بكر قصة الأورطة المصرية وحرب المكسيك فأغلبنا لا يعلم شيئ عن ذلك هل حارب شيئ من الجيش المصري في المكسيك
نعم تلك هي القصة ولكن سلوي بكر تجاوزت الحد الشخص لتعبر إلي الحد الإنساني وقصة العبيد وقصة البشر
وملمح رائع في قصتها أنها لم تكتفي بالسرد ، سرد الواقع المؤلم لجعل الناس يخوضون حربا ويقاتلون عدوا لا يعرفونه ولا ضغينة في الاصل بينه وبينهم ، جنود يقاتلون حتي الموت ، ليس في السودان حتي ، لأجل حاكم الخرطوم وليس في مصر لأجل عيون الخديوي وليس في استانبول لأجل الحفاظ علي الخلافة وبابها العالي ، ولكن في المكسيك لأجل فرنسا ولأجل إمبراطورها نابليون الثالث
لأجل أن يحصل ملك فرنسا علي مزيد من نبيذه الفاخر في كأسه الكرستالي ويتمكن من مص دماء عبيد آخرين لن تغيب آثار دمائهم المسفوحة عن أطباقه وأوانيه الفضية أثناء الطعام ، ولكي تتمختر امرأته وأمثالها في أثوابها الحريرية الفضفاضة
ولكنها لم تحكي التاريخ وسكتت ، لم تكتفي بمصمصة الشفاة وأسالت العبرات علي ذلك بل أقامت محاكمة لهم وحكمت عليهم هنا الملحظ المهم ليس الكاتب هو من يحكي الأمر ويمر بل يقف يحكم ويقضي ليكون في القصة معني
حكت المحاكمة في أسلوب رائع وهي تقص رؤية رأتها خالدة وهي نائمة كان المتهمون فيها ملك فرنسا والخديوي سعيد والخديوي إسماعيل
ثم أو ضحت موقفها من المنظمات الحقوقية وعملها
تلك إذن رواية لصاحبتها رؤية ولها قضية كما أن لها أسلوب بديع رائع ليتنا نحن من نعطي الجوائز إذن لأعطيناها هي الجائزة
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات