الاثنين، 1 مارس 2010

لا توجد لصوص في هذه المدينة

لا توجد لصوص في هذه المدينة
حين تقرأ هذا العنوان تضحك ففعلا لا توجد لصوص في هذه المدينة فإنك إذا استيقظت لتذهب لعملك لن تجد سائق ميكروباص يقول لك الأجرة خلاف ما دفعته بالامس ولن يقول لك إن خط سيرة أقصر من خط سيره بالامس


كذلك لو ذهبت لتحجز في القطار لن تجد الموظف واضع أمامه دفتر معونة الشتاء وبيحصلها إجباري صيف شتاء أي وقت جنيه إثنين أي حاجة


ولن تجد أنك تدفع علي كل فاتورة كهرباء 15 أو 20 جنيه للنظافة وليست درجة النظافة المطلوبة إلا لو كانوا يقصدوا نظافة الكهرباء فالكهرباء لدينا نظيفة


ولن تجد أنك تصدر غاز مدعم لدولة عدوة وليس لديك أنبوبة غاز في مستودعاتنا أو أن مخزوننا من الغاز قرب علي النفاد أو أننا نستورد بديل للغاز المصدر وندفع فرق بالمليارات عن الغاز اللي بنصدره لعدونا

ولن تذهب إلي مول تجاري لتجد لعبة rubic cube والتي سعرها 3 جنيهات أو 5 جنيهات تباع في المول الموقر ب 69 جنيه

ولن تجد أنك تسهر تكب مقال أو كتاب أو أي عمل وفي الصباح تجد واحد ثاني كاتب عليه إسمه وموزعه علي كل الناس


ولن تجد إعلانات بتقولك كام في كام يديك 10 لو عرفت إبعت رسالة عشان تفوز بالكنوز

ولن تجد ولن تجد ولن تجد ولن تجد


فعلا لا توجد لصوص في هذه المدينة


قبل أن أتركك أحب أقول لك قصة العنوان


فللكاتب الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز قصة قصيرة بنفس العنوان وهي ضمن مجموعة قصص قصيرة تحت عنوان الأم الكبيرة التي حاز عنها نوبل


والأم الكبيرة جميلة وأجمل ما فيها قصة موت الام الكبيرة وإن المترجم الله يسامحه علق عليها تعليق جعلني أتقيئ فالقصة رمزية للإمبراطوريات وموتها وليست لسيدة ثمينة والمترجم غفل عن هذا أو ربما انا لم أفهم ان الكاتب أراد إمرأة تخينة ملظلظة ماتت وعشان كده أعطوه نوبل


المهم كان غابريل جارسيا مركيز كتب قصة لا توجد لصوص في هذه المدينة ولم تعجبه فقطعها نصفين وألقاها في صندوق قمامة بجواره وزاره صحفي وسأله عن الجديد في أعماله فرد جابرييل بعدم وجود جديد وصاحبنا الصحفي بص في صندوق القمامة وجد هذه القصة المقطوعة نصفين فضمها علي بعضها وقرأها وعجبته وقال للمؤلف تنفع للنشر وراح ناشيرها وطبعا جابريل جارثيا ماركيز اتعلم من هذا درس مهم جدا وهو إذا أراد أن يقطع شيئاً فلابد من تمزيقه إربا إربا



لجابريل عدة قصص مشهورة منها 100 عام من العزلة وهي قصة لا تنتهي وأصدق تشبيه لها انها غابة كثيفة من القصص


ومنها الجنرال في المتاهة ويحكي عن سيمون بوليفار


ومنها إنما عشت لأروي وهذه كانت سبب معرفتي به


وله قصص كثيرة أخري مثل خريف البطرك والحب في زمن الكوليرا و ...



لا تنسوا أنه لا توجد لصوص في هذه المدينة


ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية