الأربعاء، 24 مارس 2010

تعويذة النجاح

تعويذة النجاح

لدينا فهم خاص عن النجاح وهذا الفهم للنجاح انتشر انتشار النار في الهشيم حتي تحول هذا المفهوم إلي تعويذة للنجاح ،
منذ فترة طويلة طلع فيلم اسمه صعيدي في الجامعة الامريكية لمحمد هنيدي
الفيلم نجح وحقق إيرادات عالية جدا أظن 25 مليون إن لم تكن قد خانتي الذاكرة وكثيرا ما تفعل
قبل الفيلم كان أحد أصدقائي لديه شركة بالمهندسين في ميدان لبنان أو شارع النيل الابيض وهي نفس العمارة التي كان يقطن فيها العدل المنتج للفيلم وبعد الفيلم العملية بشبشت وترك العمارة المهم
كان الفيلم فيه محمد هنيدي ومعه مجموعة من الممثلين ومخرج ومنتج
هذا النجاح أصاب القائمين علي العمل بنشوة وفرحة طبعا وتم إخراج عدة أفلام بنفس الجروب ، وتكررت العملية حتي أصبح الكاست الموجود مع بطل الفيلم فيه تعويذه سحرية للنجاح وحين خرج هنيدي عن التعويذه علي ما اذكر الفيلم لم يحقق الايرادات مثل ما حققه صعيدي
انتشرت التعويذه لباقي الممثلين فأصبح كل اللي عاوز يعمل فيلم وينجح عليه أن يصحب معه التعويذه حتي إنك في وقت من الاوقات لا تجد فيلم إلا وفيه حسن حسني الذي أصبح أساسي في تعويذه نجاح السينما
الآن نجح فريق كرة القدم بقيادة الكابتن حسن شحاته في تحقيق نتائج جميلة وبطولات تجد شركة كوكاكولا وبيبسي تحط في كل إعلاناتها تعويذة الكرة
إذ أصبحت الكرة والمنتخب وتشجيعه يمثل تعويذة النجاح وكذلك شركات الاتصالات ، بل البنوك أخذت تضع علم مصر وترفع شعار شجع مصر وحب مصر وتسرق نجاح الكرة لتضعه علي إخفاقتها وكأن الأمر كما قلت مجرد تعويذه
الدكتور أحمد زويل حفظه الله عالم كبير في الفيزياء وأخذ نوبل تجد الآن له المحاضرات يحضرها الوزراء يسمعون له كلامه في التعليم وفي التغيير والتطوير ، استمعت لأحد تلك المحاضرات فلم أجده ذكر شئ جديد بل كثير من الكلام قاله رجل يسمي غوستاف لوبون الفرنسي منذ أكثر 100 عام وهو يقارن بين التعليم في فرنسا وبين التعليم في ألمانيا والولايات المتحدة ويشير أن التعليم في الولايات المتحدة تعليم راقي يوجب نهضة حقيقية وعلي فرنسا أن تأخذ به وترجم هذا الكلام طه حسين من زمن طويل
بل إن مصر كانت بها زمان عالم هو أكثر وأغزر علما من دكتور زويل – مع كامل احترامي للدكتور زويل – هو الدكتور مصطفي مشرفة الذي حزن علي موته آينشتين وتأسف وقال نخسر كثير بموت مصطفي مشرفة
ولقد قال مشرفة قبل إختراع القنبلة النووية بسنين إن أخطر شئ هو معرفة الانسان شطر الذرة متنبئاً بصنع القنبلة الذرية وغيرها وهناك حلقة ممتعة عن مشرفة لأحمد المسلماني ذاعتها دريم منذ فترة
فزويل تحول إلي تعويذة

منذ فترة نجح داعية وأصبح له شعبية ولم ينظر الدعاة إلا علي التعويذة فأصبح كل الدعاة يرتدون البدل ومفيش مانع لو أظهروا اللثغة فلقد كان الداعية ألثغ خفيف مثلا


وهكذا لو شئنا لعددنا عشرات المجالات والأمثلة التي تبين أن النجاح بالنسبة لنا يعني تعويذة ، فلم يعد لدينا أي رصيد من حكمة وصرنا نبحث عن التعويذة الجديدة للنجاح وكأن النجاح نوع من أنواع السحر والشعوذة ومن ينجح علينا أن نأخذ تعويذته أو نتخذه هو نفسه تعويذه لكي ننجح
مفارقة أذكرها في نهاية كلامي انتصر تشرشل رئيس وزراء بريطانيا في الحرب العالمية ولما رجع من الحرب وجد البرلمان لم يرشحه لفترة تالية ولم يحولوه لتعويذه شكرا يا تشرشل عايزين واحد ثاني يقودنا بعد الحرب


وأعظم من هذا عمر بن الخطاب لما كان خالد ابن الوليد -رضي الله عنهما -  ينتصر في كل معركة يخوضها عزله وأخفض رتبته من قائد للقوات إلي مجرد جندي عادي ولم يحوله إلي تعويذه وانتصر المسلمون بعدها ونجحوا

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية