الأربعاء، 27 أغسطس 2008

لماذا فعل ذلك



لماذا فعل ذلك ؟

في أحد الحروب القاسية ، وكل الحروب قاسية ، إلا إن تضمنت الحرب غاية نبيلة ، عندها تقر بها العيون ، ولا أنبل من نشر الدين وإزالة الطواغيت المستعبدين لبني الانسان

وقف جنديان في جوف الظلام ، وباقي الجنود نيام كان عليهما أن يتناوبا الحراسة في تلك الليلة ، حتي لايفاجئهم عدو بليل،
فاقترعا وقعت القرعة علي أحدهما أن يظل مستيقظ ، في حين ينام رفيقه قليلا ، ثم يتناوبا الحراسة هكذا دواليك ، حتي يظهر الخط الابيض في السماء
فكر كيف يقضي ليله في الحراسة ، هل يحضر الكاسيت ، أم يغني أم يشاهد التلفاز ، أم يدخل علي الانترنت
أم أم ....
في زماننا هذا البدائل كثيرة
أما هو فقد إختار شيئاً آخر
لقد استفتح صلاته وأخذ يقرأ كلام الله
ثم أخذ في سورة يعرفها جيداً يحبها كثيراً ،
ثم أخذت الروح تسمو وتسمو حتي تكاد تطير ترفرف في جو السماء ، تسبح مع النجوم
وفي تلك الاجواء المشحونة بشعاع من النور موصول بين الارض والسماء
وقع سهم في جسده ، رماه به أحد الاعداء
تري ماذا يفعل ؟؟؟
هل يوقظ صديقه لينتبه ويطارد هذا الافاك الاثيم
هل يقطع صلاته ليداوي جرحه؟
ماذا يفعل ؟؟؟
إنه كره أن يخرج من تلك الحالة التي هو عليها
كره أن يقطع شعاع النور الواصل بين الارض والسماء
ولو كان جرحه ينزف
فأكمل طيرانه مع الطيور ، وأكمل سباحته في جو السماء
أكمل رفقته مع النجوم ، أكمل
نعم ظل يقرأ من كلام الله ، حتي تقاطر منه الدم فوقع علي صديقه فانتبه
فقام مفزوعا ، فسأله عن حاله ولكنه لم يجبه
لم يجبه حتي انهي صلاته
ثم قال له إني كرهت أن أقطع تلك السورة
من يكره أن يقطع صلاته ولو أنه ينزف من جرح
من يكره أن يقطع قراءته ولو أن دماءه تسيل
لاشك أنه يجد حلاوة وطعم ومتعة في صلاته وقرائته غير ما نجد
هذا ما جعله يفعل ذلك

القصة قصة حقيقية لاثنين من الصحابة

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية