الأربعاء، 18 مارس 2009

حرامي في القطار

حرامي بالقطار

في رمضان الماضي جلست في القطار بيدي المصحف ، وهمتي بالسماء وروحي تسبق عيني في قراءة كتاب الله ، وكنت أتمني أن أجعل رمضان كله قراءة قرآن فقط ، فطوال العام تصيبنا الغفلة عن كتاب الله
كان بجواري رجل محامي ، علمت ذلك من مكالماته التليفونية الكثيرة ، أو ربما كانت مكالمة واحدة ولكن طويلة ، طويلة حيث إنها استغرقت من طنطا إلي بنها وأنا غارق في عالمي الخاص أتلو كلام الله فأسمو واسمو حتي وجدت من يجذبني نعم ، فالتفت إليه
من هذا ؟
إنه المحامي الذي بجواري يسألني سؤال
وطبعا كان سؤال ديني
فأجبته بما أعرف ، ومن السؤال خرج إلي سؤال آخر
ولكنها لم تكن أسئلة مهمة ، بل أسئلة أشبه بالفوازير
مثل رجل صلي صلاة بثلاث تشهدات ، أسئلة من هذا الجنس

ثم فتح بعد أسئلته حديث آخر
وبعد فترة وجدت القطار يبطيئ من حركته ها نحن في القاهرة
فنزلنا إنصرف الرجل ، وانصرفت مذهولاً مما حدث بي !!

لقد سرقني الرجل

نعم هذا المحامي قام بسرقتي ،
لقد سرق مني نصف ساعة أو أكثر من ليالي رمضان
نصف ساعة من أجمل ليالي السنة ، نصف ساعة من عمري
نصف ساعة لن تعود إلي أبداً
ولم يكتفي بسرقة النصف ساعة ، بل سرق معها روحي وهمتي
فوجدت تكاسلا ً بعدما كنت أجد الهمة والنشاط

إنتبه يرحمك الله لتلك الأنواع من السرقات ،
فالأمة منهوبة ليل نهار ، وهذا أثمن شيئ يُسرق منها

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية