الأحد، 3 أغسطس 2008

مطاردة الحسناء الملثمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله سيدنا محمد بن عبد الله وعلي اله وصحبه ومن والاه اما بعد

المطاردة

بينما كنت في دربي أسير ، لا أتوقف عن المسير ، وكأنني لما أبحث عنه أسير ،
خرجت من الأثير ، وأمامي وقفت وإلي نظرت ثم عني التفتت ،
حدثتني نفسي أن خلفها أسير ، ولكن من هذه التي لم أري من قبل مثل عيناها
كانت متشحة بالسواد ، لا يبدو منها غير عيناها
انتظرت برهة ألملم شمل أفكاري ، من هذه ؟
من أين أتت ؟ إلي أين تذهب ؟
حدثتني نفسي ...

نعم حدثتني نفسي
أن أنساها وأن ألتفت إلي طريقي
وعزمت علي عدم الالتفات ووقفت في ثبات ثم إنحرفت إلي اليمين اسلك دربي ، ولكن فجأة توقفت خطواتها والتفت الي وأشارت بيديها علي وقالت ولكني لم أسمع ماقالت
وكأنها بفعلها هذا أشعلت في القلب النيران ، وتاه الزمان والمكان ، وتعثرت في دربي الخطوات
هنا لم أدري إلي أين تأخذني قدماي ، فلم أشعر بشيئ إلا وانا أمامها أقف مبهور ، من تلك التي أتتني في وسط الطريق الخالي من الصديق ، أو الرفيق ، وفجئة خلعت من علي رأسها الحجاب وبهرت عيناي بجمالها الخلاب وتسمرت في مكاني قدماي ، وقطرت جبيني من العرق قطرات وسمعت صدي في صدري وكأنه أجراس ، وتقطعت في الخروج من صدري الأنفاس
ثم حدثتني ويالروعة حديثها ، وكنت أظن أن الجمال هو شيئ تسر برؤيته العينان ، ولكنها بحديثها جعلت من أذناي عاشقان
وبينما أنا بين الحالم واليقظان اختفت
ولم اكن احتفظت من كلماتها إلا بكلمات قليلة قالت انا صعبة المنال ، ومن أراد مني الوصال عليه كثرة الترحال
واحترت في أمري هل كنت أحلم ؟
فياله من حلم جميل
ثم استانفت المسير وبعد بضع خطوات
علي جانب الطريق
رأيت رجل عجوز شيخ كبير
كث اللحية ابيض الثياب
رآني مشدوها متبلبل الافكار
ابتسم نعم ابتسم وأشار إلي أن تعال
ذهبت إليه مهرولا
عساه أن يكون عنده لحيرتي برهان
قال لي هل رأيتها ؟
قلت نعم
فضحك حتي بدت من فمه النواجذ
وماذا قالت لك ؟ سألني
أخبرته بما قالت
فوضع يديه علي لحيته الكثيفة وأخذ يهز رأسه ويتمتم بكلمات لم أتبين معناها
ثم نظر إلي وقال عليك أن تبحث عنها إنها تريدك ،
تريديني ماذا تريد ؟
ولمذا ذهبت إذن ؟
قال إنها تريد أن تعطيك السر
السر وماهو السر ؟
قال يابني أن مارأيته هو الحكمة
ولكن الحكمة صعبت المنال لابد أن تكثر في سبيلها الترحال تعرف وتتعرف عما تركته في صدور الرجال ،
حين وقفت إليك وأشارت عليك ،علمت أن في قلبك روح مثابرة وهي للمطاردات قادرة وهي كانت تبحث في هذا الزمان عن من تحمله أسرارها ، وتعلمه أخبارها ، وعليك يابني وقع الاختيار
فلتنشيء للمهمة همة عالية ، فأمامك من الاسفار والرحلات الشيئ الكثير ،
نعم أنك مازلت صغير ولكن في هذا الزمان ضاع ما حملته صدور الرجال من القرون الخالية ، وأصبحنا من الحكمة كقوم جائعين ولكن قدورهم من الطعام خالية
فلتبدأ علي بركة الله ولتعد لنا ما فرطنا من حكمة الأباء والاجداد
وتعيد لأمتنا سابق عهدها من الامجاد
وبدأت المطاردة

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية