الثلاثاء، 19 أغسطس 2008

حكايات من هذا الزمان



حكايات من هذا الزمان

في كتابه الرائع رحلتي الفكرية في البذور والجذور والثمر
ذكر دكتور عبد الوهاب المسيري حكاية حدثت له في السعودية ،
ذكر أنه دخل محل سجاد فأعجبته سجادة ، فسأل عن سعرها فأخبره التاجر بسعرها ، ولكن عبد الوهاب المسيري رحمه الله أراد أن يمارس معه أحد الاشياء المفضلة لديه ألا وهي المساومة ( الفصال ) فأخذ يساومه علي سعرها حتي وصل إلي سعر أرخص مما قد طلبه التاجر في الاول ، ولكن لفرط استمتاع المسيري نسي السعر اللي اتفقا عليه واعطاه السعر الاول الغالي ، ثم أخذ المسيري يكمل جولته ، فوجد التاجر يبحث عنه وأخبره بأنه أخطأ وأعطاه أكثر مما اتفقا عليه ، فقال له المسيري أن السجادة أعجبته بسعرها اللي دفعه وأنه مبسوط.
فلم يرضي التاجر إلا أن يرجع للمسيري باقي ماله
عندها جرب المسيري شيئا آخر وهو الاصرار علي عدم أخذ الفرق ، فقال له دعني أساومك مرة ثانية وأدعك تنتصر علي هذه المرة ، فلم يوافق التاجر وكل واحد تمسك بموقفه المسيري لايريد أخذ باقي النقود ، وكذلك التاجر لايريد أن يأخذ أكثر مما اتفقا عليه وسمحت بها نفسه
فقال المسير للتاجر نقسم البلد نصفين فوافق التاجر وأخذ بيد المسيري وقرأ الفاتحة وقال له قل مسامح ثلاث مرات
هذه الحكايات لا تتحدث عن القرون الاولي إنما تتحدث عن رجلين من عصرنا
نعم عصرنا نحن
ذكرتني حكاية المسيري بحكاية أخري ، حكاية حكاها لي أحد من عاينها ، كان هناك رجل يدعي عبد السلام وهو رجل ثري كان ينفق من ماله الخاص علي موظفينه يساعدهم في أمور دنياهم فكان حين يسافر لا يحجز في الدرجة الاولي A CLASS
بل يحجز درجة عادية ويتصدق بالفرق لاعفاف شاب مسلم وإعانته علي الزواج
وكان هذا الرجل يصلي مع موظفينه في مسجد صغير بانية في الدور الاول من شركته ويجلس معهم أحيانا يحدثهم ويتحدث معهم
وفي يوم حكي لهم هذه الحكاية
أنه في يوم حجز درجة عادية في الطائرة ليتصدق بالفرق علي شاب مسلم يعينه علي العفاف
ووجد تدخين في الدرجة التي حجز فيها ، وهو ليس مدخن
فتأذي من ذلك فذهب يشتكي من ذلك ، فقالوا له يمكنه أن يجلس في الدرجة الاولي تجنبا للتدخين
فأجلسوه في الدرجة الاولي الفاخرة بثمن تذكرة الدرجة العادية
ثم أغرورقت عيناه بالدموع وهو يحكي لهم هذه الحكاية ويقول وكأن الله يقول لي لست أكرم مني يا عبد السلام
قم فاذهب للدرجة الاولي
هذا أيضا رجل من عصرنا يعيش بيننا
وهذه بعض حكايات من عصرنا

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية