هل أخذت دواءك
استيقظت البلدة كعادتها في الصباح الباكر ، شمس مشرقة وحفيف الأشجار يصدر صوت نغم في جو الربيع الرائع ، بدأ سعيد يومه المعتاد ثم ذهب إلي عمله وفي الطريق وجد مجموعة من الشباب علي سيماهم التعب والإرهاق فقال لعلهم سهروا بالامس ولم يشغل ذهنه بأكثر من ذلك وحين دخل مقر عمله وجد وجوه شاحبة فارتعد خوفا من منظر قرنائه في العمل وقال لهم ما هذا الذي أراه باديا علي وجوهكم فقالوا جميعا لا نعرف سببه ولكننا اليوم فقط رأيناه فأخذ سعيد اليوم أجازة ونزل مسرعا من العمل ، عائدا إلي بيته ولكنه في الطريق كان يري كل الوجوه شاحبة بل أنه قد لا حظ ظهور بقع حمراء علي وجوه بعض الناس ، فدخل منزله وأغلق علي نفسه من الداخل ثم ذهب مسرعاً إلي الحمام غسل يديه ووجه بالماء والصابون ثم نظر في المرآة فوجد نفسه كما هو لم يتغير شيئاً فحمد الله ثم نام ولكنه قبل نومه دار في ذهنه هذا الحوار
تري ما الذي حدث لبلدتنا ؟
هل هذا وباء عام ؟ وإن كان كيف ينجو منه وما هو العلاج ؟
فإنه اليوم استطاع أن يهرب ويدخل المنزل خلسة ولكنه غدا هل سيذهب إلي العمل أم ماذا وإن لم يذهب إلي العمل فإنه سيحتاج للطعام والشراب فلا مناص له ولا فكاك من الاختلاط بالناس هكذا تدور عجلة الحياة لامجال فيها للفردية بل المجتمع يدور كآلة ضخمة وكل فرد فيها مجرد ترس صغير
لم ينم حتي أمتلأت رأسه بتلك الهواجس المخيفة
وحين استيقظ وقد مرت عليه 8 ساعات في نوم كله أحلام مزعجة وكوابيس رهيبة
ذهب ليدخل الحمام وحين نظر في المرآة وجد وجهه قد شحب ، ولكن هل هذا مقدمات الوباء أم أنه نتيجة للأحلام المخيفة الذي ظل طوال ثمان ساعات يتجرع منها ، بدأ الوقت يسير ببطء عجيب وسعيد يعيش حالة من الرعب لا يعلم مداه إلا الله
وكل بضع دقائق يذهب ليري وجهه في المرآة وبعد ساعتين كانت البقع الحمراء تملأ وجهه هنا أدرك أنه هالك لا محالة فلقد أصابه الوباء ولكنه لم يقل شيئا هل مجرد رؤيته لأهل الوباء بالامس في الشارع وفي العمل سببا كافيا لأخذ عدوة ما ؟
لا يدري سعيد ما سبب ذلك كله
وفي وسط هذا الجو المخنوق تذكر سعيد الرجل الضرير خارج البلدة فقال لو أن البلدة بها فيروس أو ميكروب أو وباء أكيد الرجل الضرير في أمان فذهب سعيد للقاء الرجل الضرير خارج حدود البلدة ،
هل ليسأله أم ليتأكد أن الوباء خاص بالبلدة أم هروبا من البلدة ؟
ولكن كيف ينفعه الهروب من البلدة وقد أصابه الوباء
ربما كان هو في مرحلة مبكرة يوجد لها علاج ما
لا يدري ولا أدري أنا لماذا ذهب سعيد للرجل الضرير دعونا نكمل لنري ماذا فعل سعيد ، حين دخل سعيد علي الرجل الضرير أصابه الفرح الشديد إذ وجد الرجل الضرير علي حالته فجلس علي مبعدة منه وبعدما سلم عليه قص عليه القصة فاسترجع الرجل الضرير وقال إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرا منها فسأله سعيد لماذا تقول ذلك فقال له إن لهذا الدعاء قصة دعني أقصها عليك
عن أم سلمة قالت : أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم قولا سررت به قال : لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول : اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها إلا فعل ذلك به
قالت أم سلمة : فحفظت ذلك منه فلما توفي أبو سلمة استرجعت في مصيبتي و قلت : اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منه ـ وفي لفظ : خيرا منها ـ ثم رجعت إلى نفسي و قلت : من أين خير لي من أبي سلمة ؟ فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أدبغ إهابا لي فغسلت يدي من القرظ و أذنت له فوضعت له وسادة من أدم حشوها ليف فقعد عليها فخطبني إلى نفسي فلما فرغ من مقالته قلت : يا رسول الله ما بي أن لا تكون بك الرغبة و لكني امرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به و أنا امرأة قد دخلت في السن و أنا ذات عيال فقال : أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز و جل عنك و أما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل ما أصابك و أما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي قالت : فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتزوجها رسول الله ] فقالت أم سلمة بعد : أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه : رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه أحمد
هذه يابني قصة ذلك الحديث ومنذ أن عرفت بالحديث وقصته لا أتركه أبداً فإنما ذاك ياولدي دواء شافي من عند الله عز وجل لكل ما يصيب المرء من مصائب ألم تسمع قول الله تعالي : { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
فالله عز وجل قد أخبرنا بصلاه عليهم ورحمته لهم ووصفهم بالهداية فأي نعم تلك التي تصيب المصاب إذا استرجع وقال ذلك الدعاء
عندها تهلل وجه سعيد بالبشر والفرح فإنه ربما وجد هو الآخر دواء في ذلك الدعاء فسارع بقوله ثم جلس يستقصي حال ذلك الرجل الضرير وعزلته وأنسه بخلوته
فلم يجد عنده سوي كتابين إثنين فقط
أما أحدهما فكان كتاب الله عز وجل القرآن الكريم
وأما الكتاب الآخر فكان كتاب اسمه التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح لزين الدين الزبيدي وهو مختصر صحيح البخاري
وفتح أحد الكتابين فوجده مكتوب بطريقة برايل للمكفوفين ووجد الآخر كذلك
ومع مرور الوقت بدأ يشعر أنه يتحسن وذهبت البقع الحمراء من وجهه بعدما ذهبت حالة الرعب الذي كان فيه فشكر الرجل الضرير ثم ودعه وانصرف
في اليوم التالي وجد نفسه طبيعيا تقريبا فذهب للعمل ولكنه في الطريق وجد الناس كما تركها بالامس وحدث زملاؤه في العمل بحكاية الرجل الضرير ففرحوا جميعا وقالوا كلهم الدعاء وفعلا بدأوا يتحسنون
وفي اليوم الثالث رجع المرض كما كان فاحتاروا لذلك فقرروا الذهاب جميعا للرجل الضرير وحدثوه بحديثهم وقصوا قصتهم
فقال لهم الرجل الضرير إن المصيبة حين تكون عامة وتتحول إلي وباء لا يكفي فيها أن تأخذ أنت الدواء بل عليك تقع مسؤولية أن الجميع يأخذ الدواء ، فإن أغفل البعض الدواء رجع المرض وانتشر مرة أخري فلا يكفي أن تقول أنا معافي وجارك به المرض وأنت تتركه ليل نهار في مرضه دون علاج حتي ولو لم يرضي هو بذلك فصحة المجتمع شئ للمجتمع كله والمسؤولية تقع علي الجميع وليس المريض فقط
عندها عرف الجميع مسؤوليتهم ورجعوا للبلدة وأخذوا يحدثون الناس بالدواء وبدأ المرض في التلاشي وكانت العبارة التي يقولها الرجل لصديقه إذا مر به بعد أن يحيه ويسلم عليه هل أخذت الدواء ?
لتحميل القصة
http://www.4shared.com/file/232287044/606d4d32/___.html
استيقظت البلدة كعادتها في الصباح الباكر ، شمس مشرقة وحفيف الأشجار يصدر صوت نغم في جو الربيع الرائع ، بدأ سعيد يومه المعتاد ثم ذهب إلي عمله وفي الطريق وجد مجموعة من الشباب علي سيماهم التعب والإرهاق فقال لعلهم سهروا بالامس ولم يشغل ذهنه بأكثر من ذلك وحين دخل مقر عمله وجد وجوه شاحبة فارتعد خوفا من منظر قرنائه في العمل وقال لهم ما هذا الذي أراه باديا علي وجوهكم فقالوا جميعا لا نعرف سببه ولكننا اليوم فقط رأيناه فأخذ سعيد اليوم أجازة ونزل مسرعا من العمل ، عائدا إلي بيته ولكنه في الطريق كان يري كل الوجوه شاحبة بل أنه قد لا حظ ظهور بقع حمراء علي وجوه بعض الناس ، فدخل منزله وأغلق علي نفسه من الداخل ثم ذهب مسرعاً إلي الحمام غسل يديه ووجه بالماء والصابون ثم نظر في المرآة فوجد نفسه كما هو لم يتغير شيئاً فحمد الله ثم نام ولكنه قبل نومه دار في ذهنه هذا الحوار
تري ما الذي حدث لبلدتنا ؟
هل هذا وباء عام ؟ وإن كان كيف ينجو منه وما هو العلاج ؟
فإنه اليوم استطاع أن يهرب ويدخل المنزل خلسة ولكنه غدا هل سيذهب إلي العمل أم ماذا وإن لم يذهب إلي العمل فإنه سيحتاج للطعام والشراب فلا مناص له ولا فكاك من الاختلاط بالناس هكذا تدور عجلة الحياة لامجال فيها للفردية بل المجتمع يدور كآلة ضخمة وكل فرد فيها مجرد ترس صغير
لم ينم حتي أمتلأت رأسه بتلك الهواجس المخيفة
وحين استيقظ وقد مرت عليه 8 ساعات في نوم كله أحلام مزعجة وكوابيس رهيبة
ذهب ليدخل الحمام وحين نظر في المرآة وجد وجهه قد شحب ، ولكن هل هذا مقدمات الوباء أم أنه نتيجة للأحلام المخيفة الذي ظل طوال ثمان ساعات يتجرع منها ، بدأ الوقت يسير ببطء عجيب وسعيد يعيش حالة من الرعب لا يعلم مداه إلا الله
وكل بضع دقائق يذهب ليري وجهه في المرآة وبعد ساعتين كانت البقع الحمراء تملأ وجهه هنا أدرك أنه هالك لا محالة فلقد أصابه الوباء ولكنه لم يقل شيئا هل مجرد رؤيته لأهل الوباء بالامس في الشارع وفي العمل سببا كافيا لأخذ عدوة ما ؟
لا يدري سعيد ما سبب ذلك كله
وفي وسط هذا الجو المخنوق تذكر سعيد الرجل الضرير خارج البلدة فقال لو أن البلدة بها فيروس أو ميكروب أو وباء أكيد الرجل الضرير في أمان فذهب سعيد للقاء الرجل الضرير خارج حدود البلدة ،
هل ليسأله أم ليتأكد أن الوباء خاص بالبلدة أم هروبا من البلدة ؟
ولكن كيف ينفعه الهروب من البلدة وقد أصابه الوباء
ربما كان هو في مرحلة مبكرة يوجد لها علاج ما
لا يدري ولا أدري أنا لماذا ذهب سعيد للرجل الضرير دعونا نكمل لنري ماذا فعل سعيد ، حين دخل سعيد علي الرجل الضرير أصابه الفرح الشديد إذ وجد الرجل الضرير علي حالته فجلس علي مبعدة منه وبعدما سلم عليه قص عليه القصة فاسترجع الرجل الضرير وقال إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلفني خيرا منها فسأله سعيد لماذا تقول ذلك فقال له إن لهذا الدعاء قصة دعني أقصها عليك
عن أم سلمة قالت : أتاني أبو سلمة يوما من عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : لقد سمعت من رسول الله صلى الله عليه و سلم قولا سررت به قال : لا تصيب أحدا من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته ثم يقول : اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منها إلا فعل ذلك به
قالت أم سلمة : فحفظت ذلك منه فلما توفي أبو سلمة استرجعت في مصيبتي و قلت : اللهم اؤجرني في مصيبتي و أخلف لي خيرا منه ـ وفي لفظ : خيرا منها ـ ثم رجعت إلى نفسي و قلت : من أين خير لي من أبي سلمة ؟ فلما انقضت عدتي استأذن علي رسول الله صلى الله عليه و سلم وأنا أدبغ إهابا لي فغسلت يدي من القرظ و أذنت له فوضعت له وسادة من أدم حشوها ليف فقعد عليها فخطبني إلى نفسي فلما فرغ من مقالته قلت : يا رسول الله ما بي أن لا تكون بك الرغبة و لكني امرأة في غيرة شديدة فأخاف أن ترى مني شيئا يعذبني الله به و أنا امرأة قد دخلت في السن و أنا ذات عيال فقال : أما ما ذكرت من الغيرة فسوف يذهبها الله عز و جل عنك و أما ما ذكرت من السن فقد أصابني مثل ما أصابك و أما ما ذكرت من العيال فإنما عيالك عيالي قالت : فقد سلمت لرسول الله صلى الله عليه و سلم فتزوجها رسول الله ] فقالت أم سلمة بعد : أبدلني الله بأبي سلمة خيرا منه : رسول الله صلى الله عليه و سلم رواه أحمد
هذه يابني قصة ذلك الحديث ومنذ أن عرفت بالحديث وقصته لا أتركه أبداً فإنما ذاك ياولدي دواء شافي من عند الله عز وجل لكل ما يصيب المرء من مصائب ألم تسمع قول الله تعالي : { الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون }
فالله عز وجل قد أخبرنا بصلاه عليهم ورحمته لهم ووصفهم بالهداية فأي نعم تلك التي تصيب المصاب إذا استرجع وقال ذلك الدعاء
عندها تهلل وجه سعيد بالبشر والفرح فإنه ربما وجد هو الآخر دواء في ذلك الدعاء فسارع بقوله ثم جلس يستقصي حال ذلك الرجل الضرير وعزلته وأنسه بخلوته
فلم يجد عنده سوي كتابين إثنين فقط
أما أحدهما فكان كتاب الله عز وجل القرآن الكريم
وأما الكتاب الآخر فكان كتاب اسمه التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح لزين الدين الزبيدي وهو مختصر صحيح البخاري
وفتح أحد الكتابين فوجده مكتوب بطريقة برايل للمكفوفين ووجد الآخر كذلك
ومع مرور الوقت بدأ يشعر أنه يتحسن وذهبت البقع الحمراء من وجهه بعدما ذهبت حالة الرعب الذي كان فيه فشكر الرجل الضرير ثم ودعه وانصرف
في اليوم التالي وجد نفسه طبيعيا تقريبا فذهب للعمل ولكنه في الطريق وجد الناس كما تركها بالامس وحدث زملاؤه في العمل بحكاية الرجل الضرير ففرحوا جميعا وقالوا كلهم الدعاء وفعلا بدأوا يتحسنون
وفي اليوم الثالث رجع المرض كما كان فاحتاروا لذلك فقرروا الذهاب جميعا للرجل الضرير وحدثوه بحديثهم وقصوا قصتهم
فقال لهم الرجل الضرير إن المصيبة حين تكون عامة وتتحول إلي وباء لا يكفي فيها أن تأخذ أنت الدواء بل عليك تقع مسؤولية أن الجميع يأخذ الدواء ، فإن أغفل البعض الدواء رجع المرض وانتشر مرة أخري فلا يكفي أن تقول أنا معافي وجارك به المرض وأنت تتركه ليل نهار في مرضه دون علاج حتي ولو لم يرضي هو بذلك فصحة المجتمع شئ للمجتمع كله والمسؤولية تقع علي الجميع وليس المريض فقط
عندها عرف الجميع مسؤوليتهم ورجعوا للبلدة وأخذوا يحدثون الناس بالدواء وبدأ المرض في التلاشي وكانت العبارة التي يقولها الرجل لصديقه إذا مر به بعد أن يحيه ويسلم عليه هل أخذت الدواء ?
لتحميل القصة
http://www.4shared.com/file/232287044/606d4d32/___.html
هناك تعليقان (2):
Write التعليقات