الاثنين، 18 يناير 2010

من يعلم من ؟

من يعلم من ؟


الاجابة السهلة البسيطة التي ترتاح لها نفوس الكسالي هي أن المعلم هو من يجلس علي كرسي الاستاذ وأن المتعلم هو من يجلس علي كرسي التلميذ
رضينا جميعا لهذا الحل ولتلك الفكرة لنهرب من عمق السؤال لنهرب من الحقيقة ،
لو لم يكن للمدرس تلميذ هل كان المعلم يظل معلما ؟
فالتلميذ هو من أوجد صفة المعلم ، وذلك بطلبه للعلم
ثم حين وُجد التلميذ وطلب العلم إحتاج من يجلس علي كرسي المعلم أن يكون عند حسن ظن تلميذه فأخذ يدرس بجد ويجتهد ويحصل من العلوم والفنون والآداب ما يستطيع به أن ينجز مهمته ، فكان للتلميذ أفضل أثر علي استاذه ولا يتم ذلك إلا إذا كان تلميذا نجيبا يحسن السؤال ويحسن الاستماع ويحسن النقاش
فإذا ما دخل التلميذ في حوار مع إستاذه تلاقحت أفكارهما معا ووصلا سويا لحل المشكلات ولا يتم ذلك إلا بوجود التلميذ
لذا كان سلفنا رحمهم الله يتمنون وجود طلبة علم صادقين وعندها يذهبون لهم ليعلموهم في منازلهم ، ولذا قيلت المقولة المشهورة الليث ( أي الليث بن سعد فقيه مصر ) أفقه من مالك إلا أن أصحابه ضيعوه
وما معني ضيعوه لم يقوموا بحقه وحفظ علمه ونشره بعكس باقي الأئمة التي وفق الله لها تلاميذ نجباء تلاقحت أفكارهم مع أفكار أساتذتهم وشيوخهم فأنتجوا علما إلي الآن نستضيئ بنوره
فالفرق بين الليث ومالك هو فرق في التلاميذ لا أكثر ولا أقل
فإذا ما جلسنا سويا فإننا جميعا نتعلم ولا ندري من يعلم من ؟
تلك الحقيقة التي نكابر فيها ولا نريد الاعتراف بها

هناك تعليق واحد:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية