الاثنين، 16 مارس 2009

أول أوتار القلوب

الوتر الأول : الأباء - حب الأباء

أول وتر في القلب يجب عليك أن تنتبه إليه وتراقبه وتراه هل هو مشدود أم مرخي ، هل هو سليم أم مقطوع ،

وتر حُبك لأبيك وأمك
نعم
فعن طريقهما جئت إلي هذا الكوكب ،
فقد قدر الله لهما ولك أن يكونا سبب وجودك في هذه الحياة ،
فلقد كنت بذرة زرعها الأب في رحم أمك ،
فرعتها أمك وحمتها وأولتها كل حب وحنان 9 أشهر كاملة ،
9 أشهر كاملة وأنت هناك في ظلمات ثلاث
ليس لك غذاء إلا خلاصة ما تأكله أمك ،
ليس لك مثوي إلا بطنها

حتي إذا ما جاء ميعاد وصولك لهذه الأرض ولتلك الحياة ،
عانت أشد المعاناة لتوصلك إلي هذه الحياة
وهي يشتد عليها الألم وتصرخ ولكنها سعيدة ،
وتبكي ولكنها مسرورة
فرحة سعيدة لقدومك إلي هذه الحياة ،

هل تدري أن لون عينيك ،
وبهاء وجهك ،
وجمال شعرك ،
وخفة دمك ، وروحك ،
كل تفصيلة دقيقة من تفاصيلك ، هي أحد خصال أمك وأبوك

نعم فأول وتر هو وتر حب الأب والأم سبب الحياة
وهل انتهي دورهما بمجيئك لا والله بل بدأت رحلتهما معك يصحبانك فيها ليعلمانك كيف تعيش علي هذه الأرض ، تبدأ أمك بإطعامك من ثديها لبنا حلو المذاق لا حار ولا بارد ومعه ترتشف من جرعات الحنان مايملأ كيانك طمأنينة وهناءة وسعادة
عامان ،
عامان كاملين وأنت ترعي علي صدر أمك فهو مرتعك وملعبك ومأكلك ومشربك ، هو بستانك وحديقتك

عامان حتي إذا ما اشتد لك عود ونبت لك سن أخذت تطعمك من الطعام الألوان وتسقيك من الشراب كل مالذ وطاب ،
لا تهنأ ولا تسعد إلا حين تهنأ أنت وتسعد ،
لا تأكل ولا تشرب إلا حين تأكل أنت وتشرب

ثم تعلمك حركاتك الأولي وكلماتك الأولي وخطواتك الأولي التي بها تبدأ في التواصل مع الجنس البشري

فأمك هي بوابة العبور للتخاطب مع البشر

ولا تفتأ تعلمك من خبرتها وتعطيك من نصيحتها حتي تصير رجلاً كاملاً ، أو إمرأة كاملة لك ما لها من خصائص ، مع ما أودعته فيك من سرها وطموحها وأملها في ان تنال من هذه الحياة كل غال ونفيس وأن تسعد في حياتك كلها

وطوال هذه المراحل وقبلها وبعدها ،
يذهب أبوك إلي ميادين الحياة ودروبها الوعرة يبحث لكما عن الطعام الهنيئ ،
والشراب الطيب ويوفر لكما الفراش الوطيئ ،
وهو لك ملاحظ بك متلطف ،
يرعاك مع كل نفس ،
ويشهدك في كل مشهد ،
يخفو قلبه ويدق مع كل مرحلة تمر بها ،
آخذا علي نفسه مؤونة تربيتك وتعليمك وتسليحك بكل أدب وعلم تستطيع به الدخول إلي معترك الحياة

وهذه قطرات قليلة مما بذلا ويبذلا في سبيلك ، فهل تدرك الآن معني أن اول وتر في قلبك هو وتر الحب ، الحب لأبيك وأمك

فإذا ما صارعتك الحياة فصرعتك فارجع إلي ذلك الوتر وتأكد من سلامته ومتانته ، إذ لا تسلط عليك الحياة وأنت بهما باراً

ولن تري الجمال والسعادة والحب دون أن يكون هذا الوتر علي أفضل ما يكون ، بل الجنة نفسها لا تطمع فيها ولا تطمح لها إذا أخللت بهذا الوتر الحساس ، وتر حب الأب والأم وبرهما

هذه هي أول الأوتار التي سنتكلم عليها لنتذوق الجمال ونشعر بالسعادة ، ويخفق القلب بمعاني الحب

ليست هناك تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية