الاثنين، 23 مارس 2009

الجمال بجنيه

الجمال بجنيه

منذ أن تطلعت أن أتحدث عن الجمال وأنا في مأزق حقيقي ، وسر المشكلة يكمن في ماهو الجمال وما تعريفه وما هي حدوده كيف نتعرف عليه وكيف نتذوقه هل هو نسبي أم مطلق ، ....
آلاف الأسئلة التي قذفها الذهن فجأة عندما أردت أن أتحدث عن الجمال
خاصة وأن رغبتي في التحدث عن الجمال ترجع في أصلها إلي أنني أشعر شعوراً يرتقي إلي مراتب اليقين أن فقد الجمال هو أحد الاسرار وراء تخلفنا اليوم ، إذ فقدت الحياة معاني الجمال في كل جزئياتها فلم يعد الخطاب الأدبي جميل كما لم يعد الخطاب الديني جميل كما لم يعد يوجد فن جميل ، بل هو سخف وأيضاً غير جميل
إضافة إلي ذلك هو أن هناك مجموعة من المشاعر التي تؤرقني ليل نهار أريد أن أخرجها من مكمنها ولكنها تأبي علي ، تأبي أن تخرج في تلك الأثمال البالية التي أخرجت بها فيما قبل غيرها من الأفكار
إنما تريد تلك الأفكار أن تخرج في حُلل رائعة الجمال أنيقة المظهر تتناسب مع جمال تلك الأفكار

هنا أشتد علي الألم ،
و تسائلت ماهي الكلمة
الكلمة هي مجموعة من الحروف تشكل مقاطع لها أصوات تصطف في نسق بديع تحدث في النفس إنشراح تفرح وتحزن تبكي وتضحك تسعد وتشقي ، تسيل الدموع مدراراً وتسيل الدماء أنهاراً
نعم تلك هي الكلمة ، فكم من كلمة هزت المشاعر هزا ، فإن كانت في الحب زقزقت لها العصافير ، وتفتحت لها الأزهار
وإن كانت في الفخر إشرأبت للمجد بها أعناق ، وصهلت للعز عندها الخيول
وإن كانت للرثاء أشتد بها النحيب وسالت من البكاء أنهار
وإن كانت وإن كانت ....
هذا شأن الكلمة
ولكن أليست الكلمة هي وصف ، نعم وصف لصورة ، أو وصف لمشاعر أثارتها صورة ، أليست الكلمات هي أوصاف للمناظر الجميلة أو مشاعر أثارتها المناظر الجميلة

عندها علمت أن لا سبيل إلي إدراك الجمال سواء الكلمة أو غيرها حتي ندرك جمال الصورة والمنظر ، هنا انتقلت أبحث عن معاني الجمال في كل شيئ

نظرت في المكتبة فوجدت بعض الكتب التي تتحدث عن هذا الموضوع
أبدأ في كتاب فلا تمر 30 أو 40 صفحة حتي أنقطع ، لا أستطيع أن أكمل هذا الكتاب أو ذاك

وما السبب في ذلك ؟؟؟؟

الكاتب كالفنان يضع في كلماته شيئ من السحر ، فمن لم يجد السحر عُرف أنه دجال ، متطفل ينتسب إلي قوم ليس منهم في شيئ
وهذا هو العائق الحقيقي للعلم وللفهم

أننا نأخذ معظم العلوم والفنون عن دجالين ، يعملون في العلوم والفنون كحاطب ليل ، يأخذ كل ما يلقاه في طريقه ، ولايدري عنه شيئاً ، وإمعاناً في اللبث والتلبيث ، يحشي في ثنايا كلماته بكثير من المصطلحات ، تجعل من العلم طلسم يصعب حله ، فترجع علي نفسسك أكيد العيب يكمن في ، إذ لا أستطيع أن أحل مثل تلك الألغاز
ولكن هذا من دجل الدجالين

عندها هممت لأذهب أتسوق أبحث عن كتاب لأحد هؤلاء العباقرة الذين يغوصون في أعماق البحار يستخرجون الكنوز ،
نعم علي أن اجد الباب الصحيح لحل مشكلتي

فذهبت إلي سور الأزبكية
كان هذا يوم الأربعاء الماضي
دخلت إلي محل رقم 120
كان هناك ولد ظريف أسمه رامي ،
جاءت لرامي مكالمة علي تليفونه المحمول من والده يسأل عن الحال ،
فقال لوالده عبارة مازلت أسمع صداها ، حمد الله وبشر أباه وأخبره أنه لم يستفتح بعد ،
كان الوقت بعد الظهر وقريباً من العصر
أعجبتني المكالمة ورد الولد علي أبيه

كنت أبحث في ركن أي حاجة بجنيه

أول كتاب وقع عليه نظري ، كان كتاب اسمه أسس التربية الفنية
ليس علي الكتاب اسم المؤلف والكتاب يقع في 404 صفحة قطع صغير
بجنيه واحد دهشت من السعر مع موضوع الكتاب أخذت أقلب فيه بشغف محموم ، خفق قلبي لم أكن أصدق أني مع نزولي وأول مكتبه وأول كتاب يقع في يدي حل اللغز المحير عن الجمال


أخذت أقلب في كل ما هو موجود في هذا الركن وأنا أكاد أطير فرحاً
فوجدت قضايا التربية الفنية لنفس المؤلف والكتاب أيضاً ليس عليه اسم المؤلف ، ولكني عرفته من ثبت الكتب التي للمؤلف ففي كل كتاب منهما وجدت الآخر من تأليفه

ثم وجدت الفنون والإنسان مقدمة موجزة لعلم الجمال لأروين أدمان ويقع في 160صفحة
وكتاب الإحساس بالجمال تخطيط النظرية في علم الجمال لجورج سانتيانا ويقع في 360 صفحة
و .....
ولم انتهي حتي جمعت حوالي 30 كتابا من هنا ومن ركن آخر سعر الكتاب به 2 جنيه ،

وأنا من وقتها عاكف علي قرائتها خاصة حين بدأت أقرأ في قضايا التربية الفنية ، وأسس التربية الفنية الرائعين
مع ما كان في المكتبة

مثل التربية عن طريق الفن لهيربرت ريد
ومعني الفن لهيربرت ريد ،
وإلي الجحيم بالثقافة لهيربرت ريد ،
ومباديئ الفن لروبين جورج كولنجوود ،
والفنون البصرية وعبقرية الإدراك ل شاكر عبد الحميد
وكتاب آخر لشاكر عبد الحميد عدد من سلسلة عالم المعرفة

لذا أعتذر عن التدوين حتي أروي بعض ظمأي من تلك الكتب ، وآتيكم منها بقبس

هناك 3 تعليقات:
Write التعليقات

شركاء في التغيير

مروا من هنا

Blog Archive

قائمة المدونات الإلكترونية