الأربعاء، 11 فبراير 2009

لماذا فسد الأمر ؟

لماذا فسد الأمر ؟؟؟

فسد هنا كلمة عامة، عامة جداً ، فلا أعني بها فساد الحكام ، ولا فساد النظام ، فقط ، بل أعني بها أيضاً فساد الموظفين ، و فساد الأحزاب والجماعات ، وفساد التيارات المختلفة الحزبيه والغير حزبية ،
نعيش حالة يرثي لها بل إن الرثاء قد إستحققناه من زمن طويل
الوضع السيئ الفاسد الذي نعيشه مركب من عناصر ومكونات كلها بها فساد ولا أستثني

وما هذا إلا لخلل ضرب في العمق في كل الاتجاهات ، وهو غياب شرطين أساسين للصلاح
وهما القوة والأمانة

إسمع قول الحق تبارك وتعالي " قالت يا أبت إستأجره إن خير من إستأجرت القوي الأمين "

إذن القوة والأمانة هما جناحا الصلاح في الأمور كلها خاصةً الأمور العامة التي يتعدي نفعها كما يعم ضررها

وهما نفس الشرطين حين طلب يوسف الولاية علي خزائن الأرض

قال الله تعالي علي لسان يوسف " إجعلني علي خزائن الأرض إني حفيظ عليم "
هما هما الشرطين القوة وفي يوسف تعني عليم
والامانة وتعني هنا حفيظ

فلقد إنتشر الفساد حين تخلت الدول عن الشرطين وراحت تعين في المناصب الهامة فيها من يتسمون بالولاء المطلق للحاكم ليس للنظام بل ولاء مطلق لشخص الحاكم ليس للنظام أو مصلحة الاوطان أو المصالح العامة ، لا

فلقد أقتصرت الدول في مناصبها الحساسة علي من يوالي سواء كان قويا أو لا وسموا ولائهم المطلق للحكام بالامانة أو الثقة وصارت المناصب بيد أهل الثقة

والأمر هكذا أيضاً في الجماعات والتيارات المختلفة الحزبية وغير الحزبية ، إنها الصورة العامة ، الصورة الكلية التي تجمع الحالة الفكرية للعصر الراهن

فلا تجد جماعة تقرأ أو تتعلم أو تأخذ برأي شخص لا ينتمي إليها ولو كان قوي في مجاله بل تأخذ كل جماعة برأي أصحابها ولو كانوا ضعفاء في هذا المجال أو ذاك،
فلو كان لديهم من له إلمام طفيف بهذا الفن أو هذا العلم أخذوا بكلامه وإن لم يكن نبذوا الأمر جملة وتفصيلا فلا يعنيهم الأمر طالما لا يوجد في قيادتهم من يعرف في تلك الفروع أو هذه المسائل

فجمدت الجماعات والتيارات المختلفة حين لم تراعي الشرطين أن أي أمر إنما يؤخذ عن القوي فيه والأمين
ولم يصلح الأمر أول مرة إلا لأننا معاشر المسلمين كنا نشترطهما

ألم يمنع رسول الله صلي الله عليه وسلم أبا ذر من الولاية العامة حين طلبها
بلي لقد منعه
ومن أبو ذر ؟
إنه صحابي جليل له ما له من المآثر ولكن حين تعلق الأمر بالمصلحة العامة للأمة ، لم يتوفر في أبو ذر الشرطين فلم يولي ، ولم يقدح ذلك في إيمانه ولا أمانته

وكثيراً ما كان علماء الحديث خاصة أهل الجرح والتعديل يردون أحاديث أأمة في الزهد والورع وكان تصنيفهم لهم ضعيف
فهم في أنفسهم ( الزهاد ) أهل فضل
ولكن عند نقل العلم كانوا ضعافا ً في الحديث فلم يأخذوا عنهم الحديث
أخذاً بمبدأ القوة والامانة

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية