الشكر قانون المزيد
قال الله " لإن شكرتم لأزيدنكم "
وقال " وقليل من عبادي الشكور"
الشكر مركب له مكونات ثلاثة بدون أحدها لا تتكون لديك حقيقته
أولها العلم
ثانيها الحال
ثالثها العمل
ماهو العلم اللازم للشكر
العلم هنا المراد به علم بالنعمة أي معرفة النعمة وهو أصل الشكر
ولايتم العلم إلا بأن تعرف النعمة ، وتعرف وجه كونها نعمة في حقك ، وبذات المنعم وصفاته التي يتم بها إلانعام
هل السمع نعمة ؟
هل الحياة نعمة ؟
هل السعادة نعمة ؟
راحة البال ، الصحة ، الغني ، القوة ، المال ، الأولاد ، الإسلام ، التدين ، السُنة والاتباع وعدم الابتداع ، الزوجة ، الزوجة الصالحة ، الزوجة الصالحة الجميلة ،الأمن في الأوطان
هل هذه نعم ؟
لابد للشكر أن تعرف النعم
ولكن إنتبه هل هذه نعمة في حقك ؟؟؟
فالرجل الغني الذي يستخدم ماله في الفسق والفجور والزني والخمور هل المال له نعمة ام عليه نقمة ؟
والرجل القوي لمستخدم قوته في البطش والقهر والظلم والفساد هل القوة له نعمة أم عليه نقمة ؟
والرجل ذو العقل المستخدم عقله في النصب والاحتيال
والرجل الخطيب حسن الكلام حسن الجدال قوي البيان المستخدم ذلك في تلبيس الحق بالباطل والصد عن سبيل الله
هناك نعم كثيرة ولكن هل هي نعمة في حقك ، وماهو وجه كونها نعمة في حقك
هذا ما يجب معرفته لتتمكن من الشكر
فالرجل الفقير الذي يعبد الله ويصبر علي الفقر فالفقر في حقه نعمة (أي أن قلة المال هنا هي النعمة ) والرجل الغني الذي سلطه الله علي ماله بالحق فهو ينفق في سبيل الله في كل وادي هذا المال في حقه نعمة
إذن يجب ان تعرف النعمة ووجه كونها نعمة في حقك
فإن عرفت ذلك
هنا وجب عليك معرفة المُنعم بذاته وصفاته التي يتم بها إلانعام
وتمام المعرفة يتم بنفي الشرك في الأفعال فلا دخل لوزير أو خازن في النعمة الحاصلة لك الواصلة إليك
أرأيت إن كتب لك ملك من ملوك الدنيا شيك بمليون جنيه أو ريال أو دولار
هل القلم الذي كُتب به الشيك أو الورق المكتوب عليه له دخل في حصول النعمة
هل للصارف دخل لا والله فالكل مضطر إلي نفعك وإيصال النعمة إليك
فالله هو المنعم حقيقة والكل مضطر، الكل يسعي لمنفعة نفسه فقد سلط الله عليهم الدواعي
فإذا انتهينا من العلم هنا وجب معرفة الحال
وهو الفرح الحاصل بالإنعام
ولكن انتبه هل هو فرح بالمُنعم أم فرح بالنعمة والإنعام
فمن أعطاه الملك فرس إنه يفرح ولكن هل يفرح بالفرس ، أم يفرح بأن الملك لاحظه وأنه عن طريق نعم الملك يستطيع أن يتقرب منه
تمام الفرح أن يفرح العبد بالمُنعم لا بالنعمة وأنه يقدر بها أي النعمة أن يتقرب إلي الملك ويخدمه
هناك من يريد الملك ليعطيه فرس
وهناك من يريد الفرس ليخدم الملك
أي الرجلين أنت
هل أنت تريد نعم الله لتصل بها إليه أم تريد الله لينعم عليك
هنا جاء وقت العمل
فإذا علمت نعم الله عليك وعرفت وجه كونها نعم في حقك وتعرفت علي الله المنعم حقيقة وعلي صفاته التي يحصل بها الإنعام ، وفرح قلبك بكون الله لاحظتك عنايته بالإنعام عليك
هنا جاء العمل وهو آخر المكونات الثلاث للشكر
ولكن ما العمل
العمل هو القيام بما هو مقصود المُنعم ومحبوبه
فالقلب له عمل وهو قصد الخير وإضماره لكافة الخلق
واللسان له عمل إظهار الشكر بالتحميدات الدالة عليه
والجوارح لها عمل وهي إستعمال النعم في طاعته ، لذا وجب معرفة ما يحبه الله ويرضاه لصرف النعم فيها
الآن يتبين لك ما هو الشكر
رجل أتاه الملك مال وخيل فأقبل بها علي مولاه مسارعاً في خدمته مجتهداً في طاعته هذا شاكر للنعمة
ورجل أتاه مال وخيل فاستدبر بها مولاه وعصاه أو حتي عطلها فلم يستخدمها فيما أراد الله فإنه بذلك كافر للنعمة
والقاعدة هنا هي: كل ما خلق في الدنيا إنما هو آلة للعبد ليتوصل به إلي سعادة الآخرة ونيل القرب من الله
وكل من استعمل شيئاً في جهة غير التي خلق لها ولا علي الوجه المراد فقد كفر فيه نعمة الله
هيا إلي شكر نعم الله فقد علمت كيف تشكر فكن من عباده الشاكرين
فإن شكرته نلت المزيد ، وإلا تحولت عنك النعم
هذا كلام مختصر عن الشكر أصله من كلام أبو حامد الغزالي في كتاب الشكر من إحياء علوم الدين
ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات