الأربعاء، 30 يوليو 2008

قتل الحياة بدم بارد

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله وعلي اله وصحبه ومن والاه اما بعد

قتل الحياة بدم بارد



عن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا نغزو مع النبي صلي الله عليه وسلم وليس معنا نساء، فقلنا :ألا نختصي ؟ فنهانا عن ذلك ،فرخص لنا بعد ذلك أن نتزوج المرأة بالثوب ، ثم قرأ:"ياأيها الذين ءامنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم " الاية
البخاري ومسلم

حين نبحث في أذهاننا عن تلك الصورة المرسومة للجيل الأول من هذه الأمة نجد ان الصورة مشوهة ليست هي الصورة الحقيقية لهم فقد امتدت لها عبر سنين وسنين أيدي العابثين محاولة خلع الصورة من إطارها فلم تستطع فعملت علي تشويه الصورة ، والعجيب في الأمر أن ممن شوهوا تلك الصورة هم أشخاص من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ظنوا في أنفسهم الخير وكذبوا ، ظنوا أن الصورة علي ما هي عليه من بساطة التكوين وواقعية ،انما تكون أقل بهاءا وجمالا وجلالا ، وما عرفوا أن الخلل في نفوسهم التي لاتتذوق الجمال بل تنبهر بالالوان التي ليس لها معني
وهم في محاولتهم تزيين الصورة بلطع الوان هنا وهناك إنما كانوا يخفون في الواقع قبح أفعالهم ودناءة هممهم وقصور أفهامهم ، وهم في سبيل ذلك الغرض الخبيث أخذوا يغدقون علي هذا الجيل المبارك أوصاف البطولة والمجد خارجين علي حد المعقول وحد الواقع فجعلوا منهم أبطال خارقين ،بل جعلوا منهم أساطير ، فإذا ماواجهتهم المعضلات والازمات فيقولون أه معضله ولكن أين عمر ، أين أبي الحسن

ولكنهم قبل ذلك ما فتئوا تعلوا وتعلوا في المحافل أصواتهم وتسمع في كثير من المناسبات ضجيجهم ونري في الأفق خيلهم وركابهم ولكن أين هم في الملمات ؟

في الملمات يتحصرون علي زمن البطولة والابطال وكأنه خلا الزمان من الرجال ، وما هذا إلا من سوء صنيعهم بأن جعلوا من الرجولة أسطورة وتخفوا وراء الثناء ولايمكن أن يكون هذا أبداً مسوغا للبقاء

مع صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم تجد الواقعية تجد الألام والآمال تجد الحياة والمشكلات تجد تصورات قد تحرفهم وتحرف القضية فيتصدي لها الرسول لينقذهم من تلك الاوهام وتصبح عبرة وعظة ومنهج للأجيال
كان رجال ممن يجاهدون مع رسول الله (وهذه أشرف المواطن علي الاطلاق جهاد مع الرسول ) ولكن ليس معهم نساء ، يصيبهم مايصيبكم ياقوم فاستفيقوا
فحدثتهم أنفسهم أن يختصوا (أي يقطعوا خصيتيهم حتي لايشعروا بألم الشهوة ولهيبها ويتفرغوا للجهاد )
فنهاهم رسول الله صلي الله عليه وسلم عن ذلك
تري ماذا كانوا يريدون أن يفعلوا إنهم أرادوا قتل الحياة بدم بارد أرادوا الهروب من الواقع والهروب من ضغط الحياة أرادوا ألا يشعروا بألامها وألا يتنغصوا بمنغصاتها ولكن هيهات تلك سنة الحياة ، والبطولة العيش فيها مع تقليل المنغصات
هنا انتبه رسول الله صلي الله عليه وسلم بأبي هو وأمي إلي خطورة ما يودون فعله فنهاهم عن ذلك ورخص لهم الزواج بأقل القليل
هذا هو الحل الناجع ان تعيش الحياة بأقل ما يمكن لا أن تهرب
مثل تلك المشكلات تواجهنا اليوم ولكن ماذا فعل الدعاة في حلها إنهم هربوا من الحياة علي طريقة أهرب سمبا
ففروا إلي المساجد والبيوت واكتفوا ببيع السواك والعطور وتركوا إبليس يصول فيها ويجول
ومن العجيب العجاب حدثني أحد أصدقائي أن هناك من يتملل من أحد الدعاة المشهورين قلت لما ، قال لي لأنه علم أن الشيخ عنده غرفة نوم ، قلت سبحان الله وإيه المشكلة
عرفت أن حديثه لهم عن الزهد هذا هو معناه
واليوم أراه يركب أجود انواع السيارات وربما يعيش في ...
قلت ماذا سيقولون عنه الآن ؟؟؟؟؟؟؟
أما فعله مباح ولكن القول عليه منه جناح
رحم الله امرؤ قال لا أعلم فأراح واستراح

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية