خواطر ما قبل رمضان

خواطر ما قبل رمضان

اليوم تجول الخواطر والأفكار بذهني عنيفة عميقة إستعدادا لرمضان
وأول هذه الخواطر :

في أي المصحفين أقرأ ؟

لدي مصحفين من القطع الكبير أقرأ فيهما في رمضان أحدهما في طنطا والآخر في القاهرة ولكن أحدهما أنا الذي اشتريته من نقودي والآخر أُهدي لي من صديق حين علم بأني أحب هذا الحجم وهذا الرسم فأعطانيه

وسر هذا الخاطر أيهما أكثر ثوابا خاصة في رمضان وأنا أزيح عني كل ما يلهيني عن كتاب الله ، فلو كانت قرائتي في المصحف الذي دفعت وهبته بنفسي أكثر ثوابا لي لماذا أقرأ في المصحف الآخر أو علي الأقل أجعل أكثر القراءة فيه علي الأقل

هذا هو الخاطر الذي أخذ يدق علي خلوة تأهبي واستعدادي لرمضان ويسرب لنفسي نوع من القلق أن أُغبن في هذا الموسم العظيم

فلما أخذت أفكر في الأمر كان من رحمة الله وتوفيقه أني لو أصلحت نيتي في القراءة من المصحف المهدي لي ربما كان أكثر ثوابا عما اشتريته ولكن
وكيف ذلك ؟

قلت في نفسي لو أني نويت حين أقرأ في المصحف المهدي لي أن يأخذ صديقي الثواب فأجعل من قرائتي فيه باب يأخذ هو منه الأجر ولولا قرائتي فيه لما أخذ هذا الثواب – الذي يعادل قرائتي نفسها – فالدال علي الخير كفاعله لا ينقص من أجره شيئ ، وبالتالي فيكون أجر صاحبي مثل أجر قرائتي لا ينقص من أجر قرائتي شيئا
وهذا الثواب الذي أعطيه إياه فبنيتي في إكسابه هذا الأجر ربما كان لي أجر علي هذه النية وربما تعدل نفس أجره دون أن أنقص من أجره شيئ
أي أنه ربما كانت النية سببا في مضاعفة أجري وإعطاء أجر عظيم لصاحبي والله يضاعف لمن يشاء فتوكلت الله ونويت أن أقرأ في مصحف صاحبي بنية إعطاءه الثواب . والله المستعان

ذكرني هذا الخاطر بصديق لي رحمه الله اسمه محمد نافع وهو رجل لا أنساه أبداً ففيه كرم ككرم الصحابة رضي الله عنهم أجمعين كنت إن لمست شيئ ونحن جلوس سويا أو مدحت شيئا له وهبنيه وعزم علي عزما شديدا في ذلك حتي تجدني مضطرا لأخذه لفض النزاع معه ولإسكات غضبه من رفضي أو ردي له

ومن هذه المرات مسكت مصحفه ذو القطع الصغير فوهبنيه وأخذ يلح علي فيه حتي أخذته ثم دار الزمان دورته وجاء رمضان مقبل كعادته فقلت له إن المصحف الذي وهبتني إياه قد تقطعت منه صفح فهبني غيره حتي لا ينقطع أجرك في قرائتي فيه فأخذه السرور العظيم وسارع إلي ذلك
اللهم إني أشهدك أني كنت أحبه فيك اللهم أجعل مثواه جنات النعيم