بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله وعلي اله وصحبه ومن والاه اما بعد
بداية الحكاية
قال الله للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة
وهذه أول قصة الإنسان
هنا الملائكة إستفسرت وتسائلت
وقالت لله سبحانه وتعالي أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك؟
ظنت الملائكة أن الغرض من خلق الإنسان أن يسبح الله ويقدس له
وطالما أنها تسبح وتقدس بلا فتور أو تواني أو تقصير أو ملل
فلماذا إذن خُلق الإنسان ؟
ثم لماذا إرساله للأرض ؟
بل هناك معلومات لدي الملائكة عن كوكب الأرض تقول بأنه قد سكن هذا الكوكب سابقا مخلوقات أخري
وأنهم أفسدوا فيها وسفكوا الدماء
إذن الإنسان ليس أول مخلوق يطأ كوكب الأرض
بل سبقنا علي هذا الكوكب كائنات أخري
هل هذه الكائنات عاقلة مكلفة ؟
ما طبيعتها ؟ ما طبيعة مهمتها علي الكوكب الذي سيهبط عليه الإنسان ؟
لم تصلنا أي معلومات تفصيلية عن هذه الكائنات
إلا أنه يتضح من خطاب الملائكة أن المخلوقات التي عاشت علي كوكب الأرض قبل الإنسان قد خالفت الأمر وأساءت فيما كانت فيه
لذا قالوا أنهم أفسدوا
وسفكوا الدماء
هنا أخبرهم الله بشيء هام جدا
قال إني أعلم مالا تعلمون
نعم الله يعلم وكل الخلق لايعلمون حتي الملائكة المقربين
....
..............
خلق الله آدم
وعلم الله آدم الأسماء كلها
ثم سأل الله الملائكة في حضور آدم عن أسماء الأشياء
هنا ظهر عدم علم الملائكة
قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ماعلمتنا إنك أنت العليم الحكيم
ثم سأل آدم فأجاب بما علمه الله
هنا علم الملائكة أن آدم له شأن آخر
له قصة أخري
حدث مختلف تماما عما تعرف الملائكة
إنه آدم
فوائد:
الأولي
لم يكتف الله بقوله للملائكة إني أعلم مالا تعلمون بل أظهر جهلهم بطريقة عملية
منها استفاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه
إذ كان يجلس عبد الله ابن عباس في مجلسه وهو شاب صغير السن لما يعرف عنه من علم وحكمة ، ولكن الصحابة رضوان الله عليهم وجدوا في أنفسهم أن يجلس معهم هذا الشاب ومن أولادهم من هو مثله
ففطن عمر إلي ما تختلجه أنفسهم وتضيق به صدورهم
فماذا فعل
قال لهم
ما تعلمون في قول الله تعالي "إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد بك واستغفره إنه كان توابا "
قالوا أمرنا عند النصر بالتسبيح والاسنغفار
وهذا ما كان يتوقعه عمر رضي الله عنه
ثم ألتفت إلي ابن عباس وقال وما تقول فيها انت يابن عباس
قال هذا نعي رسول الله صلي الله عليه وسلم
وعلامة قرب أجله وإنتهاء مهمته
قال ما أعلم فيها إلا الذي قلت
هنا أثبت لهم ان ابن عباس جدير بمنصبه
الثانية:
كيف فضل آدم علي الملائكة
بالعلم
إذ علم – بتعليم الله إياه- ما لا تعلمه الملائكة
الثالثة:
ما العلم الذي فضل به آدم علي الملائكة ؟
إنه اسماء الأشياء
ما تصنيف هذا العلم بين العلوم ؟
الرابعة:
قول الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء
هذا أول قياس
قاست الملائكة آدم وبنيه وحالهم بحال من سبق
ولكنه قياس خاطئ لأنهم يجهلون ماهية آدم وماهية مهمته
ولكنه لم يكن قياسا مقابل نص لذا خطئهم في هذا القياس مغفور
..........
..............
في ضوء ما سبق بدأت تظهر لنا علامات مهمة جداً علي طبيعة المهمة التي سيكلف بها آدم وبنيه علي ظهر الأرض
نتابع سوياً باقي أحداث القصة
قال الله للملائكة بعدما عرفوا جهلهم
بعدما عرفوا أن لآدم فضل ومزية وخصيصة
قال الله للملائكة إسجدوا لآدم
هنا ستبدا أحداث رهيبة
ستبدأ قصتنا علي كوكب الارض
تعالوا نري سويا ماذا فعلت الملائكة
..........
.....................
فسجد الملائكة كلهم أجمعين
إلا
إبليس
لم يسجد أبي واستكبر
وقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
إبليس يعلم مما خُلق آدم
ويعلم أنه مخلوق من طين
أما هو فمخلوق من نار
وطالما هو مخلوق من نار لا يسجد لمن هو مخلوق من طين
حاجه غريبة جداً !!!!!!!!!
الملائكة مخلوقة من نور
و الملائكة سجدت كلها
أما إبليس كان من الجن
مخلوق من نار
ولم يسجد !!!!
فوائد:
الأولي :
هذا أول اجتهاد في وجود نص
أمر مباشر من الله بالسجود ثم اجتهاد مع هذا الأمر المباشر.
الثانية:
وراء كل إجتهاد مع وجود نص يتخفي الكبر
وراء كل رد لحكم من أحكام الله يتخفي الكبر
الثالثة:
أول نزعة عنصرية
أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين
.
....
هذا أمر مباشر من الله جل وعلا للجميع بالسجود
لذا كانت النتيجة الحتمية لعصيان الأمر المباشر
اللعن والطرد
جهنم
الجحيم
العذاب الأليم
العذاب المهين
لظي النزاعة للشوي
هنا أفاق إبليس من سكرة الكبر
وعلم أنه هالك لا محالة
.............
إذن ماذا يفعل؟
قدم التماس إلي الله سبحانه وتعالي أن يُنذر إلي يوم البعث
وقال أن آدم الذي فضل عليه
سيعصي هو الآخر ولكن بفضل مجهود
إبليس
.........
أنذر إبليس الي يوم البعث
توعد إبليس آدم وذريته بالاغواء
ومن هنا تبدأ القصة
.....
..............
..................................
خلق الله حواء من ضلع آدم
ليأنس بها وتأنس به
..........
قال الله لآدم أسكن أنت وزوجك الجنه وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة
.....
........
...
عاش آدم في جنة
جنة فيها كل مقومات الحياة الرغدة
بلا تعب....
بلا عمل....
وكان في الجنة ألوف الأشجار والثمار
وكلها حلال لآدم وحواء
ماعدا شجرة واحدة
نعم
شجرة واحدة فقط
قال الله لآدم لا تقربا هذه الشجرة
بدأ إبليس شغله
وبدأت لعبته
.....
............
..........................
قال إبليس لآدم أنت عارف ليه الله لم يأذن لك في الأكل من هذه الشجرة ؟
.....
قال له آدم ياتري ليه!!!!
.....
انتبه!!!
هذه أول غلطة
أنه سمح لإبليس وهو يعلم أنه عدوه أن يدخل معه في نقاش حول أول تكليف لآدم
أول أمر لآدم
أول مهمة
وهو أمر منع الأكل من الشجرة
تُري لما يكون عدوك الذي يكرهك
بل إن بقاءه موقوت من أجل إغوائك
حينما يناقشك في أمر التكليف
كيف يكون حاله معك
الناصح الأمين
أم ماذا ؟
............
...................................
قال له آدم يا تري ليه الله لم يأذن لي بالأكل من هذه الشجرة
قال له لأنك لو أكلت منها هتكون مَلك أو هتكون من الخالدين
......
قال له آدم آه
انتبه!!
هذه ثاني غلطة
أنه صدق إبليس
إذا أراد الله أن يجعل آدم مَلك
فما يمنعه من خلقه مَلكاً ؟
لا معقب لحكمه ولا رآد لقضائه
إذن لو أراد الله أن يجعل آدم غير مَلك ومنعه من أكل الشجرة
فإن أكل آدم منها هل سيصبح مَلك أو خالد
.....
..............
.....................
محال طبعا
وهذه غلطة ثالثة
الاعتقاد بأن السبب وحده كافي للأمر دون مشيئة الله، بل العكس هو الصحيح أن مشيئة الله نافذة سواء وجدت أسباب أم لم يوجد السبب
"كن فيكون"
أي أن الله خلق آدم علي صورته هذه ولم يرد له أن يكون ملك إذ لو أراد لكان
خذ مثال
لم يرد الله لإبراهيم عليه السلام أن يحرق حين ألقاه قومه في النار فلم يحرق
هل كان هناك سبب الإحراق ؟
نعم وجد سبب الإحراق
هل فيه مانع من الإحراق ؟
لا
لم يوجد مانع من الإحراق مطلقا
إلا أن الله لم يرد الإحراق
أي أن إرادة الله المطلقة أوقفت السبب علي أن يأتي بنتيجته الطبيعية
وعلي هذا أمثلة كثيرة
إذن إرادة الله لا توقفها أسباب ولا تحتاج إلي أسباب.
وهنا غلطة رابعة وهي عدم تحكيم آدم لعقله
إذ لو حكم آدم عقله لعرف أن إبليس طلب من الله أن يبيقه إلي يوم القيامة فلو أن هناك شجرة لذلك لأكل منها إبليس
وهذه الغلطة هي من أكثر أفعالنا اليوم
لا نحكم عقولنا فيما يباح بل يجب عليها أن تعمل فيه ثم نذهب نجتهد ونحكمها مع أوامر الله فانتبه
قصة البشر كلها أوجزت في قصة آدم الاولي
وقفة مع الحدث
خدعة إبليس الكبري
هي تصويره للإنسان أن ما منع منه فيه الخير المال والنفوذ والخلود
وهذه الحيلة هي مايمارسها اليوم في شتي بقاع الأرض
إن ما منعنا الله منه – أي المحرمات - بالنسبة إلي ما أباحه الله لنا مثل الشجرة بالنسبة لآدم
كشجرة واحدة وسط ألوف الأشجار الحلال المباحة فانتبه
......
.............
...................
أكل آدم وحواء من الشجرة
فبدت لهما سؤاتهما
لم يصبحا ملكين ولم يصبحا خالدين
هنا عرفا أن إبليس كذب عليهما
إذن يدخل إبليس لآدم وبنيه من باب الغفلة
.......
.............
....................
..........................
..................................
هنا ستبدأ رحلة هبوط إلانسان إلي كوكب الأرض
من الذي هبط إلي الأرض ؟
......
............
آدم وحواء
وإبليس
فتاب آدم فتاب الله عليه
.......
وبدأت الحرب
انتبه!!!!
القانون
قال الله للملائكة أسجدوا لآدم ماذا فعلت الملائكة
سجدوا كلهم أجمعين الإ إبليس
لماذا !!
أراد أن يقتنع الأول
ليه يسجد لآدم وهو مخلوق من نار وآدم مخلوق من طين
نفس الحجة الإبليسية التي نراها اليوم ، ليست جديدة بل قبل نزول الإنسان إلي الأرض أحتج بها إبليس في رد الأمر من الله سبحانه وتعالي وهي ما يحتج به بني البشر اليوم في رد أوامر الله سبحانه وتعالي تقول الله أمر بكذا أو حرم كذا يقول ليه هذا حرام
إنهم يتبعون قانون إبليس الإستكبار والفساد
أقنعني - أين حريتي الشخصية - مع أوامر الله سبحانه وتعالي
إنه قانون سنه إبليس لهم الكبر والاستكبار والفساد مع أوامر الله سبحانه وتعالي
....
أما الملائكة فاستسلام تام
اسجدوا فسجدوا كلهم أجمعين
ياتُري أيهم أفضل لنا أن نتبع قانون إبليس أم قانون الملائكة ؟
........
..................
.........................
هتتبع أي قانون ؟؟
علي فكرة إحنا لنا قانون ثالث سنه لنا أبونا آدم
.............
هو الامتثال والتسليم وعند الخطأ التوبة والاستغفار
إذن فالقانون الأول الذي يكشف لنا أسرار لغز الحياة علي كوكب الارض هو
هو الامتثال والتسليم وعند الخطأ التوبة والاستغفار
الأحد، 27 يوليو 2008
لغز ... الحياة علي كوكب الارض
About إيهاب محروس
Author Description here.. Nulla sagittis convallis. Curabitur consequat. Quisque metus enim, venenatis fermentum, mollis in, porta et, nibh. Duis vulputate elit in elit. Mauris dictum libero id justo.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
شركاء في التغيير
مروا من هنا
Blog Archive
-
▼
2008
(97)
-
▼
يوليو
(22)
- تكنولوجيا التغيير 6
- تكنولوجيا التغيير 5
- تكنولوجيا التغيير 4
- تكنولوجيا التغيير 3
- تكنولوجيا التغيير 2
- تكنولوجيا التغيير
- الدرب المهجور
- الفندق الكبير
- قتل الحياة بدم بارد
- ثلاث عقد
- عثرات في وجه التغيير
- الثقافة والتغيير
- لغز ... الحياة علي كوكب الارض 8
- لغز ... الحياة علي كوكب الارض 7
- لغز ... الحياة علي كوكب الارض 6
- لغز ... الحياة علي كوكب الارض 5
- لغز ... الحياة علي كوكب الارض 4
- لغز ... الحياة علي كوكب الارض 3
- لغز ... الحياة علي كوكب الارض 2
- لغز ... الحياة علي كوكب الارض
- البحث عن إجابات
- من أين يبدأ التغيير ؟
-
▼
يوليو
(22)
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات