الأحد، 29 مارس 2009

حوار هادئ للمثقفين 2

حوار هاديئ للمثقفين 2


من الاخطاء الفاحشة اليوم التي يقع فيها كثير من أهل الخير والراغبين في نصرة هذا الدين ، هي أنهم يحتجون بأقوال الرجال في معرفة الحق ، بل قل إن شأت يعرفون الحق بالرجال،فكل ماقاله فلان هو حق ، حق لأنه ما قاله شيخهم أو داعيتهم المفضل
والصحيح الذي كان عليه أكابر هذه الأمة سلفاً و خلفاً "أنه لا يُعرف الحق بالرجال ، بل اعرف الحق تعرف أهله "



كذلك إحتجاجهم بالكثرة ، فلا يعرف الحق بكثرة قائليه أو بكثرة أتباعه ، فلقد قال علماءنا لا توجد كثرة في القرآن إلا مذمومة مثل " ولا تجد أكثرهم شاكرين "
فالاعتبار بالكثرة مزلة أقدام وكيف يحتجون بالكثرة وفي الحديث الذي فيه بعث النار فيه يدخل النار من كل 1000 أتدرون كم يدخل من هذا الجمع 999 ولا يبقي إلا واحد هو من أهل الجنة

وهل وقف في تاريخ الأمة قديمها وحديثها يذبون عن الدين وينصرونه في الأزمات الصعبة إلا رجال قلائل

خذ مثلا في محنة الإمام أحمد بن حنبل ، لماذا اشتهر أحمد بن حنبل رحمه الله ، هل لم يُوجد علماء غيره ، بل العلماء وطلبة العلم في كل عصر كثير ، وأكثر منهم أدعياء العلم والمنتسبين إليه زوراً وبهتاناً ، ولكن عند الشدائد لا تجد أحداً إلا قلة ، هؤلاء هم أهل الحق
لذا وقف في وجه الفتنة نفر قليل أشهرهم أحمد بن حنبل لما وقع عليه من تعذيب علي قوله مقولة الحق والصبر عليها


ومن الأخطاء الفاحشة اليوم هي عدم التفريق بين العالم والداعية ، فأصبح يقول من يشاء ما شاء ، دون بينة علي علمه أو دليل علي قوله
وهذا مقتل ، وثغرة يجب علينا سدها ، وإلا وقع الاضطراب



ومن الأخطاء كذلك عدم التفريق بين درجات وطبقات الدعاة والعلماء ، فالعلم درجات ، وليس كل من تكلم في هذا الدين علي طبقة أو درجة واحدة بل بعضهم أعلم من بعض بدرجات متفاوتة ،
وأصل هذه المشكلة هي أن الدعاة يقولون أقوال أهل العلم دون نسبها إليهم فيظن الظان أن هذا قوله وأنه أهلا للقول والاجتهاد ، ولو أن الدعاة ربطت القلوب بالعلماء ما وقع كثير من اللغط الحاصل الآن

ففي كثير من التيارات السلفية من يقلد ابن عثيمن أو الالباني ولا يصرح بأنه قول ابن عثيمن أو الألباني أو غيره وينطق بكلام أهل العلم ملأ شدقيه وكأنه قرين لهم ، وهو عليهم عيل إنما هم أهل للقول والاجتهاد

خرج عليهم طبقة لا تعرف من كلام هذا ولا ذاك وأخذوا يقولون برأيهم أيضاً بملأ شدقيهم

هنا ظهر الخلاف والاختلاف علي أنه بين كلام فلان وفلان وهذا أمر وارد ومقبول إذ يجمع الفريقين وصف كونهم دعاة ، ولو أن الأولون نسبوا الأقوال إلي قائليها لقل الخلاف ولعرف زيف الباطل

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية