الخميس، 19 فبراير 2009

كلمات بالحبر السري

كلمات بالحبر السري

مولعة النفس بالأسرار وكشف الأسرار ، كم أتذكر شغفي وأنا كنت أقرأ دافنشي كود لما فيها من غموض وأسرار تتبدي وتتكشف ، وهكذا دواليك تبحث النفس عن ماهو مخفي تنقب عنه وتكشف عنه الغطاء ، ومع هذه المحاولات لكشف الاسرار ، تغفل النفس عن أسرار هي أعظم من كل ما كشفته ، السر الذي أتكلم عنه هو سر الوجود ذاته سر الخلق ، سر الحياة ، سر وجودك أنت أنت بالذات وليس الجنس البشري ، لكل نفس منفوسة رسالة محددة في هذه الحياة فكم منا ذهب ليبحث عن سر وجوده هو ، عن المهمة التي خُلق هو من أجلها وماهي تلك الرسائل المكتوبة بالحبر السري التي تدله علي غايته وهدفه وسبيله ، ماهي تلك الرسائل المكتوبة بالحبر السري التي توجهه تطمأنه ترشده وتوجهه ، من أعجب ما رأيت وما يمكن أن يُري هو ان حياتنا كلها ماهي رسائل مكتوبة بالحبر السري ، ولكن العظماء والعظماء فقط هم الذين كشفوا مضمون تلك الرسائل وعرفوا مضمونها ووجهتهم لما فيه خيرهم وخير البشرية جمعاء

حاول باولو كويلو كشف هذا السر في رائعته الكيميائي من خلال قصة هذا الراعي الساعي وراء حلم قد حلمه بأن هناك عند الاهرام كنز ، كنز مدفون فغامر وذهب يستكشف ويبحث عن كنزه ، في رحلة غريبة مثيرة تعلم خلالها أشياء كثيرة ربما كانت تلك الرحلة في حد ذاتها هي الكنز ، ولكن يفاجئنا باولو كويلو بأن الرحلة كلها كان غرضها معرفة مكان الكنز وليس الكنز ذاته ، بل الكنز ذاته كان موجود في قرية الفتي في الاندلس ، ربما كان بجواره هنا أو هناك ، ربما كان تحت قدميه ولكنه ذهب في تلك الرحلة المثيرة ليتعرف علي ما يملك هو من كنوز

فكل مجهود تبذله في هذه الحياة هو خطوة تجاه كشف هذا الكنز ، وليس هو الكنز ذاته حتي تكتشف سرك الخاص هدفك في الحياة ، وأعني بهدفك ليس طموحك بل الغاية التي خُلقت من أجلها بهذا التفرد العجيب
ومن طرائف المواقف التي مرت في حياتي وكانت مكتوبة بحبر سري هذه المواقف :

1- أردت أن أُصمم موقع لي بالغة العربية وتعبت جدا في التصميم باللغة العربية حتي عرفت سر اللغة العربية أي الكتابة بها في مثل تلك البيئات والبرامج التي لا تدعمها دعم كامل ، ولكني بعدم كشفت هذا السر ، قررت عمل الموقع باللغة الإنجليزية وصرفت نظري عن التصميم باللغة العربية ، ولكني بعد برهة صغيرة إحتجت لعمل شو (presention ) باللغة العربية عندها استخدمت كل ما تعلمته عن كيفية التصميم والكتابة باللغة العربية

2- مرة لم أكن حاجز في القطار ودخلت القطار ووجدت الواقفين علي البوابة كثيرين وبين العربات أيضأً كثيرين همت نفسي أن أركن وأقف مع من هم واقفين علي الأبواب وبين العربات ولكن أبت علي نفسي ذلك فقررت السير بين العربات فمررت بعربة تلو أخري فثالثة حتي وجدت عربة بها كرسيين بجواربعضهما البعض خاليين ففرحت وكان أحدها بجوار النافذة ساخن جداً فقررت ان أجلس علي الكرسي الخارجي هروباً من حرارته ، وبعد بُرهة من الوقت جاء رجل رخم ومعه شنطة (دبلوماسية من بتوع زمان ) وقال لي أن أنتقل في الكرسي المجاور اللي هو سخن ، إنتقلت إليه وانا ممتعض من شيئين سلوك الرجل إذ حين رأي كرسي خالي لما لم يدخل هو له ، ثانيا سخونة الكرسي ، المهم جلسنا وانا أفكر في هذه الرحلة وكيف إني حين تحركت ولم آخذ بشهادات الناس الكسالي بأن القطار مليان وجدت كرسي وقعدت
حتي وصلنا بنها وعندها ركبت سيدة تبدو رخمة ذي صاحبنا الرخم ومرت في العربة حتي توقفت أمام الكرسيين الذين نجلس عليهما أنا والرجل الرخم حتي قالت كرسي 21 طبعا الرجل الرخم قاعد متنعتظ ولا همه ، وأنا بصراحة تضايقت فنظرت أعلي الكرسي وجدت ان أنا أجلس علي كرسي 22 وصاحبنا الرخم جالس علي 21 قعدت أضحك في سري ضحكاً شنيعاً إذ الرجل الرخم أقامني من مكاني لمصلحتي لا لمصلحته أذ بذلك أمضيت الرحلة كاملة وأنا جالس وهو وقف نصف الرحلة


تلك بعض الرسائل والمواقف والكلمات المكتوبة بحبر سري ، فهلا نعيرها بعض إهتمامنا



ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية