رجل قد مات قصة قصيرة

رجلًُُ قد مات

اليوم السبت وهاهو قد مات ، نعم قد مات تاركاً خلفه أولاد ، نعم تركهم فقراء ، فليس في الفقر عيب ، هذا ما علمهم إياه طوال سنوات كثيرة عاشها معهم
فميراث الرجل الحقيقي لا يقاس بالدارهم والدنانير ، ولا بالين والدولار،
بل بما تركه في نفوسهم من فضيلة تؤهلهم لإكمال مسيرة الحياة
فنعم الرجل كان ، ولكنه حين مات ظن أنه مات ، وظن أنه تركهم فقراء
فقراء فقط هذا ماظنه حين مات
ولكن بعد مرور شهور بل أعوام ، ثلاث سنوات عجاف مرت بعد موته
في يوم من الأيام أتاهم أي أولاده -
3 أولاد ذكور وأنثي في ريعان الشباب تلك كانت أسرته فقد سبقته زوجته الحنون قبله بقليل أستبقت الرحيل وعبرت القنطرة الموصلة بين الدنيا والآخرة -
أتاهم جواب أصفر مختوم ومدموغ ومسجل بعلم الوصول
هل هنا الأستاذ إحسان هكذا قال لهم ساعي البريد
قالوا نعم هذا منزل الاستاذ إحسان
طيب فيه جواب مختوم هو فين
هو مين
الاستاذ إحسان
الاستاذ إحسان تعيش إنت ، لقد مات
مات وكيف مات طيب إن له جواب مسجل
مسجل من مين
من مصلحة الضرائب
الضرائب نعم
هنا أستبد القلق بالأربعة
نعم كان لوالدهم تجارة ولكنها كانت تجارة بسيطة وإنه قبل موته ومع وجود الأزمة المالية التي حدثت في أواخر2008 قد خسر خسائر فادحة وأغلق نشاطه
وتركهم علي البلاطة
تلك هي القصة بمنتهي البساطة
ولكن هل الأمر إنتهي بموته ، نعم هذا ما ظنه الأولاد الأربعة
في اليوم التالي ذهب سمير الأخ الكبير لمصلحة الضرائب يستفسر عن الموضوع
قابل موظف أليط (أليط مش عبيط )
قال له لقد تُوفي أبي منذ ثلاث سنوات وكيت وكيت ....

قص عليه القصة
فقال الموظف بكل تواضع وأدب جم ، ما ينفعش
قال له سمير هو إيه اللي ماينفعش
ما ينفعش يموت دون إخطار الضرائب ، بل نعتبره طوال هذه السنوات متهرب
متهرب!
نعم متهرب من ضرائب النشاط
ومتهرب من ضريبة جديدة شرعت علي الأموات
هو فيه ضريبة علي الأموات !!!!!
طبعا أنت مش عايش معانا هنا ولا إيه
لقد أستجدت من سنة ضرائب كثيرة
منها ضريبة علي الحياة تدفع عن كل مولود وتجدد سنوياً
وهناك ضريبة علي الوفاة
فمن مات عليه ضريبة تجب في حق من تركهم خلفه أحياء
ولكنه مات فقير ولم يترك شيئاً
ولو القانون قانون ياسيد ،

ألا صحيح أنت اسمك إيه
إسمي سمير
شوف ياسمير ماتطولش كتير

هتدفع يعني هتدفع

والضرائب الجديدة مثل ضريبة الحياة وضريبة الوفاة بتطبق بأثر رجعي

ولازم تعرفم كلكم إن البلد فيها قانون ونظام
وما يحدش يقدر يخرج علي النظام ولو حيموت
عندها وقع سمير ويبدو إنه قد أغمي عليه ، ولكنه في الواقع قد مات
هروبا من الضرائب المستحقة ، تاركاً علي الباقين تلك النفقة