الاثنين، 4 أكتوبر 2010

العقاب

العقاب

كلما ذهبت وراء تلك الكلمة أبحث عن معناها كلما ظهر لي أشياء لم تكن في الحسبان ولم تخطر لي علي بال
فالعقاب قد يظهر في صور شتي ، صور تعجز عن تخيلها ، صور في ظاهرها النعمة والمكافئة وفي باطنها النقمة والعقاب
والعقاب يختلف باختلاف المعاقب ( بفتح العين ) فهناك أشياء تكون عقاب لأناس ولغيرهم مكافئة ، وهذا شئ مرعب حقا كيف تتأكد أن ما أصابك نعمة حقيقية ولم يكن استدراجا وعقاب
مبدئيا تعرف أن الشئ عقابا أو استدراجا أو نعمة حقيقية برد فعلك عليها وأثرها عليك ، فكل ما قربك إلي الله وزاد من يقينك ومن عبادتك وخشوعك وتواضعك فلتعلم أنه نعمة علي التحقيق ولو في ثوب عقاب أما ما يجعلك تطغي وتستكبر وتشط وتتعالي وتنسي نفسك فلتعلم أنه عقاب ولو جاءك في صورة النعمة من زيادة المال أو الجاه أو الولد أو أي شئ من أمور الدنيا


والعقاب قد يكون بما طلبته بغير طريقه المشروع فتأخذه فيكون فيه هلاكك فتقاسي منه بعدما قاسيت من أجله ويرهقك أمره بعدما أتعبك الحصول عليه من ذلك أن الرجل يطلب الحكم والملك بغير طريقه المشروع فلا يعدل فيعاقب بأنه لا يقيل ولا يستقيل وتأتي أيام الراحة فلا يجدها بل يظل يمارس هذا الدور الذي كان وقتا ما مرغوبا فيه ، فبعد زوال الصحة والعافية ورحيل السنين يكون أقسي أنواع العقاب أنك لا تستطيع أن تستريح


فالعبرة في العقاب بالمآل وليس بظاهر الحال ، فالمال الذي لا تؤدي شكر الله فيه بالإنفاق منه علي المستحقين هو في الحقيقة نقمة لا نعمة بل عقاب إذ سيأتي عليك يوم تحاسب فيه عن كل مليم وسحتوت ودرهم ودينار خاصة حين تموت الناس جوعا وأنت تكتنز الذهب والفضة قناطير مقنطرة ، لم يخلق الله المال للاكتناز بل للإنفاق


وكذا الصحة وكذا كل ما نفعه متعدي للغير إن حبسته علي نفسك تحول إلي نقمة مثل العلم والقوة والنفوذ وغيره ...
لذا حدثنا القرآن في قصصه وما أروع قصص القرآن عن ثلاث أحداث حين تنظر إليها لا تعرف حقيقتها حتي تعرف الخلفية التي تحكم الاحداث وهي قصة موسي عليه السلام مع الخضر
فخرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار أحداث غير مفهومة دون معرفة المآلات
والعقاب شئ آخر غير الابتلاء إذ الابتلاء الغرض منه الاختبار وبعد الاختبار يكافئ الناجحون ويعاقب العاصون فالعقاب هي نتيجة لفشل في الاختبار ،
فهل احتلال فلسطين والتنكيل بأهلها من قبل اليهود هو عقاب لليهود أنفسهم وابتلاء للمسلمين تعالوا نفكر سويا كيف يكون ذلك ؟
يكون ذلك لو أفاق المسلمون ولقنوا اليهود الدرس عندها يكون احتلال اليهود لفلسطين عقابا لهم وابتلاءا للمسلمين

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية