الأربعاء، 17 فبراير 2010

الملل !

الملل أو السأم

متي تشعر بالملل !!!!!!!

تذكرت رواية السأم لأبرتو مورافيا فهذه من ضمن الروايات التي أقتنيتها من معرض الكتاب هذا العام قلت أكيد الرجل هيعالج موضوع السأم أو الملل نزلت الرواية من علي الرف وأخذت أقرأ أول بضع صفحات جيدة فيها ما يمكن إعتباره فلسفة الملل وخلاصة تلك الفلسفة هي في تعريفه للملل بأنه فقدان العلاقة والترابط بين الأشياء ، وأنه عبارة عن ذبول أو نقص في الحيوية بشكل مفاجئ


البداية مشجعة جدا ثم أخذت أتابع الصفحات التي تتطايرمن أمام عيني وقلمي ساكنا عن الحركة وشيئ غريب يتسلل إلي نفسي ، نعم شيئ غريب أتدرون ماذا تسلل إلي نفسي إنه الملل نفسه ولا أدري ما سر ذيوع تلك الرواية أو ذيوع ذكر كاتبها لو باقي إنتاجه هكذا ناهيك أنه علي غلاف الرواية أن المؤلف وهو أكبر كتاب إيطاليا يقول إنها خير روايته ولقد نالت جائزة فياريجيو أكملت علي مضض نصف الرواية حتي وجدته يصف كيف كانت سيسيليا تقضي حاجتها – تبول - وصفا دقيقا ولقد بالت في وجود دينو الرسام بطل الرواية
إلي هذا الحد يصل السخف بالأدب والادباء ويعطي الجوائز ويقال عنه أفضل روائي وهذه أعظم روايات العصر لأنه جلس يصف كيف كانت تبول سيسيليا وتمسح
قلت الله يقرفك يا أخي مش كفاية الوصف المقزز للعمليات الجنسية بل كمان وصف مقزز للبول والبراز هذا هو الملل بعينه
كنت أعلم أن أنيس منصور في كتابه عاشوا في حياتي كتب عن ألبرتو مورافيا فصل وكنت قرأته فقلت علي أن أراجع ما كتبه عنه فوجدته يتمجد في الرجل ويثني عليه
لم يعجبني ذلك فلدي عقلي وحاستي في التذوق فأنا أقرأ ما أشعر بأنه يفيدني ويستسغيه عقلي وذوقي
ثم نظرت في كتاب( كتب وكتاب للدكتور حسين مؤنس) فلديه مقال عن ألبروتو مورافيا وعن الملل ولقد وجدت الرجل رحمه الله يقول مثل ما قلت بل أزيد وندم علي قرائتها وتعجب وقال ألا يوجد حياء
وأرجع الرواية إلي المكتبة التي كان قد اشتراها منها وهي في إيطاليا وقال لصاحب المكتبة هدية مني لك ، وكان رأي صاحب المكتبة من رأي دكتور حسين مؤنس ولكنه قال له هذه هي الرواية الأكثر قراءة هذه الأيام

لم أجد بد من عقد مقارنة سريعة بين حسين مؤنس في كتب وكتاب وبين أنيس منصور في عاشوا في حياتي


أنيس منصور يغلب علي كتابته العمل الصحفي جمع جمع ألزق ألزق وحكايات كثيرة ولكن قف مع هذه الحكايات وقل لي ماذا فيها من فوائد ، ماذا فيها من عبرة


حتي أن له كتابا الكبارأيضا يضحكون قرأت منه أكثر من مائة صفحة وفي أثنائها كنت أضحك ثم سرعان ما هجم علي الملل إذ وجدت الكاتب بيسرد مواقف لا هيه كوميديه ولا يحزنون ولا هي عن الكبار بل هي عن نفسه وأصدقاءه وهكذا
ولقد صدق أنيس منصور فلقد قال في أول الكتاب أنه هو الذي ضحك علينا وفعلا
لقد ضحك علينا ،
وهو قريب الشبه من كولن ولسون حتي أن كثير من كتبه لها نفس العنوان أو الموضوع وإن كان كولن أحسن شوية ، كلاهما كثير القراءة ويجول بك مستعرضا أسماء الكتب والمؤلفين حتي تفغر فاك ثم يدخل الناموس والذباب وكل شيئ في هذا الفم المفتوح
أما حسين مؤنس فطراز آخر من الرجال في كتاب 700 صفحة وتحت عنوان ( كتب وكتاب ) ولم يقلأنهم عاشوا في حياته ولا غيره أخذ بمشرط الجراح يثني علي هذا ويقدح في هذا يبين لك الغث من الثمين يقول رأيه رأي الناقد البصير والصيرفي المحترف الذي يعرف الذهب من غيره فليس كل ما يلمع ذهبا
وعرفت عندها لماذا أنا معجب بحسين مؤنس ولماذا انا لا يعجبني أنيس منصور وخلافه
كما انه فسر لي أيضا لماذا قال أنيس منصور أنه عجز أن يحب مصطفي صادق ولم يفهم كلام ابن تيمية
ومصطفي صادق الرافعي وابن تيمية في غني عن الكلام
وفي النهاية وقانا الله وإياكم شر الملل

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية